الحدث الإسرائيلي
على خلفية خلاف حاد مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أعلن الوزير والسفير السابق جلعاد إردان الأسبوع الماضي سحب ترشيحه لتولي رئاسة مجلس إدارة شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية. وفي مقابلة بثت مساء الأحد على قناة “12”، هاجم إردان كاتس واتّهمه بأنّه “يُفضّل أمنه السياسي على أمن الدولة”. كما كشف عن نيّته العودة إلى الساحة السياسية، قائلاً بسخرية: “عندما ترى ظواهر كهذه (مثل يسرائيل كاتس) في السياسة، يزداد الدافع لديك للعودة من أجل الإصلاح”.
وقال إردان في مستهل حديثه إنّه قرّر التنازل عن المنصب الرفيع في الصناعات الجوية رغم موافقة الجهات المعنية على تعيينه. وأضاف: “كانت بيننا علاقات عمل مهنية على مدى سنوات، لكن منذ أن تولّى كاتس وزارة الجيش اتخذ قرارًا سياسيًا لإفشال تعييني، رغم أنّ سلفه في المنصب ووزير الشركات الحكومية دافيد أمسالم قد أقرّا به”.
وأوضح إردان أنّ “المسألة بالنسبة لي انتهت، فقد سحبت ترشيحي، لكني جئت لأحذر من أنّ وزير الأمن يسرائيل كاتس يهتم بأمنه السياسي أكثر من أمن الدولة”.
وردًّا على سؤال حول تغريدته التي قال فيها إنّ “الضرر الذي لحق بأمن إسرائيل خلال الحرب مع إيران سيتّضح في المستقبل”، أوضح إردان أنّ تأخير تعيينه في وقت حسّاس أضرّ بقدرة إسرائيل على تجاوز حظر الأسلحة المفروض عليها في الأشهر الأخيرة. وقال: “عدتُ من مهمتي في الأمم المتحدة في خضم الحرب، وكان واضحًا أنّ الصناعات الجوية تواجه أزمة في التعامل مع بعض الدول، وكنت مستعدًا للتفرغ لهذه المهمة. تم تعييني عضوًا في مجلس إدارة الشركة، وأقرت لجنة التعيينات أنّ لديّ المؤهلات الكاملة لقيادتها في هذه المرحلة”.
لكن بحسب إردان، فقد تحرّك كاتس لإحباط تعيينه “لدوافع سياسية”، مؤكدًا أنّ هذا القرار ترك “أكبر وأهم شركة أمنية في إسرائيل دون رئيس مجلس إدارة ودون قيادة فاعلة”. واتهمه بمحاولة ترسيخ صورته كـ”رجل الأمن في حزب الليكود” استعدادًا لمرحلة ما بعد نتنياهو، مشيرًا إلى أنّ محاولاته لمنعه نابعة من خشية كاتس من قوّته السياسية داخل الحزب.
وفي ختام المقابلة، أعلن إردان بوضوح أنه ينوي العودة إلى السياسة وخوض المنافسة من جديد، قائلًا: “عندما ترى مثل هذه المظاهر في الحياة السياسية الإسرائيلية، لا يمكنك إلا أن تشعر بضرورة العودة بسرعة لإصلاحها”. ومع ذلك، أوضح أنه “لم يقرر بعد متى سيعود”، لكنه أكد أنّ “هذا هو الاتجاه المؤكد”.