الإثنين  15 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل يفرض ترامب عقوبات على إسرائيل بعد عدوانها على قطر؟

2025-09-15 08:13:46 AM
هل يفرض ترامب عقوبات على إسرائيل بعد عدوانها على قطر؟
ترامب ونتنياهو

الحدث العربي والدولي

في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وتزايد الهجمات الإسرائيلية على دول الخليج والعالم العربي على نحو غير مسبوق، يتجدد السؤال حول موقف الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تجاه حليفتها الأقوى في المنطقة، إسرائيل، خاصة في ما يتعلق بإمدادات الأسلحة الهجومية.

أثار الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية ردود فعل غاضبة، ما دفع وزراء الخارجية العرب والمسلمين إلى عقد اجتماع تحضيري في الدوحة، الأحد، لإعداد مشروع قرار سيُرفع إلى قمة عربية إسلامية طارئة تُعقد الإثنين في الدوحة. الهدف من القمة هو مناقشة "العدوان الإسرائيلي على قطر" و"رفض إرهاب الدولة الذي تمارسه تل أبيب"، بحسب المتحدث باسم الخارجية القطرية.

تحركات دبلوماسية في الدوحة: قمة استباقية لمواجهة العدوان

تتجه الأنظار إلى الدوحة، حيث بدأت الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية، التي افتتحها الشيخ محمد بن عبد الرحمن، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، إلى جانب أميني عام منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. كان الهدف الأساسي هو صياغة مشروع قرار مشترك يُدين الاعتداءات الإسرائيلية ويُظهر التضامن العربي والإسلامي الواسع مع قطر.

تأتي هذه التحركات في أعقاب لقاءات دبلوماسية بين مسؤولين قطريين وأميركيين، حيث أكد نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، على تضامن الولايات المتحدة مع قطر، مشددًا على ضرورة حل القضايا العالقة بالدبلوماسية، وأن الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والدوحة ما زالت قوية.

ومن المرجح أن تدفع هذه التطورات دول الخليج إلى مراجعة عقيدتها الدفاعية والأمنية، سواء على مستوى مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية، لضمان حماية سيادتها من أي اعتداءات مستقبلية.

موقف واشنطن على المحك: هل يتخلى ترامب عن نتنياهو؟

في واشنطن، يجد الرئيس ترامب وإدارته أنفسهم في مأزق دبلوماسي صعب. الهجمات الإسرائيلية على قطر، وهي حليف وثيق للولايات المتحدة، سببت إحراجًا كبيرًا للبيت الأبيض. يرى البعض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتمد على علاقته الشخصية مع ترامب لتجاوز أي أزمات، وغالبًا ما يحقق مكاسب سياسية داخلية بعد هذه العمليات، في حين تتحمل الولايات المتحدة تبعات هذه الأعمال على سمعتها وتحالفاتها.

كما تشير التقديرات إلى وجود دعوات متزايدة داخل أميركا لاتخاذ إجراءات صارمة ضد إسرائيل، مثل وقف إمدادات الأسلحة الهجومية والاكتفاء بالأسلحة الدفاعية. ومع ذلك، لم تتخذ إدارة ترامب أي خطوات ملموسة حتى الآن، ولم تصدر تحذيرات علنية أو انتقادات صريحة للحكومة الإسرائيلية. هذا الصمت يثير تساؤلات حول مصداقية أميركا وقدرتها على ردع حلفائها.

وقد سبق الأزمة سلسلة لقاءات بين ترامب ومسؤولين قطريين، ركزت على الاتفاق الدفاعي الاستراتيجي بين واشنطن والدوحة، ودور قطر كوسيط محتمل لوقف إطلاق النار في غزة. وقد تعهد الجانب الأميركي بأن "هجومًا مماثلًا لن يتكرر"، وهو ما يُعتبر رسالة غير مباشرة إلى إسرائيل دون توجيه اتهامات صريحة أو عقوبات.

الهجوم الإسرائيلي: قلق عربي وخليجي وتفكير في بدائل

لم يكن استهداف إسرائيل لقطر مجرد حادث عابر، بل اعتبره العديد من المسؤولين العرب والخليجيين "اعتداءً سافرًا" على الأمن القومي العربي. عبّرت الإمارات والبحرين وسلطنة عمان عن تضامنها الواضح مع قطر، بينما استدعت الدوحة نائب السفير الإسرائيلي لتوبيخه على الهجوم.

أكد المرزوقي أن هذه الأحداث دفعت بعض الدول العربية إلى مراجعة استراتيجياتها الدفاعية والتفكير في توسيع اتفاقياتها العسكرية والأمنية مع قوى عالمية أخرى مثل الصين وروسيا، بدلًا من الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة.

هل يمكن أن تدفع هذه الأزمة إدارة ترامب في النهاية إلى اتخاذ خطوات حقيقية لتقييد إسرائيل، أم أن المصالح الأميركية في المنطقة ستظل رهينة لعلاقة البيت الأبيض الوثيقة مع تل أبيب؟ يظل هذا السؤال عالقا قيد التطورات وقرارت القمة العربية في الدوحة.