الخميس  10 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث| صحيفة عبرية: إسرائيل وافقت على بدء الإعمار قبل نهاية الحرب ومحور "موراغ" عقبة

2025-07-10 09:40:49 AM
ترجمة الحدث| صحيفة عبرية: إسرائيل وافقت على بدء الإعمار قبل نهاية الحرب ومحور
جيش الاحتلال في قطاع غزة-أرشيفية

الحدث الإسرائيلي

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن الاحتلال الإسرائيلي أبدى موافقة مبدئية خلال المفاوضات الجارية بشأن صفقة الأسرى، على السماح لقطر ودول أخرى ببدء ضخ أموال وموارد لإعادة إعمار قطاع غزة، حتى قبل التوصل إلى اتفاق دائم، وبالتزامن مع سريان وقف إطلاق النار المؤقت. وتشير الصحيفة إلى أن هذه الخطوة جاءت استجابة لمطلب من حركة “حماس” التي تصر على وجود ضمانات تؤكد جدية نوايا الاحتلال بإنهاء الحرب.

وتضيف يديعوت أحرونوت أن “إسرائيل” تشترط ألا تكون قطر وحدها الطرف الممول والمشرف على عمليات الإعمار، بل أن تشارك في العملية دول أخرى أيضًا. ومن جانبها، ترى “حماس” في هذا الملف مسألة محورية، تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني بأن الحرب أوشكت على نهايتها.

وبحسب الصحيفة، فقد أُثير هذا الملف أيضًا خلال زيارة الوفد القطري إلى واشنطن، والتي تزامنت مع زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهدفت إلى دفع عجلة المفاوضات. لكن يديعوت أحرونوت تشير إلى أن دولًا مثل السعودية والإمارات ترفض الالتزام بتمويل إعادة الإعمار طالما لم تقدم “إسرائيل” تعهدًا صريحًا بإنهاء الحرب بشكل نهائي.

وتُبرز الصحيفة أن نقطة الخلاف المركزية في المفاوضات لا تزال تتعلق بالسيطرة الإسرائيلية على “محور موراج”، الرابط بين خان يونس ورفح جنوب القطاع. وحتى بعد أن عرضت “إسرائيل” خريطة معدّلة تتيح لها بقاء جزئي في هذا المحور، لم توافق “حماس” على المقترح، ما يجعل التوصل إلى اتفاق نهائي ما زال بعيدًا، رغم ما يُقال عن تقارب جزئي بين الطرفين في الساعات الأخيرة.

وفي هذا السياق، تنقل يديعوت أحرونوت عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله في تصريح لوكالة “رويترز”، إن “وقف إطلاق النار في غزة قد يتحقق خلال أسبوع أو أسبوعين، لكنه ليس مسألة يوم واحد”، مشيرًا إلى وجود توافق مبدئي بين الجانبين على هدنة تمتد لـ60 يومًا. وأوضح المصدر أن هذا الوقت سيُستخدم للتمهيد لوقف إطلاق نار دائم، بشرط أن توافق “حماس” على نزع سلاحها، مهددًا: “إذا رفضت حماس، فسنواصل العمليات العسكرية”.

وتعود الصحيفة لتذكّر بأن نتنياهو كان قد أعلن قبل نحو ثلاثة أشهر سيطرة جيش الاحتلال على “محور موراج”، الذي بات يُطلق عليه “فيلادلفيا 2”، ويقع بين خان يونس ورفح. وأوضحت أن “إسرائيل” أعلنت نيتها إقامة “مدينة إنسانية” جنوب هذا المحور، على أنقاض مدينة رفح، لفصل السكان عن “حماس”، وأن تل أبيب تصرّ على الاحتفاظ بالسيطرة الكاملة على المحور بغضّ النظر عن نتائج الصفقة، فيما تشترط “حماس” الانسحاب الكامل منه.

وفي تفسير أعمق لهذه الإصرار، تقول يديعوت أحرونوت إن حكومة الاحتلال تسعى إلى استخدام السيطرة على محور موراج كنقطة تصفية وفحص أمني لعشرات آلاف الفلسطينيين العائدين من شمال القطاع أو من مناطق النزوح في رفح، وهو ما سيتم عبر حواجز يشغلها جنود الاحتلال. غير أن الصحيفة تشير إلى أن معظم مناطق رفح لم تعد صالحة للعيش، ما دفع حكومة الاحتلال إلى التخطيط لإقامة “بنية تحتية بديلة” شبيهة بمخيمات اللاجئين، عبر مبانٍ مؤقتة وخيام.

وفي سياق متصل، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، عقب لقائه الثاني خلال زيارته الأخيرة بنتنياهو، بأنه “يرى فرصة كبيرة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم”، مضيفًا: “نحن قريبون جدًا من اتفاق. أريد إعادة الأسرى، ونحن نريد السلام”.

وفي ما يخص موقف حركة حماس، أكد القيادي في الحركة طاهر النونو في مقابلة مع “الجزيرة” القطرية أن “الحركة تُبدي مرونة كبيرة في المفاوضات الجارية في الدوحة، وتتعاون مع الوسطاء”. وكشف النونو أن الحركة وافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين لضمان تدفق المساعدات الإنسانية ووقف العدوان، لكنّه شدد في الوقت ذاته على أن “المطالب الجوهرية للحركة لا تزال قائمة، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف العدوان الشامل”.

وأكد النونو  على “أهمية وجود ضمانات دولية”، لافتًا إلى أن “الولايات المتحدة تملك مفاتيح الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، إذا كانت جادة سياسيًا”. وأوضح أن جوهر المفاوضات الحالية يتمحور حول نقطتين: أولًا، إدخال المساعدات “بكرامة ومن دون تدخل إسرائيلي أو آليات تمسّ كرامة الفلسطينيين وتسهم في التهجير وتغيير التركيبة الديمغرافية”، وثانيًا، ترسيم خطوط الانسحاب الإسرائيلي بما لا يُلحق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين.