الإثنين  22 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو يهدد: ماذا بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

2025-09-22 08:45:38 AM
نتنياهو يهدد: ماذا بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

الحدث الإسرائيلي

عقب إعلان كلٍّ من بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها بدولة فلسطينية، هدّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء أمس بردٍّ سيتمّ الإعلان عنه بعد عودته من زيارة الولايات المتحدة المرتقبة، التي سيُلقي خلالها كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلتقي الرئيس دونالد ترامب.

وقال نتنياهو بصراحة: "لن تقوم دولة فلسطينية غرب نهر الأردن"، مؤكداً أن القرار النهائي بشأن "الردّ" مرتبط بزيارته والاتصالات التي سيجريها هناك.

وصف نتنياهو إعلان الدول بأنه "مكافأة لحماس والمقاومة"، لا سيما وأنه جاء بعد عملية 7 أكتوبر، معتبراً أن الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية بعد تلك التواريخ يمنح "جائزة كبيرة" لحركة حماس ويقوّي موقفها. وأشار إلى أنه طوال سنوات منع قيام دولة فلسطينية رغم ضغوط داخلية وخارجية، وأن حكومته عملت على مضاعفة الاستيطان في الضفة الغربية وستواصل هذا المسار.

التصريحات أثارت توتراً داخل أروقة اليمين الإسرائيلي، حيث طالب قادة مستوطنين ووزراء بردٍّ فوري يتضمن فرض السيادة على مناطق في الضفة الغربية. ودعا إيتمار بن غفير إلى "خطوات مضادة فورية" تشمل فرض سيادة فورية وتفكيك السلطة الفلسطينية، فيما رأى وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتيرتش أن الحلّ الوحيد هو فرض السيادة على "أراضي الوطن اليهودي" وطيّ فكرة الدولة الفلسطينية نهائياً.

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً رسمياً رفضت فيه "بشكل قاطع" الاعتراف الأحادي الذي أجرته بعض الدول، واعتبرت أن خطوة من هذا النوع "لا تعزز السلام بل تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة" وتضرّ بفرص الوصول إلى حل تفاوضي مستقبلي. وجاء في البيان أيضاً تذكير بأن قضايا الوضع النهائي لا يمكن فَصلها عن عملية تفاوضية، وأن أيّ إعلان منفصل عن مسار تفاوضي سيُعدّ ضرباً لمنطق التسوية.

واعتبرت إسرائيل أن الإعلان "يكافئ" من وجهة نظرها ما وصفه قادة حماس بأنه "ثمار 7 أكتوبر"، وأنه يعزّز الدعم للحركة. كما حمّلت السلطة الفلسطينية مسؤولية "عدم الالتزام بتعهداتها" بشأن محاربة "التحريض" وسياسة الدفع للأسرى والشهداء، وأشارت إلى أن اكتشاف ذخائر قرب رام الله الأسبوع الماضي يُستخدم كدليل على أن السلطة "جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل".

على الصعيد الدبلوماسي، شدّد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن خطوة الاعتراف الحالية "خاطئة ومستفزة وغير أخلاقية"، لأنها، بحسب قوله، تُعدّ مكافأةً لحماس وتمنح دفعةً أيضاً للقيادة الفلسطينية. وأضاف أن الضمان الحقيقي لعدم قيام دولة فلسطينية يكمن، في نظره، في الرأي العام الإسرائيلي والذي يرفض إقامة دولة فلسطينية.

تجدر الإشارة إلى أن المواقف المتصاعدة داخل حكومة الاحتلال تُلقي بظلالها على المشهد الإقليمي والدولي، حيث ستقاس الخطوات القادمة بتوازن دقيق بين ردة الفعل المحلية وموقع الولايات المتحدة كفاعلٍ محوري في القضية. ومن الواضح أن نتنياهو يفضّل انتظار نتائج اتصالاته في واشنطن قبل اتخاذ خطواتٍ قد تغير من شكل السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة والقدس بشكلٍ دائم.