الأحد  14 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شركة دعاية عملاقة تواجه أزمة غير مسبوقة بسبب توقيعها عقدا مع الاحتلال

2025-09-14 01:04:58 PM
شركة دعاية عملاقة تواجه أزمة غير مسبوقة بسبب توقيعها عقدا مع الاحتلال
مجموعة Stagwell

الحدث الإسرائيلي

تواجه مجموعة Stagwell، المدرجة في بورصة ناسداك، أزمة كبيرة بعد أن كُشف أنها نفذت مشروع أبحاث وصياغة رسائل لصالح وزارة الخارجية الإسرائيلية. الخطوة أثارت موجة من الانتقادات الحادة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى داخل الشركة نفسها، ما دفعها في النهاية إلى إلغاء مهرجانها السنوي في لندن خشية احتجاجات وتظاهرات.

بحسب ما نُشر، فقد أعدّت Stagwell مشروعًا شمل دراسات استقصائية، اختبار رسائل، ومجموعات تركيز من أجل تحسين صورة "إسرائيل" الدولية. الفضيحة تفجرت بعد تسريب عرض تقديمي أعدّته الشركة، أظهر أن الهدف من العمل كان ترميم السمعة الإسرائيلية المتضررة.

الانتقادات لم تأت من الخارج فقط؛ بل إن موظفين في الشركة أعربوا عن غضبهم من قبول المشروع في ظل الانتقادات العالمية الواسعة ضد "إسرائيل". وتحت هذا الضغط، أعلنت Stagwell تأجيل مهرجانها السنوي في لندن. وفي بيان رسمي، قال جيمس تاونسند، المدير التنفيذي لـ Stagwell في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: "سلامة موظفينا وضيوفنا هي الأولوية القصوى. البيئة لم تكن مناسبة لعقد فعالية منتجة كما خُطط لها".

متحدث باسم الشركة أكد أن Stagwell بالفعل نفذت مشروعًا لحكومة الاحتلال، مضيفًا أن العمل أُنجز من قبل فريق صغير، وأن وكالات المجموعة "تعمل عبر طيف واسع من القضايا والسياسات". لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل العرض المسرّب أو توضيح ما إذا كانت الشركة ستواصل العمل مع الحكومة الإسرائيلية.

مجلة Adage المتخصصة في الإعلان أشارت إلى أن الحادثة تضاف إلى مخاوف قائمة لدى موظفين بالشركة من التوجهات السياسية للرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة مارك بن. الأخير يُعد من أبرز المستشارين السياسيين والاستراتيجيين في الولايات المتحدة، ولديه علاقات قديمة مع "إسرائيل"، إذ عمل في حملة مناحيم بيغن الانتخابية في الثمانينيات، كما شارك في حملات أخرى أبرزها فوز بيل كلينتون وخسارة هيلاري كلينتون. في السنوات الأخيرة، أصبح بن من أبرز الداعمين العلنيين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

دعم بن لترامب أثار انتقادات داخلية من موظفين ليبراليين معارضين للإدارة السابقة، والآن تأتي قضية التعاون مع "إسرائيل" لتشكل ربما "رأس جبل الجليد" الذي قد يفتح الباب أمام تداعيات أوسع داخل المجموعة.

ديفيد سيبل، نائب رئيس مجلس إدارة Stagwell، دافع في حديثه مع مجلة Adage عن بن، مؤكدًا أنه لا يتحدث بتحيز سياسي، واصفًا الأمر بـ"الهراء". وأضاف: "مارك يُعتبر من أكثر المتحدثين طلبًا لأنه صريح ومنفتح. لم أسمع أي انتقادات داخلية بشأن المشروع". وأوضح أن المجموعة تمثل بيئة عمل منفتحة تضم وجهات نظر سياسية متعددة، معتبرًا أن هذا عنصر قوة.

مع ذلك، قال موظفون إن "كثيرًا من الشباب داخل المجموعة غاضبون"، معتبرين أن الدخول في قضايا جيوسياسية ملتهبة يضر بصورة الشركة في مجال الإعلان ويُبعد المواهب الإبداعية الشابة. أحدهم وصف المشروع مع "إسرائيل" بأنه "يمزق القلب".

وتأتي هذه التطورات في وقت تُكثف فيه "إسرائيل" حملاتها الدعائية في الخارج. فقد أُعلن مؤخرًا عن إنفاق 174 مليون شيقل على حملة دعائية عبر منصات التواصل خلال الحرب مع إيران، بعد أن حصل مكتب الإعلانات الحكومي على إعفاء من المناقصات للتعاقد مع عمالقة التكنولوجيا. شملت العقود 90 مليون شيكل مع غوغل، و60 مليون شيقل مع يوتيوب، و10 ملايين شيكل مع تويتر، و14 مليون شيقل مع شركتي Outbrain وTeads التابعة لها. الهدف المعلن هو شن حملة دعائية ضخمة لتلميع صورة "إسرائيل" في الساحة الدولية وسط الانتقادات الواسعة لسلوكها خلال الحرب على غزة.