الحدث العربي والدولي
أُصيب ستة من جنود الاحتلال، ثلاثة منهم بجروح خطيرة، خلال اشتباك مسلّح ليلًا في قرية بيت جن السورية، أثناء عملية اقتحام نفذتها قوة إسرائيلية في عمق المنطقة الحدودية شمال الجولان المحتل.
وتشير التفاصيل الأولية التي نشرتها إذاعة جيش الاحتلال إلى أنّ القوة تعرضت لكمين محكم، بعدما تمركزت مجموعة مسلحة على سطح مبنى قريب من نقطة الاعتقال، على مسافة لا تتجاوز عشرات الأمتار، لتفتح النار مباشرة على الجنود.
وبعد خروج الجنود من مركبة الهامر، جرى الاشتباك من مسافة شبه صفرية، ما دفع جيش الاحتلال إلى الامتناع في اللحظات الأولى عن استخدام المروحيات والطائرات خشية إصابة قواته المنتشرة على الأرض.
في المقابل، أعلنت وسائل الإعلام السورية أن الغارات الإسرائيلية اللاحقة على القرية أدت إلى استشهاد عشرة أشخاص، وتزامنت هذه الأنباء مع تأكيدات إسرائيلية بأن سلاح الجو نفّذ سلسلة ضربات كثيفة بعد انسحاب القوة البرية وابتعادها عن موقع الاشتباك.
وتقول المصادر العسكرية الإسرائيلية إن الدخول إلى بيت جن ليس جديدًا، لكنه يحمل دائمًا “مخاطر مرتفعة”، بالنظر إلى ما ادعاء جيش الاحتلال وجود بنية مسلحة نشطة مرتبطة بفصائل تقاتل إلى جانب حزب الله وفصائل فلسطينية في الجنوب السوري.
وتشير هذه المصادر إلى أن العملية الأخيرة جرى التخطيط لها على مدار شهر كامل، وأنها تُعدّ أول دخول كبير للقرية منذ خمسة أشهر، حين أعلن جيش الاحتلال اعتقال خلية قيل إنها تابعة لحماس.
وتفيد الرواية الإسرائيلية بأن العملية بدأت عند الساعة 2:52 فجرًا، عندما دخلت قوة احتياط من لواء المظليين (اللواء 55) لاعتقال شقيقين تنسبهما مخابرات الاحتلال إلى “الجماعة الإسلامية” المرتبطة بالإخوان المسلمين وحماس، والتي تتخذ من لبنان قاعدة مركزية لها. وبحسب مصادر الاحتلال، فإن الشقيقين أطلقا في السنوات الماضية صواريخ نحو مواقع إسرائيلية وزرعا عبوات ناسفة، وإن القوة اعتقلتهما من منزلهما.
لكن مع خروج الجنود من المنزل، تعرّض أحد الهامرات لنيران مباشرة من مجموعة من المقاومين في محيط القرية. وردت القوة بإطلاق النار، فيما تولت المروحيات والطائرات المسيّرة توفير غطاء جوي قبل أن تدخل الطائرات الحربية على خط الاشتباك، مستهدفة “مواقع معدّة مسبقًا” داخل القرية. ووفق الرواية الإسرائيلية، فقد جرى “تحييد” عدد من المقاومين المشاركين في الهجوم على القوة.
وتبين لاحقًا أن مركبة الهامر التي تعرضت للنيران تعطلت داخل القرية، واضطر الجنود إلى تركها أثناء انسحابهم، قبل أن تُنقل الإصابات بواسطة مروحيات عسكرية. وبعد إتمام الإخلاء، دمّر سلاح جو الاحتلال المركبة بصاروخ جو–أرض “لمنع وقوعها في يد جهات معادية”، بحسب البيان الإسرائيلي.
وتقع قرية بيت جن على بعد نحو سبعة كيلومترات من خط وقف إطلاق النار، مقابل مجدل شمس في الجولان المحتل، وهي من المناطق التي كثّف جيش الاحتلال عملياته فيها خلال العام الأخير، في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية.
