ترجمة الحدث
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بات يتوقع، عقب لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، التزامًا أميركيًا واضحًا بأن تُجرى مفاوضات جدية لإقامة دولة فلسطينية، وأن تنتهي خلال خمس سنوات. الحديث الأميركي السعودي عن “مسار واضح” نحو الدولة اعتُبر في إسرائيل مجرد تعهد غير ملزم، لكن اشتراط الرياض ضمانة أميركية يجعل الرؤية السعودية أقرب إلى طرح سياسي ملموس.
وتشير الصحيفة إلى أن ابن سلمان أوضح خلال محادثات لاحقة في واشنطن أن القوة الدولية المقترح نشرها في غزة لن تضم أي جنود من دول عربية أو إسلامية، معللًا ذلك بأن “الجنود المسلمين لن يقاتلوا حماس ولن ينزعوا سلاحها”. هذا التصريح، من وجهة نظر الصحيفة، يعكس تصورًا سعوديًا جديدًا لدور المنطقة في ترتيبات ما بعد الحرب. وترى يديعوت أن زيارة “الانتصار” التي قام بها ابن سلمان لواشنطن تشكل تحولًا تاريخيًا لسعودية ما بعد رؤية 2030، وكذلك في معادلة النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.
فطموحات ولي العهد، كما تورد الصحيفة، تمتد إلى إعادة رسم موقع بلاده، والعلاقة مع إسرائيل، والتوازنات الإقليمية بأكملها. وخلال اللقاء الذي جمع الزعمين قبل يومين، تطرق الحوار إلى استعداد ترامب لبيع مقاتلات F-35 المتقدمة للمملكة، وإلى المفاوضات المتواصلة بشأن انضمام الرياض إلى “اتفاقيات أبراهام” وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ويستعيد ترامب، في حديثه داخل المكتب البيضاوي، طبيعة علاقته الممتدة مع ولي العهد، مشيدًا بـ”عمله المذهل في ملف حقوق الإنسان”.
أما ابن سلمان، فبادل الإطراء بإشادة بدور ترامب في “السلام العالمي”، معلنًا ارتفاع حجم الاستثمارات السعودية المتوقعة في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار. وفي السياق ذاته، أكد ترامب أن السعودية ستحصل على طائرات F-35 بالنموذج ذاته الذي تمتلكه إسرائيل، واصفًا المملكة بأنها “حليف رائع، مثل إسرائيل”. لكن الصفقة، وفق الصحيفة، تثير قلقًا عميقًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كونها قد تنهي التفوق الجوي النوعي للاحتلال في سماء الشرق الأوسط.
وتضيف يديعوت أن ولي العهد وصل واشنطن أيضًا لإغلاق ملف الضمانات الأمنية مع الولايات المتحدة، حيث أعلن ترامب التوصل إلى اتفاق دفاعي مع الرياض، فيما كشف البيت الأبيض لاحقًا أنه صادق كذلك على بيع نحو 300 دبابة أميركية للمملكة. أما في ما يتعلق بالانضمام المحتمل لاتفاقيات أبراهام، فأكد ابن سلمان أن بلاده ترغب في ذلك، لكنها تريد “ضمان مسار لإقامة دولة فلسطينية”، وتمسك بمبدأ حل الدولتين لتحقيق “سلام لإسرائيل والفلسطينيين”.
وتربط الصحيفة بين هذه التطورات وبين قرار مجلس الأمن الذي صوّت قبل 24 ساعة من لقاء الرجلين لصالح المقترح الأميركي الذي يتبنى خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، ويتضمن “مسارًا نحو دولة فلسطينية”. القرار صُوّت عليه بأغلبية 13 دولة، وامتناع روسيا والصين، واعتمد تحت رقم 2803، ما يمنح الطرح الأميركي ثقلاً دوليًا إضافيًا في لحظة تتشكل فيها معادلات جديدة
