الحدث العربي الدولي
تتجه الأنظار، اليوم الاثنين، إلى العاصمة القطرية الدوحة التي تحتضن القمة العربية الإسلامية الطارئة، وسط أجواء مشحونة بعد الهجوم الإسرائيلي على أحد الأحياء السكنية في المدينة الأسبوع الماضي. الهجوم الذي خلّف شهداء وجرحى بين المدنيين، وفشل في استهداف وفد حركة حماس المفاوض، شكّل صدمة إقليمية دفعت الدول العربية والإسلامية إلى توحيد موقفها على نحو غير مسبوق.
مشروع البيان الختامي للقمة، الذي يتألف من عشرين بندًا، يتضمن إدانة قاطعة لما وُصف بـ”العدوان الإسرائيلي الغادر” على قطر، معتبرًا أن المساس بأمنها وسيادتها هو اعتداء مباشر على جميع الدول العربية والإسلامية. كما يؤكد النص أن الأسرة العربية والإسلامية ستقف صفًا واحدًا خلف قطر في كل الخطوات التي تتخذها لحماية أمنها واستقرارها، استنادًا إلى ميثاق الأمم المتحدة وحقها المشروع في الدفاع عن نفسها.
وتلفت الوثيقة الانتباه إلى أن قطر كانت تضطلع بدور محوري في جهود التهدئة في غزة ومساعي إطلاق الأسرى والمحتجزين، ما يجعل استهدافها تصعيدًا خطيرًا يقوّض الوساطات الدولية الرامية إلى وقف الحرب. وفي هذا السياق، يحذر مشروع البيان من التهديدات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية تنفيذ هجمات جديدة ضد قطر أو أي دولة عربية أو إسلامية أخرى، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في ردع هذه التهديدات ومنع تكرارها.
وفي المقابل، تشيد الوثيقة بموقف الدوحة الذي اتسم بالحكمة وضبط النفس رغم جسامة الاعتداء، مؤكدة أن التزامها بالقانون الدولي وتمسكها بخيار الدبلوماسية يعكس نهجًا حضاريًا يضع سيادة الدولة وحقوق شعبها في المقدمة. وترفض القمة أي محاولات لتبرير العدوان تحت ذرائع واهية، وتعتبره انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما ترى فيه محاولة لإفشال جهود وقف إطلاق النار في غزة.
البيان لا يقتصر على التضامن مع قطر فحسب، بل يوسّع دائرة الموقف المشترك ليشمل القضية الفلسطينية. إذ يدعو بوضوح إلى رفض المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم المحتلة عام 1967، ويصنف تلك الممارسات كجريمة ضد الإنسانية. كما يندد باستخدام الحصار والتجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة، مطالبًا بفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات دون تأخير.
وتحذر القمة أيضًا من العواقب الوخيمة لأي خطوة إسرائيلية لضم أراضٍ فلسطينية محتلة، مؤكدة أن ذلك يشكّل اعتداءً صارخًا على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وانتهاكًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن في المنطقة والعالم. وتختم الوثيقة بتوجيه نداء عاجل إلى المجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل كبح جماح الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، سواء في قطر أو في فلسطين ولبنان وسوريا، محذرة من أن استمرار هذا الصمت الدولي سيمنح إسرائيل ضوءًا أخضر لمزيد من التصعيد.