ترجمة الحدث
اعترف تايلر روبنسون، المشتبه بقتل الناشط اليميني الموالي لـ”إسرائيل” تشارلي كيرك خلال حدث جامعي في ولاية يوتا، بمسؤوليته عن العملية على ما يبدو عبر منصة “ديسكورد” الشهيرة بين هواة الألعاب. صحيفة واشنطن بوست نقلت عن شخصين مطلعين على تفاصيل القضية وصور محادثات حصلت عليها، أن روبنسون كتب لأصدقائه: “يا رفاق، لدي أخبار سيئة. كنت أنا في جامعة UVU أمس، آسف على كل ما حدث”. هذا الاعتراف جاء قبل نحو ساعتين من إعلان السلطات الأميركية اعتقاله، بعدما تعرف عليه والده في صور من موقع إطلاق النار، وواجهه بالشكوك وأقنعه، بمساعدة قس، بتسليم نفسه.
أحد المطلعين على العلاقة بين “ديسكورد” والسلطات قال إن الشركة زودت مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة المحلية بصور المحادثات، وأكد أن تحقيقاتها الداخلية لم تجد دليلاً على أن روبنسون خطط مسبقًا للعملية أو روّج للعنف عبر المنصة. وبحسب من زوّد الصحيفة بالصور، فإن روبنسون كتب اعترافه في مجموعة تضم نحو 30 شخصًا. وفي المحادثة، علق أحد الأعضاء بأن “تشارلي كيرك أُطلق عليه النار”، فيما كتب آخر: “شاهدت الفيديو للتو، يا إلهي!”. الرد الوحيد من روبنسون أتى لاحقًا بإعلانه الخبر السيئ قائلاً: “شكرًا على كل الأوقات الممتعة والضحكات، كنتم رائعين جميعًا”. بعد ساعتين فقط، عند الساعة العاشرة مساءً، تم اعتقاله رسميًا وفق ما ذكر مدير الـFBI كاش باتل.
في اليوم التالي كتب أحد أعضاء المجموعة أن اعتراف روبنسون بدا “حقيقيًا”، ودعا الآخرين للصلاة من أجله. وأضاف: “رغم أن مواقف كيرك السياسية لم تكن مقبولة لدى البعض، إلا أنني أطلب أن نصلي له ولعائلته في هذه الأوقات الصعبة”. صحيفة نيويورك تايمز كشفت بدورها أن روبنسون واصل استخدام “ديسكورد” بعد العملية، بل مازح أصدقاءه بأنه هو مطلق النار من دون أن يدركوا أنه بالفعل القاتل. عندما سأله أحدهم مازحًا: “أين أنت؟” مرفقًا برمز الجمجمة بعد انتشار الصور التي أظهرت شبهًا به، رد قائلاً: “إنه توأمي الشرير يحاول توريطي”. بعض الأعضاء أطلقوا نكات عن إمكانية تسليمه مقابل الجائزة المالية المرصودة لمن يدلي بمعلومات عنه، فرد روبنسون بدعابة: “فقط إذا حصلت على حصتي”. تلك المحادثة جرت ظهيرة الخميس، أي أقل من يوم على العملية وساعات قبل اعترافه الصريح في مجموعة أخرى.
حتى الآن، ما زال دافع عملية القتل غامضًا. فبعد أسبوع تقريبًا على إطلاق النار الذي أودى بحياة مؤسس ومدير حركة الشباب المحافظة “Turning Point USA”، لم يتضح السبب وراء فعلته. حاكم يوتا سبنسر كوكس قال لشبكة NBC إن روبنسون يرفض التعاون مع التحقيق، لكن أفراد عائلته وأصدقاؤه يتعاونون بشكل كامل. وأوضح أن عائلته ذات خلفية محافظة، بينما هو تبنى أيديولوجية “مختلفة جدًا” واتجه نحو أقصى اليسار بعد انسحابه من الجامعة، لكن لم يُعثر على أي بيان مكتوب يوضح دوافعه.
مصادر رسمية أكدت أن روبنسون، البالغ 22 عامًا، أصبح أكثر انخراطًا بالسياسة في السنوات الأخيرة. وبحسب الحاكم، فقد تحدث قبل أيام من العملية مع أحد أفراد عائلته عن الحدث الجامعي الذي سيشارك فيه كيرك، وأعرب عن رفضه لمواقفه. خلال عشاء عائلي قيل إنه وصف كيرك بأنه “رجل مليء بالكراهية ينشر الكراهية”.
في الوقت ذاته، تراجعت بعض وسائل الإعلام عن تقارير سابقة زعمت أن رصاصات بندقيته حملت شعارات مؤيدة للمتحولين جنسيًا. لكن التحقيقات أظهرت أنه كان يعيش مع شريكة سكن متحولة جنسيًا تدعى لانس تويغز، تبلغ من العمر 22 عامًا، وكانت في علاقة عاطفية معه. صحيفة ديلي ميل البريطانية ذكرت أن تويغز تتعاون بشكل كامل مع السلطات، وقدمت رسائل تلقّتها منه بعد العملية تضمنت تفاصيل قد تدينه، بينها إشارة إلى السلاح الذي أخفاه ملفوفًا بمنشفة في إحدى الغابات بعد هروبه من موقع الحادث. ورغم ذلك، لم تُعتبر شريكًا في العملية. ويبقى السؤال مفتوحًا عمّا إذا كان موقف كيرك العدائي المتكرر تجاه مجتمع الميم، وخاصة المتحولين جنسيًا، هو ما دفع روبنسون إلى تنفيذ عملية الاغتيال.