الثلاثاء  29 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| استنزاف غير مسبوق: واشنطن استهلكت ربع مخزونها من صواريخ THAAD لدعم “إسرائيل” في الحرب مع إيران

2025-07-28 12:34:57 PM
متابعة الحدث| استنزاف غير مسبوق: واشنطن استهلكت ربع مخزونها من صواريخ THAAD لدعم “إسرائيل” في الحرب مع إيران
منظومة ثاد

الحدث العربي الدولي

استهلكت الولايات المتحدة نحو 25% من مخزونها من صواريخ الاعتراض المتقدمة من طراز THAAD خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إيران، وفق ما أكده مصدران مطّلعان تحدّثا لشبكة CNN. ووفقًا لهذه المصادر، استخدمت القوات الأميركية أكثر من 100 صاروخ اعتراض وربما وصلت الأعداد إلى 150 صاروخًا لدعم “إسرائيل” في تلك المواجهة.

وأثار هذا الاستهلاك الكبير للمخزون، بحسب خبراء في الدفاع الجوي ومسؤولين أميركيين سابقين، قلقًا في واشنطن بشأن قدرة الولايات المتحدة على تجديد الإمدادات وإنتاج هذه الصواريخ بالوتيرة المطلوبة، إذ لم تنتج العام الماضي سوى 11 صاروخًا جديدًا فقط، ومن المتوقع أن تضيف 12 صاروخًا آخر خلال العام الحالي، وفق تقديرات ميزانية البنتاغون لعام 2026.

من جانبها، علّقت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، كينغسلي ويلسون، بالقول: “الجيش الأميركي أقوى من أي وقت مضى، ولدينا كل ما نحتاجه لتنفيذ أي مهمة، في أي مكان وزمان”، فيما رفض مسؤول أمني أميركي الكشف عن حجم المخزون الحالي لأسباب “تشغيلية وأمنية”، مكتفيًا بالتأكيد على أن وزارة الدفاع “تبقى جاهزة للرد على أي تهديد”.

نظام THAAD هو منظومة دفاعية متحركة لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية، بقدرات مشابهة لمنظومة “حيتس” الإسرائيلية، ويعتمد على الطاقة الحركية لتدمير الصواريخ المهاجمة حتى خارج الغلاف الجوي. وعلى الرغم من استخدامه المكثّف خلال ما سمّاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “حرب الـ12 يومًا”، فإن عشرات الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافًا مختلفة داخل “إسرائيل”.

وبحسب ميزانية البنتاغون للعام 2026، تخطط الولايات المتحدة لشراء 37 صاروخًا جديدًا من طراز THAAD العام المقبل، مع تخصيص 1.3 مليار دولار لتحسين سلاسل الإمداد في الصناعات الدفاعية، و2.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج الصواريخ والذخائر. لكن خبراء ومسؤولين أميركيين سابقين حذّروا من أنّ سد العجز الحاصل يتطلب زيادة كبيرة وسريعة في الإنتاج، إذ وصف أحد خبراء الدفاع الجوي الوضع بأنه “مقلق للغاية” نظرًا لكون هذه الصواريخ “موارد نادرة ولا يمكن تكرار استهلاكها بهذا الحجم مرارًا”.

وأكد ضابط أميركي رفيع سابق أنّه بالفعل تم استهلاك ربع المخزون من هذه الصواريخ خلال الحرب مع إيران، لافتًا إلى أنّ البنتاغون يعكف حاليًا على مراجعة مستويات المخزون من الذخائر الحرجة ومحاولة رفع القدرة الإنتاجية بشكل كبير، وهو جهد “كان يجب القيام به منذ وقت طويل”.

وتبرز أهمية هذا الملف – بحسب مسؤولين أمنيين سابقين – في أنّ مخزون صواريخ THAAD يشكّل عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الردع الأميركية ضد الصين. وأوضح أحد المسؤولين الذين غادروا البنتاغون العام الماضي: “تفاجأت من انخفاض مستويات الجاهزية في بعض المجالات. المخزون يتناقص، ونحن بحاجة إلى المزيد، وبسرعة”.

يُذكر أنّ شركة لوكهيد مارتن، المصنّعة للمنظومة، تشير إلى وجود تسع بطاريات THAAD نشطة حول العالم، سبع منها بحوزة الجيش الأميركي، ومن المقرر تشغيل بطارية إضافية بحلول نهاية 2025. وتنتشر هذه البطاريات في تكساس، جزيرة غوام، كوريا الجنوبية، إضافة إلى بطاريتين نُقلتا مؤخرًا إلى الشرق الأوسط لحماية “إسرائيل”، بينما حصلت الإمارات على بطاريتين استخدمتا لاعتراض صواريخ أطلقها الحوثيون.