الجمعة  06 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فضيحة في جيش الاحتلال: الجنود حذروا من المهمة النهارية فقُتلوا في كمين بجباليا

2025-06-04 04:18:06 PM
فضيحة في جيش الاحتلال: الجنود حذروا من المهمة النهارية فقُتلوا في كمين بجباليا
الاحتلال ينقل قتلى ومصابين في كمائن المقاومة-أرشيفية

الحدث الإسرائيلي

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل صادمة تتعلق بالعملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود من كتيبة “جفعاتي” شمال قطاع غزة، وتحديدًا في محيط جباليا، بعد أن نفذت في وضح النهار رغم تحذيرات مسبقة من الجنود المشاركين حول خطورة التوقيت.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن جنود كانوا في الميدان، فإن قافلة عسكرية كانت ترافق سيارة إطفاء أُرسلت لمعالجة حريق اندلع في ناقلة جنود مدرعة من طراز “نمر”، تعرضت لانفجار عبوة ناسفة أثناء انسحابها، ما أدى إلى مقتل الجنود: لئور شتاينبرغ، أوفيك برهانا، وعومر فان غِلدر، وإصابة اثنين آخرين بجروح متوسطة.

ورغم تحذيرات الجنود على الأرض من تنفيذ العملية خلال ساعات النهار – التي تُعتبر الفترة الأخطر لاحتمال التعرض لكمائن واشتباكات مع المقاومة الفلسطينية – إلا أن قائد لواء “جفعاتي” أصرّ على تنفيذ المهمة، مبررًا ذلك بأن ناقلة الجنود المشتعلة كانت تحتوي على أسلحة وذخائر لا يمكن تركها دون معالجة.

لكن، وفقًا لشهادات أدلى بها جنود، فإن سيارة الإطفاء عادت دون تنفيذ مهمتها، ما أثار تساؤلات حول الضرورة العملياتية الحقيقية للعملية. وأشارت مصادر عسكرية للصحيفة إلى أن الجيش حاول بداية إخماد الحريق بشكل ذاتي وفشل، ما اضطره إلى الاستعانة بسيارة إطفاء مدنية كانت متمركزة عند الحدود.

ووفق ما أوردته يديعوت أحرونوت، فإن مسار القافلة العسكرية كان معروفًا مسبقًا، وقد تم استخدامه سابقًا، ما يرجّح أن العبوات الناسفة التي زرعت على جانبيه كانت معدّة سلفًا. وبعد الانفجار، عثرت وحدة الهندسة العسكرية على 20 عبوة ناسفة مدفونة على طول الطريق، لم ينفجر منها سوى واحدة، يُعتقد أنها فجرت عن بُعد، واستغرق تفكيك الباقي عدة ساعات.

ونقلت مصادر عسكرية للصحيفة أن 90% من الاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين تقع خلال النهار، وهو ما يجعل أي تحرك في تلك الأوقات محفوفًا بالمخاطر. وأكدوا أن العملية أُسندت بداية إلى وحدة من قوات الاحتياط التي رفضت تنفيذها بسبب توقيتها، قبل أن يتم تحويلها إلى كتيبة “جفعاتي” النظامية، التي عبّر عدد من عناصرها بدورهم عن رفض المهمة، قبل أن يُجبروا على دخول المنطقة.

وتضيف يديعوت أحرونوت أن القافلة استخدمت مركبات غير مصفحة، في تجاهل لتحذيرات ميدانية متكررة، ما فاقم حجم الخسائر البشرية. وشدد عدد من الجنود الذين تحدثوا للصحيفة على أن المهمة لم تكن ضرورية من الناحية الميدانية، وأن الجنود “قُتلوا دون سبب عسكري حقيقي”.

في أعقاب الحادثة، فتحت قيادة جيش الاحتلال تحقيقًا داخليًا، وسط أجواء من التوتر والخوف من تداعيات الحادث على معنويات الجنود، خصوصًا في ظل التقدم البطيء للقوات في محيط منطقة تل الزعتر شمال جباليا. وبحسب تقديرات استخبارات الاحتلال، فإن المقاومة كانت قد أعدت الكمين مسبقًا ضمن سياسة استنزاف للقوافل العسكرية المتكررة على أطراف المخيم.

وخلصت الصحيفة إلى أن قوات “جفعاتي” لم تدخل بعد إلى عمق جباليا، وأن عملياتها ما تزال تقتصر على أطراف المنطقة، في ظل مقاومة عنيفة وتكتيكات دفاعية محكمة من قبل المقاومين الفلسطينيين.