الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن حالة من التوتر الشديد تسود أوساط جيش الاحتلال الإسرائيلي قبيل نشر تقرير لجنة اللواء (احتياط) سامي ترجمان، التي تولّت التحقيق في إخفاقات الجيش خلال هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وخلصت إلى وجود ثغرات وأوجه قصور كبيرة في بعض التحقيقات الداخلية التي أُجريت حول أداء الجيش في ذلك اليوم.
وقالت الصحيفة إنّ ضابطًا رفيعًا في الاحتياط، يخدم حاليًا في قيادة المنطقة الجنوبية، اتّهم خلال مؤتمر مغلق عُقد الأسبوع الماضي بحضور رئيس أركان الجيش أيال زامير، قيادة الجنوب بأنها بدأت الحرب ضد حركة “حماس” من دون خططٍ عملياتية جاهزة، واضطرت إلى إعدادها من الصفر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى التي سبقت بدء التوغّل البري في قطاع غزة.
الضابط، الذي يحمل رتبة عميد، كان قد شارك بصفته مدنيًا في الدفاع عن مستوطنته الواقعة في “غلاف غزة” يوم الهجوم، قبل أن يلتحق مباشرة بوحدته العسكرية في بئر السبع، حيث واصل خدمته منذ ذلك الحين. وخلال مسيرته العسكرية، شغل مناصب قيادية بارزة في منظومة “النيران” التابعة للقيادة الجنوبية، واطّلع على ملاحظات وتقارير سابقة حذّرت من ضعف الجاهزية، لكنها بقيت “حبراً على ورق”، وفق تعبيره.
وأشار الضابط إلى أنّ معظم العاملين في منظومة النيران بالقيادة الجنوبية ينتمون إلى سلاح الجوّ وليس إلى سلاح المدفعية، وهو ما اعتبره خللاً بنيوياً أدى إلى ضعف الأداء في ساحةٍ مكتظة ومعقّدة مثل غزة، مضيفًا أنّ نتائج الحملات العسكرية السابقة، مثل “الحزام الأسود” و”حارس الأسوار”، كانت خير دليل على هذا الفشل، إذ لم تُهزم “حماس” ولم تُردع.
وفي مداخلته خلال المؤتمر الذي عُقد في قاعدة “بلماحيم”، قال الضابط موجهاً كلامه إلى زامير إنّ فترة قيادة اللواء أليعازر توليدانو للمنطقة الجنوبية بين عامي 2021 و2023 تميّزت بالإهمال وغياب الخطط العملياتية الملائمة لجبهة غزة، مضيفًا أن توليدانو كان يرفع في مقرات القيادة لافتات كتب عليها “النصر يحبّ الإعداد”، بينما “الواقع كان عكس ذلك تمامًا”.
وخلال المؤتمر، أشار ضباط آخرون إلى أن خطط الطوارئ التي أُعدت قبل الحرب، مثل خطة “سيف ديموقليس” التي استهدفت ضرب منشآت حماس تحت الأرض في حال اندلاع مواجهة مفاجئة، تبيّن أنها غير صالحة للتنفيذ عند بدء الحرب. وطالب العميد في ختام كلمته بـ”تحقيق حرب شامل وشفاف”، قائلاً إنّ رئيس الأركان الحالي زامير وقائد المنطقة الجنوبية الجديد ينيف عاسور هما “أبرز من أحدثا تغييرات إيجابية في العام الأخير”.
ومن المقرر أن تُنشر خلال الأيام المقبلة، وربما غدًا، استنتاجات وتوصيات لجنة ترجمان، التي كُلّفت بدراسة التحقيقات العسكرية الخاصة بالسابع من أكتوبر. وتركّز اللجنة في تقريرها على التحقيق المركزي في إخفاقات الجيش، أكثر من تركيزها على 44 تحقيقًا ميدانيًا تكتيكيًا في معارك “غلاف غزة”.
