الأحد  02 حزيران 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"راما" مولودة غزِّية تبصر النور داخل مركز لإيواء نازحي الحرب

2014-07-30 08:48:59 AM
صورة ارشيفية
 
الحدث-غزة-نور المصري

امتلأ قلب أسماء سحويل (24 عاماً) بالسرور، بعد أن أنهت التحضير لميلادها يوم أن كانت داخل منزلها في بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة.
 
كانت الابتسامة تزين محيا أسماء، حيث هي على موعد مع قدوم ابنتها الجديدة "راما" إلى هذه الدنيا بعد أيام قليلة، وقد ابتاعت لها ملابس جديدة وسرير، ووسادة ملونة.
 
وكما اعتادت من قبل، كانت أسماء تنوي الاحتفال بمولودتها، غير أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أفشلت كل ما أعدت له، فمع توسيع دائرة الحرب وتقدم الآليات الإسرائيلية براً، فقدت عائلة سحويل بيتها (في بلدة بيت حانون)، وأصبحت تقيم داخل مركز لإيواء نازحي الحرب المستمرة منذ 7 يوليو الجاري.
 
وهناك، جاء المخاض لأسماء، وأبصرت "راما" النور، وأصبح بيتها الجديد أحد فصول مدرسة "الهدى" بحي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، برفقة عائلتها المكونة من 12 فرداً.
 
ودائماً، ما تصحو المولودة الجديدة مفزوعة من صوت القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل على أنحاء قطاع غزة.
 
تقول والدة الطفلة لمراسلة "الأناضول"، وهي تحتضن "راما" بين يديها، وترتجف خوفا عليها، "لم أتوقع أن يصل بنا الحال إلى هذه الدرجة.. فقدنا كل شيء حتى ما جهزته لميلاد راما قد أحرق جراء قصف المنزل".
 
فيما يقول محمد سحويل (25 عاماً) وهو والد "راما"، شارحاً لمراسلة "الأناضول" تفاصيل ما جرى في بيت حانون، "بدأ القصف المدفعي (الإسرائيلي) على مناطق مختلفة من البلدة، قبل أن يبدأ الجيش (الإسرائيلي) توغله براً، وكان القصف عنيفا إلى درجة أنني قررت مغادرة بيتي في منتصف الليل".
 
ويتابع سحويل "تفكيري كاد أن يُشلّ، فزوجتي على وشك المخاض، والقذائف تنهمر على منطقتنا، وأبنائي يصرخون من شدة الخوف، ودخان الانفجارات والغازات الإسرائيلية يحجب الرؤية تماماً"، لافتا إلى أن اقتراح زوجته بالاتصال على الإسعاف والطوارئ، كان الأنسب بالنسبة لهم.
 
ويمضي والد "راما" قائلا وقد بدا الإرهاق واضحاً عليه، "اتصلت بالإسعاف، ووصل بيتنا بصعوبة كبيرة بعد أن أطلقت عليه الآليات الإسرائيلية رصاص رشاشاتها".
 
غير أن العائلة النازحة، لم تجد بيتاً جديداً يأويها سوى مدرسة تمَّ تحويلها مؤقتاً إلى مركز إيواء يملأ فصولها نازحون من عدة مناطق حدودية بغزة، وهناك جاء مخاض الولادة، وأنجبت راما التي أصبحت في عداد أصغر الفلسطينيين النازحين في غزة بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 تموز.
 
وفي كل حرب إسرائيلية عل غزة، تتحول المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين، بفعل اتباع الجيش الإسرائيلي لسياسة الأرض المحروقة التي تعتمد على تدمير أكبر عدد من المنازل في المناطق التي يتوغل فيها.
 
من جانبه، توقع حاتم غيث مدير مراكز إيواء النازحين الفلسطينيين، المزيد من حالات الانجاب في الملاجئ.
 
وقال غيث لوكالة الأناضول، "نحاول قدر الإمكان، التواصل مع النازحين وتلبية احتياجاتهم، ومتابعة حالاتهم الصحية، وتقديم الخدمات لهم".
 
 
*الأناضول