الأربعاء  16 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث| خبير عسكري إسرائيلي كبير يدعو الإسرائيليين للتحرك ضد نتنياهو

2025-07-15 11:35:30 AM
ترجمة الحدث| خبير عسكري إسرائيلي كبير يدعو الإسرائيليين للتحرك ضد نتنياهو
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو

الحدث الإسرائيلي

اعتبر المحلل والخبير العسكري الإسرائيلي روني بن يشاي أن الحكومة الحالية في “إسرائيل” تعاني من اختلال عميق في العقلانية السياسية والأمنية، مؤكدًا أن استمرارها في الحكم سيؤدي إلى كوارث استراتيجية، ويستلزم تحركًا شعبيًا واسعًا لإسقاطها قبل فوات الأوان.

في مقال نُشر له، قال بن يشاي: “لم يسبق لي أن دعوت إلى إسقاط حكومة منتخبة، لكن ما يحدث في الأيام الأخيرة قادني إلى قناعة واحدة: هذه حكومة غير عاقلة، تتخذ قرارات متهورة وسط حرب متعددة الجبهات، وتزرع الكراهية، وتُضعف الحافز القتالي لدى الفئات التي تتحمل عبء المواجهة”.

وانتقد بشدة تمرير قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية الذي يمنح 80 ألف شاب يهودي متديّن امتيازات مالية على حساب دافعي الضرائب، في وقت يئن فيه الجيش من النقص الحاد في الجنود، ويحتاج إلى عشرة آلاف مقاتل إضافي للحفاظ على ما تحقق من إنجازات ميدانية وتجنّب الانزلاق نحو حرب جديدة.

وأشار إلى أن الحكومة تعمل على “تفكيك النسيج الاجتماعي الإسرائيلي”، وتقوّض بشكل خطير مفهوم “الدولة اليهودية الديمقراطية” التي يدّعي السياسيون الدفاع عنها. وأضاف: “المشكلة ليست في نتنياهو وحده، بل في مجمل تركيبة الحكومة التي باتت، من وجهة نظري، تمثل خطرًا مباشرًا على أمننا القومي”.

وبحسب بن يشاي، فإن مشروع “المدينة الإنسانية” الذي يروج له نتنياهو وسموتريتش، والمقرر إنشاؤه بين محور موراغ ومحور فيلادلفي جنوبي قطاع غزة، لا يحقق أي هدف عسكري واضح، بل يُنظر إليه كمشروع عبثي سيستنزف مليارات الشواقل لبناء البنية التحتية والخدمات لـ”مخيم ضخم للاجئين”، يضم مئات الآلاف من سكان غزة.

ويرى أن هذه الخطط تعبّر عن “أوهام استعمارية”، خصوصًا ما يطمح إليه سموتريتش ودانييلا فايس بإعادة توطين المستوطنين في جنوب القطاع، متسائلًا: “أي دولة في العالم مستعدة لاستقبال مئات آلاف اللاجئين من غزة؟ لا أحد. وحتى من يريد المغادرة من سكان القطاع لن يفعل ذلك إلا إلى الدول الغربية، لا إلى أفريقيا أو آسيا، حيث أوضاعهم قد تتدهور”.

كما شكك في جدوى محاولة عزل السكان عن حركة حماس داخل “المدينة الإنسانية”، موضحًا أن التجارب السابقة في مناطق مثل المَواصي أثبتت فشلها، وأن مقاتلي حماس سيتسللون دون سلاح، ويشتبكون داخلها في مواجهة العائلات التي ثارت ضدهم. وقال: “مراكز الفحص التي يخطط لها الشاباك لتمييز عناصر حماس أثبتت عدم فعاليتها سابقًا”.

وفي تقييمه للمشهد العسكري، أشار بن يشاي إلى أن الحكومة ترفض الإقرار بأن الحرب حققت معظم أهدافها، وأن حركة حماس “مُنيت بالهزيمة وإن لم تُحسم بعد”، حيث فُقدت قدرتها على القتال النظامي، لكن ما زال لديها القدرة على شن حرب عصابات. ومع ذلك، فإن السعي إلى “نصر مطلق”، كما يريده نتنياهو، قد يتحول إلى “نصر بيروسي”، أي نصر باهظ الكلفة يقود في النهاية إلى الهزيمة.

وحثّ على العودة إلى المسار السياسي، قائلًا: “كما في لبنان وسوريا وإيران، لا يمكن إنهاء حرب غزة إلا بتسوية سياسية. الخطوة الأولى هي استعادة جميع الأسرى من قبضة حماس، إذ لا يمكن استكمال العمليات العسكرية ما دام هناك رهينة واحدة. بعدها، يجب تشكيل إدارة جديدة للقطاع بالتعاون مع الولايات المتحدة، والدول العربية، والسلطة الفلسطينية”.

وشدد على أن مشاركة السلطة الفلسطينية في “اليوم التالي” أمر لا بد منه، وإلا فإن “إسرائيل” ستجد نفسها أمام خيارين: “إما صوملة القطاع، أو فرض حكم عسكري مباشر يستنزف مواردنا”.

وحدد بن يشاي مبدأين يجب أن تقوم عليهما التسوية السياسية: أن تظل “إسرائيل” الجهة الأمنية المسؤولة عن حماية مواطنيها، وأن يحتفظ الجيش بحق تنفيذ عمليات دفاعية استباقية داخل حدود القطاع.

كما دعا إلى دعم واشنطن في جهودها لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، مؤكّدًا أن ذلك ممكن، لكنه يتطلب وقتًا واستقرارًا سياسيًا.

وفي ختام مقاله، وجّه دعوة مباشرة إلى الشارع الإسرائيلي: “إذا لم تلتزم هذه الحكومة بمسار عقلاني يخدم مصالح المواطنين خلال أسابيع قليلة، فعلينا جميعًا الانخراط في تحرّك شعبي واسع يشمل إضرابًا عامًا مفتوحًا، ومظاهرات حاشدة في الشوارع، من أجل إسقاطها. لا خيار أمامنا سوى أن نُنهي هذا (موكب الحماقة) قبل أن تقودنا إلى دمار لا رجعة منه”.