الخميس  06 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير: ألمانيا تقوم بـ"العمل القذر" في خطة ترامب لغزة

2025-11-06 06:12:12 AM
تقرير: ألمانيا تقوم بـ
ألمانيا

الحدث العربي والدولي

نشر موقع "كاونتر بانش" تقريرا يسلط الضوء على الدور الذي ستلعبه ألمانيا في تنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما بعد الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن برلين تسعى إلى تولي موقع قيادي في الجانب التنفيذي من خطة "السلام" التي أعلن عنها ترامب خلال احتفال أقيم في شرم الشيخ بمشاركة عدد من القادة العرب والأوروبيين.

وبحسب التقرير، فقد وقف القادة الأوروبيون، وبينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في موقع الداعمين الثانويين خلال الحفل الذي جمع ترامب بقادة من قطر ومصر وتركيا والسعودية، حيث وقعت هذه الدول على الخطة إلى جانب الولايات المتحدة، بينما لم يشارك الاتحاد الأوروبي رسميا في التوقيع.

وأوضح التقرير أن الحكومة الألمانية تسعى الآن إلى "اللعب على الأقل دور القائد بين الصفوف الثانية" في تنفيذ ما وصفه الموقع بأنه خطة احتلال معززة، لا تَعِد الفلسطينيين بإنهاء الحصار أو تحقيق السيادة الكاملة، بل تكرس واقع السيطرة الإسرائيلية والأمريكية على القطاع تحت شعار "الاستقرار وإعادة الإعمار".

وأشار التقرير إلى أن هذه الخطة تمثل نسخة معدلة من "صفقة القرن" التي طرحتها إدارة ترامب عام 2020 وواجهت رفضا فلسطينيا واسعا، إذ تحتفظ بجوهرها القائم على ضمان أمن الاحتلال قبل أي تسوية سياسية، وهو ما يثير مخاوف من أن تكون إعادة إعمار غزة مشروطة بتنازلات فلسطينية جوهرية.

ونقل الموقع عن مصادر دبلوماسية أن ميرتس أبلغ نظراءه في لندن وباريس بأن "العمل الحقيقي سيبدأ غدا"، في إشارة إلى نية برلين قيادة جهود إعادة الإعمار بالتعاون مع مصر. كما تخطط الحكومتان لعقد مؤتمر دولي للمانحين وسط تقديرات بأن تصل التكلفة إلى نحو 80 مليار دولار، مع شكوك في قدرة الدول الأوروبية والعربية على الالتزام بتعهدات مالية بهذا الحجم في ظل الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.

وأشار التقرير إلى أن التجارب السابقة لا تدعو للتفاؤل، فبعد حرب 2014 التي أدت إلى استشهاد أكثر من 2000 فلسطيني، وعدت دول الخليج والاتحاد الأوروبي بتقديم 3.5 مليارات دولار لإعادة إعمار غزة، لكن معظم تلك الأموال لم تصل. وعندما شن الاحتلال عدوانه التالي عام 2021، كانت كثير من المباني المدمّرة منذ 2014 لا تزال أنقاضا.

وأوضح "كاونتر بانش" أن الولايات المتحدة والاحتلال يتجنبان أي نقاش حول مسألة التعويضات أو تحمل تكاليف الدمار، وتلقيان بالعبء المالي على أوروبا والدول العربية، فيما تستمر واشنطن في تزويد الاحتلال  بالأسلحة التي تُستخدم في الهجمات على القطاع.

وبرلين، وفق التقرير، أعلنت بالفعل تخصيص 200 مليون يورو كمساعدات عاجلة لغزة، في خطوة تعكس ما وصفه الموقع بـ"الدور المزدوج" لألمانيا، التي "تشارك في دعم إسرائيل عسكريا ثم تتحمل تكاليف إعادة الإعمار".

ويشير التقرير إلى أن وصف ميرتس لمهمة بلاده بـ"العمل القذر" يعكس إدراك برلين أنها ستتحمل الجانب المالي والإنساني من الخطة، بينما تستأثر واشنطن وتل أبيب بالمكاسب السياسية والعسكرية.

كما لفت التقرير إلى أن دعم ألمانيا غير المشروط للاحتلال يبرر عادة بمسؤوليتها التاريخية عن المحرقة النازية، لكنه في الواقع يرتبط أكثر بالتحالف الغربي والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصا فيما يتعلق بالسيطرة على موارد الطاقة وممرات النفط والغاز في المنطقة.

ويشهد الموقف الأوروبي انقساما واضحا حيال الخطة، فبينما تميل برلين وروما إلى دعم الرؤية الأمريكية، تتمسك فرنسا وإسبانيا بضرورة الاعتراف الفوري بدولة فلسطين قبل أي ترتيبات أمنية جديدة.

ويختم "كاونتر بانش" تقريره بالقول إن الموقف الألماني يعكس معضلة أوروبية أوسع، إذ تسعى العواصم الغربية إلى الحفاظ على تحالفها مع واشنطن وتل أبيب حتى لو جاء ذلك على حساب القانون الدولي ومصداقية الخطاب الأوروبي حول حقوق الإنسان، مضيفا أن برلين اليوم تجد نفسها في موقع "من يمول ما دمرته الحرب"، دون مساءلة حقيقية للمسؤولين عن الدمار.