الأحد 15 حزيران 2025
الحدث العربي الدولي
حُكم على محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) بالسجن ثلاث سنوات، بعد إدانته بتسريب معلومات سرية تتعلق بخطط “إسرائيلية” لتنفيذ هجوم على إيران. ووفق ما نشرته صحيفة واشنطن بوست، فقد تسبب هذا التسريب، الذي انتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العام الماضي، في تأجيل “إسرائيل” تنفيذ الهجوم.
المحلل، أسيف رحمن (34 عامًا)، اعترف خلال التحقيق معه بأنه سرّب أكثر من 12 وثيقة مصنفة على أنها سرّية، خلال فترة عمله في وكالة الاستخبارات. وجرى اعتقاله العام الماضي بعد أن كشفت تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أنه قام بتحميل وثائق حول استعدادات “إسرائيل” العسكرية إلى جهاز كمبيوتر في مقر عمله بالسفارة الأميركية في كمبوديا.
بحسب ما ورد، فإن اثنتين من الوثائق التي سرّبها رحمن صُنّفتا على أنهما “بالغتا السرية”، وقد نُشرتا بعد فترة وجيزة من التسريب في قناة “تلغرام” تُدعى Middle East Spectator، منتصف أكتوبر 2024.
وأفادت واشنطن بوست أن الوثائق كشفت عن مناورات جوية وتحركات ذخيرة في مطارات عسكرية تشير إلى استعدادات “إسرائيلية” جدية لتنفيذ ضربة في إيران، وهو ما دفع “إسرائيل” إلى إعادة النظر في توقيت خطتها وتأجيلها.
رحمن أقر أيضًا بأنه سرّب أكثر من اثنتي عشرة وثيقة إضافية، لم يُكشف عن مضمونها علنًا. وكتبت القاضية الفيدرالية باتريشيا توليفر جايلز، التي أصدرت الحكم، أن “خطورة هذا السلوك لا يمكن الاستهانة بها. الوثائق المسربة كانت شديدة الحساسية لدرجة أنه لا يُسمح لي بالاحتفاظ بها حتى داخل مكتبي، ومع ذلك نُشرت أمام العالم كله”.
وفي جلسة النطق بالحكم، أعرب رحمن عن ندمه قائلاً: “لقد خنت القسم الذي أديته عند انضمامي إلى وكالة الاستخبارات، وخيّبت آمال زملائي والشعب الأميركي”. ووفق محاميه، فقد كان يشعر بقلق عميق حيال تطورات الأحداث في الشرق الأوسط، بينما أشارت تقارير طبية نفسية قُدمت للمحكمة إلى أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة صدمة تعرض لها خلال فترة عمله في بغداد، إلى جانب معاناته من فقدان جنين زوجته.
الادعاء طالب بإنزال عقوبة تصل إلى تسع سنوات من السجن، متهماً رحمن بالاستمرار في سرقة وتسريب وثائق أمنية سرية بشكل منتظم ومنهجي، حتى بعد انتشار إحدى تسريباته على الإنترنت. في المقابل، طلب فريق الدفاع حُكمًا مخففًا بعام واحد فقط.
يُذكر أنه في إطار عملية “أيام التوبة”، نفذت “إسرائيل” في نهاية أكتوبر هجومًا على أهداف داخل إيران، في أول مرة تعلن فيها رسميًا مسؤوليتها عن عملية عسكرية داخل الأراضي الإيرانية. وقد استُخدمت طائرات سلاح الجو “الإسرائيلي” في الهجوم الذي استهدف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، إضافة إلى قواعد إطلاق صواريخ ومصانع لإنتاج الأسلحة، وجاءت هذه الضربة ردًا على هجوم جوي واسع شنّته إيران على “إسرائيل” مطلع أكتوبر.
