الحدث العربي والدولي
أفادت وكالة "بلومبرغ" نقلًا عن مصادر مقربة من الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتابع عن كثب ما يجري على الساحة الدولية، ليس فقط في أوكرانيا، بل خصوصًا الحرب الدائرة في قطاع غزة. ووفق المصادر، يرى بوتين أن الحرب التي تخوضها "إسرائيل" في غزة أعقد وأصعب من الحرب الروسية في أوكرانيا، وأنها تمنحه أساسًا لشرعنة تصعيد المعركة التي يقودها منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتضيف التقارير أن بوتين يعتبر موقف الولايات المتحدة وأوروبا من حرب غزة بمثابة قبول ضمني لسلوك "إسرائيل"، ما يُفقد برأيه مصداقية الانتقادات الغربية الموجهة لموسكو بشأن أوكرانيا.
وبحسب المعطيات، توصّل بوتين إلى قناعة بأن التصعيد العسكري الواسع هو السبيل الأفضل لفرض شروط موسكو على كييف وإجبارها على الدخول في مفاوضات وفق مصالحه، خاصة مع اعتقاده أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يفعل الكثير لعرقلة ذلك. ومنذ القمة الأخيرة التي جمعته بترامب في ألاسكا، ارتفع حجم الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا بنسبة 46%.
وفي ليلة الجمعة-السبت، شنّت روسيا هجومًا جويًا كثيفًا تضمن إطلاق 579 طائرة مسيّرة، أسقطت الدفاعات الأوكرانية منها 552، إضافة إلى 40 صاروخًا تم اعتراض 31 منها. وأعلن الجيش البولندي أنه دفع بطائرات مقاتلة للتأهب بعد هجوم روسي واسع، وذلك في أعقاب اختراق طائرات مسيّرة روسية الأجواء البولندية قبل نحو عشرة أيام. وبالتوازي، وجّهت موسكو الجزء الأكبر من المسيّرات نحو شرق أوكرانيا، فيما استهدفت الصواريخ مناطق غربية، في خطوة يُعتقد أنها تهدف إلى تقليل احتمالية سقوط طائرات مسيّرة داخل أراضي دول مجاورة.
على صعيد متصل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيلتقي ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاولة إقناعه بالانضمام إلى مبادرة الضمانات الأمنية لأوكرانيا إلى جانب الدول الأوروبية. وفي السياق نفسه، نقلت وكالة "رويترز" أن ترامب أبلغ الشهر الماضي دبلوماسيين من دول البلطيق وأخرى مجاورة لروسيا في حلف الناتو، أنه يخطط لتقليص الدعم العسكري الأميركي المقدم لها.