الخميس  20 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير: مخاوف أميركية من انسحاب ترامب من "مجلس السلام"

2025-11-20 07:14:09 AM
تقرير: مخاوف أميركية من انسحاب ترامب من
دونالد ترامب

الحدث العربي والدولي

قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن مسؤولين كبار في نيويورك يحذرون من احتمال انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من "مجلس السلام" وربما اتخاذه خطوات ضد هذا المجلس لاحقا.

وذكرت الصحيفة أن الاقتراح الأمريكي الذي صوت عليه مجلس الأمن يوم الإثنين يتضمن عناصر سياسية ودبلوماسية لا تنسجم مع السياق المتعارف عليه في مثل هذه المبادرات، مشيرة إلى أن البنية الطويلة والمعقدة للمقترح قد تعرقل تنفيذه عمليا بسبب تعارض بعض جوانبه مع الأساليب السياسية المتبعة عادة.

وأوضحت أن عدد الدول الداعمة للمقترح كان لافتا لكنه أثار شبهات واضحة. ونقلت عن دبلوماسي رفيع ومخضرم قوله إن روسيا والصين خالفتا أسلوبهما المعتاد القائم على إحباط مقترحات الولايات المتحدة والقوى الغربية في مجلس الأمن، وامتنعتا عن التصويت، ليس دعما للمقترح بل لاعتقادهما أن فرص تطبيقه ضئيلة للغاية، وأن ترامب الذي لا يروق لهما قد يتدخل ويخرج متضررا سياسيا.

ونقلت "معاريف" عن نائب رئيس وفد غربي قوله مازحا خلال إحاطة مغلقة إن فوز ترامب بالموافقة على اقتراحه يذكره بـ"حدث ألاسكا" حين فُرشت سجادة حمراء لبوتين، مع تلميح إلى ما آلت إليه الأمور لاحقا.

ولفتت الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال تبدي قلقا ملحوظا من تضمين مشروع القرار إشارة إلى احتمال تهيؤ الظروف لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة.

وأضافت أن دبلوماسيين كبارا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك يرون أن تعزيز حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولة أصبح الآن أبعد وأصعب من أي وقت سابق.

كما نقلت عن دبلوماسي غربي متخصص في شؤون الشرق الأوسط قوله إنه لا يوجد لدى الفلسطينيين قائد أو شخصية وطنية قادرة على تعزيز الاستقلال.

وأشارت إلى أن ردود الفعل التي صدرت بعد مصادقة مجلس الأمن على الاقتراح الأمريكي، سواء من دبلوماسيين كبار في نيويورك أو معلّقين مخضرمين في واشنطن، تميل إلى أن الواقع لا يخدم هذا الاقتراح.

وأكدت "معاريف" أن ترامب هو من صاغ المبادرة وهو المسؤول رسميا عن تنفيذها، رغم أنه يقود قوة غربية معروفة بازدرائها للأمم المتحدة والسخرية من مؤسساتها.

وذكّرت الصحيفة بأن ترامب سبق أن انسحب من منظمة الصحة العالمية ويدرس الانسحاب من منظمات أممية أخرى، ويزعم أنه ينوي خفض حصة الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة بشكل كبير.

وأضافت أن الولايات المتحدة، التي اعتادت إحباط مشاريع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشرق الأوسط وبخاصة ما يتصل بالاحتلال، وجدت نفسها فجأة أمام مشهد معاكس، إذ بات ترامب هو من يتوجه إلى المجلس طالبا دعمه وموافقته على مبادرته.

كما نقلت عن نائب رئيس وفد غربي قوله خلال إحاطة إعلامية إن كل من يتذكر تصريحات ترامب المهينة للأمم المتحدة وسخريته من مجلس الأمن يدرك أنه في مرحلة ما من تنفيذ المقترح سيعتبر ترامب نفسه يتعرض للمضايقة أو التمرد، فيستقيل من رئاسة "مجلس السلام" وربما يتخذ إجراءات ضده.

وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش داخل مجلس الأمن حول الاقتراح الأمريكي، ومن ثم تبنيه من دون أي معارضة، أعاد إلى هذه المناقشة أهمية خاصة ربما لم يلتفت إليها الأعضاء عند طرح المبادرة، وأسهم في استعادة مكانة المجلس أو بدء عملية إعادة تأهيل دوره بعد سنوات من التراجع.

وبينت أن مكانة مجلس الأمن شهدت تراجعا خلال السنوات الماضية رغم كونه الجهة الأممية الوحيدة المخوّلة باستخدام القوة لتنفيذ قراراته، وأن هذا التراجع تجسد في عجزه أمام النزاعات الإقليمية المسلحة التي حصدت آلاف الضحايا المدنيين.

وتساءلت الصحيفة عن الجهة التي أعادت للمجلس مكانته بعد سنوات من الجمود، معتبرة أن ترامب هو من أعاد تنشيط دوره رغم أن المجلس معروف بعدائه للاحتلال، واصفة ذلك بأنه استعادة جاءت من "صديق إسرائيل الكبير، ترامب".

وختمت "معاريف" بأن الولايات المتحدة، ومنحا لوزن إضافي لحضور الأمم المتحدة المتجدد رغم ما تعتبره عداء روتينيا للاحتلال، شهدت خطوة موازية تمثلت في عقد ترامب قمة مع ولي العهد السعودي تزامنت مع موافقته على بيع الرياض طائرات مقاتلة متطورة، في مسعى يضع السعودية في موقع قوة إقليمية كانت لسنوات طويلة محفوظة للاحتلال تقريبا بشكل حصري.