الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيعرض خلال الأيام المقبلة خطة لإنهاء الحرب على قطاع غزة تتضمن خطوات للاعتراف بدولة فلسطينية، إلى جانب إجراءات تهدف لتحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم. ووفق الصحيفة، فإن الخطة ستُعرض على حلفاء المملكة المتحدة، بمن فيهم الولايات المتحدة ودول عربية، تمهيدًا لتبنيها بشكل أوسع.
وأتى ذلك بعد لقاء جمع ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترامب في اسكتلندا، حيث ناقشا الأوضاع الإنسانية في غزة ومساعي إنهاء الحرب. وقال ترامب عقب اللقاء: “آمل أن يصل الغذاء الذي يدخل غزة إلى مستحقيه، لكن حماس تستولي عليه. الوضع فظيع، وعلينا التعامل مع حماس بحذر، لكن إسرائيل تتحمل مسؤولية إيصال الغذاء للمدنيين”. وأضاف أنه سيتم إنشاء “مراكز توزيع غذاء” في غزة بالتعاون مع “شركاء جيدين”، مشيرًا إلى تخصيص أموال ضخمة لهذا الغرض، مع انضمام دول أخرى لدعم الجهود الإنسانية.
وفيما يتعلق بملف الأسرى، اتهم ترامب حركة حماس باستخدامهم كدروع بشرية، موضحًا أن “إسرائيل تتحفظ على اقتحام بعض المواقع خشية قتل الأسرى”، وأكد أنه يجري مشاورات مع نتنياهو لإيجاد حلول. كما شدد على أن تركيزه الحالي ينصب على “إطعام المدنيين الجائعين”، في حين أكد أنه لا ينوي اتخاذ خطوة مماثلة لستارمر بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويأتي تحرك ستارمر وسط ضغوط متزايدة من نواب حزب العمال الذي يقوده، حيث وقع نحو ثلث نواب الحزب رسالة تدعو للاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، على غرار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهد بالاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وأكد المتحدث باسم ستارمر أن الخطة البريطانية ستشمل “خطوات واضحة لتحقيق سلام دائم”، مشيرًا إلى أن “الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون جزءًا من أي حل واقعي يقوم على مبدأ الدولتين”.
كما أعلن المتحدث أن ستارمر سيعقد اجتماعًا حكوميًا لمناقشة الوضع في غزة، على أن تُعلن تفاصيل الخطة عقب الاجتماع، مع السعي لتوسيع دائرة الشركاء الإقليميين والدوليين لدعمها. وأضاف أن “للفلسطينيين حقًا في دولة مستقلة، والسؤال ليس هل ستعترف بريطانيا بها، بل متى”، مشيرًا إلى أن صور الأطفال الذين يموتون جوعًا في غزة تمثل “صدمة لضمير كل بريطاني”.
وفي سياق متصل، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن إطلاق “جسر جوي إنساني عاجل” إلى غزة بالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا، في ظل “الوضع الكارثي” الذي تعيشه المنطقة، مشيرًا إلى أن برلين تدرس خيارات لزيادة الضغط على إسرائيل.
إلى ذلك، افتتحت في نيويورك “مؤتمر الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين”، بمبادرة مشتركة بين فرنسا والسعودية، وبمشاركة عشرات الدول دون حضور إسرائيلي أو أميركي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته الافتتاحية إن “حل الدولتين يبدو بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى”، محذرًا من “الدمار الواسع في غزة وخطر ضم الضفة الغربية”.
وكان ماكرون قد أعلن الأسبوع الماضي أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطينية خلال سبتمبر المقبل، ما أثار ردود فعل غاضبة في إسرائيل، حيث وصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الخطوة بأنها “مكافأة للإرهاب”، في حين رحبت بها السلطة الفلسطينية وحركة حماس.