الأحد  23 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

توتر أمريكي‑جنوب إفريقي بعد إقرار بيان قمة العشرين

2025-11-23 04:35:16 AM
توتر أمريكي‑جنوب إفريقي بعد إقرار بيان قمة العشرين
قادة وممثلو مجموعة العشرين

الحدث العربي والدولي

اعتمد قادة مجموعة العشرين، السبت، إعلانا يتناول أزمة المناخ وعددا من التحديات العالمية، رغم اعتراضات الولايات المتحدة، ما دفع البيت الأبيض إلى اتهام جنوب إفريقيا باستغلال رئاستها للقمة هذا العام. وقال فنسنت ماجوينيا، المتحدث باسم رئاسة جنوب إفريقيا، إن البيان صيغ دون مساهمة من الولايات المتحدة و"لا يمكن إعادة التفاوض عليه"، في ظل قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاطعة القمة.

وأضاف ماجوينيا أن بلاده عملت طوال العام للوصول إلى هذا التبني، مشيرا إلى نشاط مكثف خلال الأسبوع الأخير. وبعد ساعات، اتهم البيت الأبيض الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا بأنه "يرفض تسهيل انتقال سلس لرئاسة مجموعة العشرين"، بعد أن أعلن في البداية أنه سيسلم الرئاسة إلى "كرسي فارغ" بسبب المقاطعة الأميركية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي إن سعي جنوب إفريقيا لتمرير البيان الختامي رغم "الاعتراضات الأميركية المستمرة والقوية" يؤكد استخدامها الرئاسة "كسلاح لتقويض المبادئ التأسيسية للمجموعة". وأضافت أن الرئيس ترامب يتطلع إلى "إعادة الشرعية" إلى مجموعة العشرين عندما تستضيفها الولايات المتحدة عام 2026.

ورغم إعلان رامافوزا وجود "إجماع ساحق" على البيان، انسحبت الأرجنتين برئاسة خافيير ميلي، الحليف لترامب قبل اعتماد النص، وفق مسؤولين من جنوب إفريقيا. وطنّب وزير خارجية الأرجنتين بابلو كويرنو بأن بلاده، رغم عدم تأييدها البيان، "لا تزال ملتزمة بروح التعاون" داخل المجموعة، مبديا قلقا من طريقة تناول الوثيقة للقضايا الجيوسياسية، وخاصة الصراع في الشرق الأوسط، الذي أشارت إليه مرة واحدة فقط بالدعوة إلى سلام عادل وشامل ودائم في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقال المتحدث باسم رئاسة جنوب إفريقيا إن الأرجنتين شاركت بفعالية في المداولات لكنها غابت عن الجلسة الختامية للمصادقة على البيان، معتبرا أن هناك قدرا كافيا من الإجماع لاعتماده. من جهته، قال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن "التقاليد الراسخة" للمجموعة ترتكز على التوافق الكامل، معتبرا محاولة جنوب إفريقيا إصدار البيان الختامي "أمرا مخزيا".

وتضمن البيان لغة انتقدتها إدارة ترامب سابقا، إذ شدد على خطورة تغير المناخ والحاجة إلى التكيف معه، وأشاد بالأهداف الطموحة لتعزيز الطاقة المتجددة، كما أشار إلى المستويات المرتفعة للديون في الدول الفقيرة. وقد اعتبر البعض أن ذكر تغير المناخ يمثل "استخفافا" بالرئيس الأميركي، الذي يشكك في أن الاحتباس الحراري ناجم عن الأنشطة البشرية.

وقال وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا إن قادة مجموعة العشرين سيواصلون اتخاذ "إجراءات حاسمة" رغم غياب الرئيس الأميركي. وفي كلمته الافتتاحية، أكد رامافوزا ضرورة حماية قيمة وتأثير أول رئاسة إفريقية للمجموعة، في تناقض واضح مع موقفه المتحفظ خلال زيارته للبيت الأبيض في مايو، حين استمع لترامب وهو يكرر مزاعم حول "إبادة جماعية" للمزارعين البيض في جنوب إفريقيا.

وكان ترامب قد أعلن أن المسؤولين الأميركيين لن يحضروا القمة بدعوى اضطهاد حكومة جنوب إفريقيا للأقلية البيضاء. وعُقدت القمة وسط توترات متصاعدة بشأن حرب روسيا في أوكرانيا وخلافات المناخ خلال مفاوضات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) في البرازيل.

وقالت ماكي كوباياشي، سكرتيرة الشؤون العامة في مجلس الوزراء الياباني، إن تنوع المجموعة يمثل تحديا لكنه يؤكد أهمية إيجاد أرضية مشتركة. فيما حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصف الناتو سابقا بأنه "ميت دماغيا" من اقتراب نهاية مجموعة العشرين.

وأكد لامولا لهيئة SABC أن القمة "لا تتعلق بالولايات المتحدة"، مشددا على أن جميع الدول أعضاء متساوون، وأن الحاضرين اتخذوا القرار الذي يرونه مناسبا لمسار العالم. وجددت رئاسة جنوب إفريقيا رفضها عرض واشنطن إرسال قائم بالأعمال الأميركي لتسليم رئاسة المجموعة، معتبرة ذلك "خرقا للبروتوكول".

وقال المتحدث باسم الرئاسة إن رامافوزا لن يسلم رئاسة المجموعة لـ"مسؤول صغير في السفارة"، بينما أشار وزير خارجية جنوب إفريقيا لاحقا إلى أن بلاده ستوفد دبلوماسيا مماثلا في الرتبة لتسليم الرئاسة للولايات المتحدة.