الثلاثاء  21 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تسلم روسيا بشار الأسد للنظام السوري الجديد؟

2025-10-16 12:19:38 PM
هل تسلم روسيا بشار الأسد للنظام السوري الجديد؟
بوتين والشرع

متابعة الحدث

اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في أول زيارة رسمية له إلى موسكو، بعد أن كان حتى وقت قريب من أبرز خصومها الإقليميين. وتركزت المباحثات بين الجانبين على مطلب الرئيس الشرع تسليم سلفه بشار الأسد، الذي يعيش في روسيا منذ الإطاحة به خلال الثورة التي شهدتها دمشق العام الماضي. كما ناقش الزعيمان ملفات التعاون العسكري والسياسي، بما في ذلك التنسيق في مواجهة إسرائيل في الجنوب السوري.

وخلال اللقاء الذي جرى في الكرملين، أكد الشرع لبوتين أن سوريا ملتزمة بجميع الاتفاقيات الموقعة مع موسكو، وأنها ستسمح باستمرار الوجود العسكري الروسي على أراضيها، لا سيما في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية على الساحل السوري. وقال الشرع إن “هناك علاقات ثنائية ومصالح مشتركة تربطنا بروسيا، ونحن نحترم كل الاتفاقات السابقة ونعمل على إعادة تعريف طبيعة العلاقة بين بلدينا”، فيما ردّ بوتين قائلاً إن موسكو مستعدة “لبذل كل ما في وسعها لتطوير المبادرات المشتركة التي طُرحت بين الجانبين”.

إلى جانب القضايا السياسية والعسكرية، تناول اللقاء ملفات اقتصادية واسعة تتعلق بإعادة إعمار سوريا والبنى التحتية المتضررة من الحرب. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بعد الاجتماع إن موسكو مستعدة للاستثمار في مشاريع النفط والطاقة، والمساعدة في إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والسكك الحديدية والمنشآت المدنية التي دمرت خلال الحرب. وتوقعت دمشق أن يسهم تجديد العلاقات مع روسيا في استئناف شحنات القمح ودفع تعويضات جزئية عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالبلاد.

أما مسألة تسليم بشار الأسد إلى الحكومة السورية الجديدة، فقد بقيت دون حسم، وسط تشكيك واسع في أن يقبل بوتين بتسليم حليف وثيق خدم المصالح الروسية لسنوات طويلة. وذكرت وسائل إعلام روسية أن عائلة الأسد تعيش في سرية تامة داخل شقة فاخرة في أحد أبراج موسكو، وأنها تخضع لحراسة مشددة من الأجهزة الأمنية الروسية. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الأسد نجا مؤخراً من محاولة اغتيال عبر التسميم، غير أن التقرير لم يُؤكد من مصادر مستقلة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تعتزم الإبقاء على قواعدها العسكرية في سوريا، إذ تُعد قاعدتا حميميم وطرطوس مركزين استراتيجيين لدعم العمليات الروسية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، طالبت دمشق موسكو بعدم استخدام وجودها العسكري لتسليح فلول النظام السابق، في حين تأمل سوريا أن تساهم روسيا في إعادة بناء جيشها الوطني بالتوازي مع المساعدات التركية في هذا المجال.

وشهد اللقاء أيضاً نقاشاً حول الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في الجنوب السوري، إذ طلب الرئيس الشرع من بوتين دعم موقف دمشق الرافض لإنشاء منطقة منزوعة السلاح واسعة هناك. ونقلت “رويترز” أن الشرع اقترح على بوتين إعادة نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب لردع إسرائيل والحد من تحركاتها الجوية والعسكرية في المنطقة.