ترجمة الحدث
كشف تقرير مراقب الدولة لدى الاحتلال، متانياهو إنجلمان، عن إخفاقات جسيمة في تعامل حكومة الاحتلال مع أوضاع مستوطني المناطق الشمالية خلال الحرب، محملًا المسؤولية الرئيسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمدير العام السابق لمكتبه، يوسي شيلي. وأشار التقرير إلى أن التأخير في صياغة سياسة حكومية شاملة لدعم مستوطني الشمال يمثل "خللاً خطيرًا" في أداء الحكومة، مُلقيًا باللوم على مكتب رئيس الوزراء.
التقرير، الممتد على 30 صفحة، يوثق الإخفاقات الحكومية في إدارة أزمة مستوطني الشمال. في الأشهر الأولى للحرب، اتخذت الحكومة قرارات محدودة، مثل إخلاء البلدات القريبة من الحدود بمسافة كيلومترين، وتخصيص مساعدات مالية للسلطات المحلية. لكن، رغم الإدراك المبكر لضرورة سياسة شاملة، تأخر اتخاذ قرار حكومي موحد حتى مايو/أيار 2024، أي بعد 7.5 أشهر.
حتى بعد القرار، استغرق تعيين إليعازر (تشايني) ماروم رئيسًا لهيئة التنفيذ شهرين إضافيين. وخلال خمسة أشهر من عمله، فشل، وفق التقرير، في تنفيذ خطة المساعدات أو وضع استراتيجية طويلة الأمد لإعادة تأهيل المنطقة وإعادة المستوطنين إلى منازلهم.
يكشف التقرير أن التأخير نجم عن صراعات بينية داخل حكومة الاحتلال. فبعد تكليف وزارة الداخلية بالتنفيذ، نقلت المهمة إلى وزارة المالية في فبراير/شباط 2024، التي تجاهلت القرار بدعوى أنه "غير ناضج".
وحتى عندما تدخل مكتب نتنياهو لإصدار قرار جديد، بقيت تفاصيل كثيرة دون تنفيذ. على سبيل المثال، لم تُعقد لجنة الوزراء المعنية بإعادة تأهيل الشمال، ولم يُشكَّل فريق من المديرين العامين. كما لم تكشف وزارة المالية عن آلية توزيع 3 مليارات شيكل مخصصة لتطوير المنطقة.
المراقب وجه أصابع الاتهام لنتنياهو وشيلي، مؤكدًا أن على رئيس الوزراء "ضمان عمل لجنة وزراء برئاسته لتطوير الشمال، لتعزيز سياسة حكومية موحدة وحل الخلافات بين الوزارات". ورفض التقرير تبريرات نتنياهو بتحميل الخلافات الداخلية المسؤولية.
يسلط التقرير الضوء على أزمة مستوطني الشمال. في سبتمبر/أيلول 2024، أفاد 24% فقط من المستوطنين بأنهم عادوا أو سيعودون إلى منازلهم، مقارنة بـ54% من مستوطني الجنوب المُخلين. في المقابل، قال 54% من مستوطني الشمال إنهم قد يغادرون نهائيًا، مقابل 13% في الجنوب. ويُثير القلق أن الشباب والمتعلمين هم الأكثر ميلاً لعدم العودة.
كما أظهرت البيانات أن 54% من المُخلين بشكل مستقل يعانون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. وأبلغ نصف أولياء أمور طلاب المدارس الثانوية عن تراجع دراسي لأبنائهم. اقتصاديًا، يفكر 27.3% من أصحاب الأعمال المستقلة في إغلاق أعمالهم بالشمال.
قال موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي ماطيه أشير ورئيس منتدى خط المواجهة: "التقرير يكشف كارثة حقيقية. مستوطنو خط المواجهة والشمال تُركوا لمصيرهم. الوزير زئيف إلكين، المسؤول عن إدارة الشمال، مدين بإجابات. لقد نفد صبرنا. نتنياهو هو المسؤول الأول، وأطالب إلكين بلقاء عاجل معه ينتهي بقرار حكومي لتنفيذ خطة بـ15 مليار شيكل وُعد بها في أكتوبر/تشرين الأول 2024".
بدوره، أضاف أساف لانجلبن، رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى: "فشل الحكومة واضح. وعدت بخطط طموحة لكنها لم تنفذ شيئًا يُذكر. هكذا لا تُدار دولة تريد إعادة تأهيل الشمال. نشكر مراقب الدولة على تقريره الدقيق الذي عكس واقعنا من خلال لقاءات مع المستوطنين ورؤساء السلطات المحلية".