الإثنين  14 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لقاء ترامب نتنياهو الثاني خلال ساعات.. ما الذي ناقشه الاثنان ؟

2025-07-09 09:51:32 AM
لقاء ترامب نتنياهو الثاني خلال ساعات.. ما الذي ناقشه الاثنان ؟
نتنياهو - ترامب

ترجمة الحدث

في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أوردت الصحيفة أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التقى مجددًا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، والرابعة خلال نصف عام، في لقاء ركّز مجددًا على الوضع في غزة. وقال ترامب للصحفيين: “سنتحدث تقريبًا فقط عن غزة، يجب علينا حل هذه المأساة. هو (نتنياهو) يريد إنهاءها، وأنا أيضًا، وأعتقد أن الطرف الآخر يريد كذلك”.

وبحسب الصحيفة، عُقد اللقاء في الغرفة البيضاوية داخل البيت الأبيض، دون تغطية إعلامية مسبقة لوصول نتنياهو. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع أن وفدًا قطريًا كان قد وصل إلى واشنطن قبل اللقاء، لعقد محادثات مع مسؤولين أميركيين، بينما تواصلت محادثات التفاوض بين وفدي حماس و”إسرائيل” في العاصمة القطرية الدوحة بهدف التوصل لاتفاق صفقة.

كما أفادت يديعوت أحرونوت أن اللقاء بدأ قرابة الساعة 11:30 ليلًا بتوقيت فلسطين، وغادر نتنياهو البيت الأبيض بعد ساعة ونصف من دون إصدار بيان مشترك مع ترامب، في مؤشر على حساسية التفاهمات الجارية. لاحقًا، أعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال أن نائب الرئيس الأميركي جاي. دي. فانس حضر اللقاء أيضًا، قبل أن يعقد نتنياهو جلسة منفصلة قصيرة معه.

وفي تصريح أعقب اللقاء، نقلت يديعوت أحرونوت عن نتنياهو قوله: “ركّزنا على جهود تحرير الأسرى، وهو هدف لا نتخلى عنه، ويجري بفضل الضغط العسكري من قبل جنودنا. للأسف، هذا الجهد يكلّفنا دماء غالية، لكنه ضروري لتحقيق أهدافنا: تحرير جميع الأسرى أحياءً وأمواتًا، وتدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس، كي لا تشكّل غزة تهديدًا علينا مجددًا”.

كما أضاف نتنياهو، وفقًا للصحيفة، أنه ناقش مع ترامب “تداعيات النصر الكبير الذي تحقق على إيران”، قائلًا: “هذا النصر يفتح أبوابًا جديدة لتوسيع دائرة التطبيع وتوسيع اتفاقات أبراهام. نحن نعمل على ذلك بكل قوة، وقد عبّرت للرئيس ترامب عن تقدير مواطني إسرائيل لدعمه الثابت وخطواته الحاسمة تجاه مستقبل أفضل للشرق الأوسط”.

وأوضحت يديعوت أحرونوت أن المقترح الجاري بحثه في الدوحة يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا، تُطلق خلالها نصف الأسرى الأحياء (10)، على مرحلتين – ثمانية في اليوم الأول واثنان في اليوم الخمسين – بالإضافة إلى تسليم جثامين 18 أسيرًا في ثلاث دفعات، مع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة. كما يُفترض أن يكون ترامب ضامنًا للمفاوضات على إنهاء الحرب.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إعلامية عربية أن ترامب يعتزم ممارسة “ضغط كبير” على نتنياهو لإنهاء الحرب، وفقًا لمصادر أميركية ودبلوماسية شرق أوسطية. وأشارت إلى أن رجل الأعمال الأميركي-الفلسطيني بشارة بحبح، الذي يضطلع بدور الوساطة، نقل رسالة من ترامب لحماس تفيد بأن القتال لن يُستأنف بعد انتهاء فترة التهدئة.

وفي السياق ذاته، قالت يديعوت أحرونوت نقلًا عن مصدر في الوفد الإسرائيلي المفاوض، إن التوصل إلى اتفاق بنهاية الأسبوع ممكن، لكنه شدد على أن “المفاوضات دقيقة وحساسة”. وذكر المبعوث الأميركي ستيف وايتكوف أن عدد القضايا الخلافية انخفض من أربع إلى واحدة، معربًا عن أمله بإتمام الاتفاق قريبًا.

وحول نقطة الخلاف، أوضحت الصحيفة أن المشكلة الأساسية تتعلق بانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، حيث ترفض “إسرائيل” التخلي عن السيطرة على “طريق موراج”، جنوب خانيونس، والذي يحيط بمدينة رفح المدمّرة. ويُشار إلى أن هذا الطريق أصبح يُعرف في تصريحات نتنياهو بـ”محور فيلادلفيا الثاني”، وهو ما يربطه بالعملية العسكرية للسيطرة على المنطقة قبل نحو ثلاثة أشهر.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن المؤسسة الأمنية في الاحتلال كانت قد عارضت سابقًا تمسك نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا، معتبرة أن الانسحاب منه لن يؤثر على الصفقة. لكن نتنياهو أصرّ على ذلك حتى مقابل تأخير الصفقة. وذكّرت الصحيفة بوثيقة أعدها نتنياهو في يوليو الماضي، شملت هذا البند، وُصفت من قِبل مسؤول أمني بأنها “وثيقة ملطخة بدماء الأسرى الستة الذين قُتلوا في نفق برفح العام الماضي”.

وفي تطور لافت، ذكرت الصحيفة أن الاحتلال أعلن نيته إقامة “مدينة إنسانية” جنوب طريق موراج، على أنقاض رفح، لتكون مركزًا مدنيًا يجمع سكان القطاع بعيدًا عن حركة حماس. وقالت يديعوت أحرونوت إن “إسرائيل” تعتبر الاحتفاظ بطريق موراج بيد الجيش شرطًا أساسيًا للمضي في هذا المشروع.

أما عن ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين، فنقلت الصحيفة أن الحملة الإعلامية لعائلاتهم توجهت للرئيس ترامب عبر منصته Truth Social، مطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى فورًا، تحت شعار: “اصنع التاريخ”.

وأوردت يديعوت أحرونوت أن وفدًا من عائلات الأسرى الإسرائيليين التقى بممثل عن آدم بولر، مبعوث ترامب الخاص لشؤون الأسرى، الذي كرر موقف الرئيس الداعي لإنهاء الحرب والتوصل لاتفاق. ونقل أحد أفراد العائلات قولهم: “إنه أشبه بفيلم إثارة. نحن ننتظر أن نعرف ماذا سيخرج من لقاء نتنياهو وترامب. لا جديد حتى الآن، لكننا نلتقي بكل من يمكننا في وزارة الخارجية الأميركية”.

وفي تصريح خاص، قال روتِم كوبر، نجل الأسير القتيل عميرام كوبر: “هذه الزيارة تفتح فرصًا جديدة. نشعر بدعم واضح من الرئيس ترامب وفريقه، خاصة المبعوث ويتكوف. الالتزام الأميركي عالٍ جدًا، وهو ما نفتقده من الطرف الإسرائيلي. واضح أن إنهاء الحرب شرط لتحرير الأسرى”.

وفي اللقاء الليلي السابق، أوردت الصحيفة أن نتنياهو وترامب تناولا العشاء برفقة مسؤولين كبار، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغست، إلى جانب سارة نتنياهو ومرافقي رئيس الحكومة. وخلال اللقاء، ردّ نتنياهو على سؤال صحفي حول خطة ترامب المعلنة سابقًا لإجلاء سكان غزة، قائلًا إن “الرئيس ترامب استخدم تعبير 'الخيار الحر’… من يريد أن يبقى فليبقَ، ومن يرغب بالمغادرة يجب أن يُسمح له بذلك. لا ينبغي أن تكون غزة سجنًا، بل يجب أن تكون فضاءً مفتوحًا يتيح حرية الاختيار”.