الخميس  23 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تفاصيل حول مركز التنسيق العسكري–المدني المعني بمتابعة وقف إطلاق النار بغزة

2025-10-23 12:24:02 PM
تفاصيل حول مركز التنسيق العسكري–المدني المعني بمتابعة وقف إطلاق النار بغزة
أرشيفية

ترجمة الحدث 

قالت صحيفة هآرتس العبرية إن إنشاء مركز التنسيق العسكري–المدني (CMCC) في مستوطنة كريات غات جاء كجزء من الترتيبات الجديدة التي تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومتابعة تنفيذ التفاهمات الميدانية والسياسية التي تلت الحرب. المركز، الذي أُقيم بمبادرة أميركية وبتنسيق مع إسرائيل وعدة دول غربية، يشكّل نقطة مراقبة ومتابعة ميدانية لكل ما يجري في القطاع، بطريقة تتيح للأطراف الدولية أن تكون على اطلاع مباشر على التطورات دون الاضطرار إلى التورط ميدانياً. 

وبهذا المعنى، فهو كيان مريح لجميع الأطراف: فالولايات المتحدة تظهر كمنظمة لتحالف دولي واسع، والدول المشاركة تشعر بأنها شريكة في العملية، فيما تتمكن إسرائيل من توجيه المسار وفق مصالحها، من دون تحمّل المسؤولية العلنية الكاملة عن النتائج.

مهمة المقرّ الجديد تتضمن الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وعلى القوات الأجنبية التي يُفترض أن تبدأ العمل في غزة، وكذلك مراقبة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ويؤكد دبلوماسي دولي تحدّث إلى الصحيفة العبرية أن هناك فصلاً كاملاً بين هذا المركز وبين القوة الدولية المزمع تشكيلها في غزة تحت مسمى قوة الاستقرار أو الأمن الدولي (ISF)، والتي يُفترض أن تتولى مهمة تفكيك حركة حماس من سلاحها وربما تحل محل جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق التي ينسحب منها. أما الضباط الأميركيون والغربيون في المركز، فدورهم يقتصر على الإشراف والتنسيق، وربما المتابعة السياسية لخطوات تنفيذ عملية نزع سلاح حماس.

مع ذلك، يشير التقرير إلى أن الضباط العاملين في المقر ما زالوا يحددون بدقة طبيعة دورهم، كما أن العلاقة التنظيمية بين المركز وبين هيئة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 (المنسق) لم تتضح بعد، حيث يواصل المنسق عمله المعتاد إلى حين استقرار هيكلية التنسيق الجديدة.

في هذا السياق، زار نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس "إسرائيل" والتقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس يتسحاق هرتسوغ. وأثناء مؤتمر صحفي عقده في المقر بكريات غات، شدد فانس على أن الولايات المتحدة لا تنوي فرض وجود عسكري تركي في غزة، لكنه أشار إلى أن لأنقرة "دوراً بنّاءً" في العملية الجارية. وردّ نتنياهو بأنه يملك "آراء قوية جداً" حول هذا الموضوع، ملمحاً إلى رفضه القاطع لأي انتشار تركي عسكري في القطاع. ووفق مصدر إسرائيلي تحدّث لهآرتس، قال نتنياهو بوضوح خلال لقائه بفانس إن وجود قوات تركية في غزة يُعتبر خطاً أحمر بالنسبة لإسرائيل، مع ترك الباب مفتوحاً فقط أمام دور تركي مدني أو إنساني.

حضور الإعلام في اللقاءات المشتركة كان محدوداً، إذ سُمح لقلة من الصحفيين الإسرائيليين والأميركيين بالدخول، بينما اكتفت رئاسة حكومة الاحتلال ببث مشاهد مصوّرة رسمياً. خلال المؤتمر، سأل أحد الصحفيين الإسرائيليين ما إذا كانت "إسرائيل" قد تحوّلت إلى دولة تحت وصاية أميركية، في حين تساءلت صحفية أميركية عن سبب تتابع الوفود الأميركية إلى "إسرائيل". فانس أجاب بأن وقف إطلاق النار يحتاج إلى إشراف وتنسيق مستمرين، لكنه رفض تشبيه ذلك بمراقبة طفل، قائلاً إن ما يحدث هو عمل مشترك بين أطراف كثيرة تسعى لتحقيق الاستقرار. كما عبّر عن أمله في أن تؤدي الهدنة إلى توسيع اتفاقيات أبراهام وتقليل الحاجة إلى تدخل أميركي مباشر في الشرق الأوسط بفضل "القيادة" التي ستتولاها حلفاء واشنطن في المنطقة.

من الناحية العملية، يضم المقرّ حالياً نحو مئتي جندي أميركي، إلى جانب ضباط من دول غربية أخرى. فقد أعلنت وزارة الدفاع الألمانية إرسال ضابطين ولاحقاً بريغادير جنرال إلى المركز، مؤكدة أنهم سيعملون بزيهم العسكري ولكن دون سلاح. كما أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن عدداً صغيراً من ضباط التخطيط البريطانيين انضموا إلى المركز، بينهم قائد برتبة لواء، بهدف التعاون مع الشركاء الدوليين "للمساهمة في عملية السلام بأفضل شكل ممكن".


يختتم التقرير بالإشارة إلى أن فانس سيغادر "إسرائيل" بعد زيارة كنيسة القيامة في القدس ومقر وزارة جيش الاحتلال في تل أبيب حيث سيحصل على تقييم أمني حول الوضع في غزة، على أن يتولى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مهمة المتابعة الميدانية بعده، في إطار اهتمام أميركي متواصل بإعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط خلال الأسابيع المقبلة.