الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

وازنون لا يملكون وزن / بقلم: فارس الصرفندي

خلف الخطوط

2015-07-14 12:23:20 PM
وازنون لا يملكون وزن / بقلم: فارس الصرفندي
صورة ارشيفية

في اليوم التالي لقرار اللجنة التنفيذية الانطلاق بجولة مفاوضات استكشافيه لنوايا الاحتلال، كنت أجلس في مكتب أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وخلال الحديث معه قال: ((والله لا أدري من الذي وافق على هذه الجولة))... عاجلته بسؤال مباشر، إذاً من الذي اتخذ القرار؟؟ ما يحدث في داخل اللجنة التنفيذية يثير الأسئلة لدي ولدى الصحفيين، كيف يتخذ القرار؟ وما هي الآلية التي تتبع في الدائرة الأولى لمنظمة التحرير... تيسير خالد ممثل الجبهة الديمقراطية في حوار مع إحدى الوكالات الفلسطينية قال إن الفصائل الوازنة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غير موافقة على التعديل في حكومة الحمد الله... عدّد خالد الفصائل الرافضة أو المتحفظة ((الجبهة الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب وفدا)) إذاً من هي الفصائل الراغبة في التعديل غير حركة فتح، والتي يرفض عدد من قادتها التعديل، بعد الاستقصاء والتحقيق والطرح والجمع، يتبين أن هذه الفصائل الراغبة في التغير لم تستطع في الانتخابات التشريعية في العام ٢٠٠٦ أن تتجاوز نسبة الحسم ولم تستطع أن تحصل على مقعد واحد من أصل مئة واثنين وثلاثين مقعداً... الغريب أن أحد الأمناء العامين لهذه الفصائل يتحدث وكأنه يملك القرار، وبينما ينفي أعضاء اللجنة التنفيذية من الفصائل الوازنة يؤكد صاحبنا.
 
تيسير خالد يقول لا علم لنا بإقالة عبد ربه من منصبه كأمين للسر، ويؤكد أن القرار لم يتخذ فيفاجأ الكل الفلسطيني بتعيين صائب عريقات كقائم بأعمال أمين سر اللجنة التنفيذية... إذاً على طاولة هذه اللجنة كيف تتخذ القرارات؟ وهل أعضاء اللجنة من فصائل اليسار يعلنون خارج اجتماعات اللجنة التنفيذية عكس ما يعلنونه خلف الأبواب المغلقة؟ اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تتخذ بها القرارات بالأغلبية، وكل قرار يخضع للتصويت، وهذا ما أكده لي أحد أعضاء اللجنة التنفيذية من حركة فتح، الذي قال لي إن الجلسة تبدأ بالنقاش وتنتهي بالتصويت على هذه القرارات... صديقي قال لي إن الأعضاء من اليسار الفلسطيني لا يتحفظون ويصوتون ويغادرون، وما أن تحط أقدامهم في مكاتبهم حتى يطلقون لألسنتهم العنان كي يهاجموا الرئيس ويهاجموا القرارات التي صوتوا عليها بالإجماع وليس بالأغلبية فقط... إن المشهد في منظمة التحرير سريالي وغير مفهوم، وبات الصحفييون دون استثناء، ينتظرون اجتماع اللجنة التنفيذية وينتظرون أجندتها ولا ينتظرون القرارات لأنها في الغالب تكون واضحة ولا تحتاج إلى كثير من المهنية كي يعرفها الصحفي... وأنا أعرف بعض الصحفيين لا يكلفون النفس في أثر الاجتماعات التي لا يتبعها مؤتمر صحفي، الاتصال بأي من أعضاء اللجنة ليسألوه عن القرارات... هذه الحالة للأسف في اللجنة التنفيذية سببها الفصائل الوازنة التي لا تملك وزناً في بيت الفلسطينيين الجامع... الخيار أمامي كمواطن فلسطيني إما أن أصدق أعضاء اللجنة التنفيذية من اليساريين والذين يعلنون دوماً عدم موافقتهم على القرارات التي يتفاجأون باتخاذها من الرئيس والفصائل غير الوازنة، وإما أن أصدق صديقي من حركة فتح الذي يؤكد أن هؤلاء يصوتون لصالح القرار وينتقدونه بعد أن يغادروا طاولة الرئاسة... لن أطلق الأحكام جزافاً، لكنني أتمنى من أعضاء اللجنة التنفيذية من اليسار الفلسطيني حين يرفضون قراراً ما، أن يقفوا على أبواب المقاطعة أو أبواب مقر منظمة التحرير وأن يعلنوا رفضهم للقرارات التي لم يصوتوا عليها... وأن يتخذوا، حين يشعرون بأنهم مغيبين، قراراً بتعليق العضوية في اللجنة التنفيذية... إذا قام اليساريون الوازنون بمثل هذه الخطوات حال رفضهم لقرارات اتخذت في اللجنة التنفيذية، ساعتها سيكونون من الصادقين المفلحين... أما إن لم يقوموا بذلك فهم وازنون بألسنتهم، لكنهم في الميزان بلا وزن.