الخميس  04 كانون الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماكرون يلتقي شي وسط تصاعد التوترات التجارية الأوروبية-الصينية

2025-12-04 06:40:32 AM
ماكرون يلتقي شي وسط تصاعد التوترات التجارية الأوروبية-الصينية
الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون

الحدث العربي والدولي

التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، الخميس، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بكين، في رابع زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إلى الصين، وذلك في وقت تسعى فيه أوروبا إلى الموازنة بين التهديدات الاقتصادية والأمنية من بكين وبين اعتمادها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسط اضطرابات تجارية عالمية متصاعدة. وحظي ماكرون باستقبال رسمي كبير شمل مراسم رسمية واستعراضا لحرس الشرف، قبل أن تبدأ المباحثات بين الجانبين.

وخلال اللقاء، أكد شي أن الصين مستعدة للعمل مع فرنسا لمنع أي تدخل، وجعل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين أكثر استقرارا، مشيرا إلى أن بكين وباريس ستعملان على تعزيز الحوكمة الدولية. كما أعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستقدم 100 مليون دولار لإعادة بناء قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إن بلاده ترحب بالتعاون مع الصين في جميع المجالات، خصوصا ما يتعلق بالأزمات الدولية، مؤكدا أن لدى فرنسا مسؤولية خاصة لضمان الاستقرار وتحقيق سلام دائم في أوكرانيا، إضافة إلى دعم باريس لحل الدولتين واستمرارها في العمل لإيجاد حلول منصفة في الشرق الأوسط.

وبدأ ماكرون زيارته بجولة في المدينة المحرّمة الأربعاء، على أن يلتقي شي مرة أخرى خلال زيارته لمدينة تشنغدو في مقاطعة سيشوان يوم الجمعة. ووفق "بلومبرغ"، يضع ماكرون في مقدمة أولوياته معالجة ما يعتبره "اختلالات التجارة العالمية"، إذ بلغ العجز التجاري لفرنسا مع الصين نحو 47 مليار يورو (55 مليار دولار) في عام 2024، فيما تأمل باريس جذب مزيد من الاستثمارات الصينية في قطاعات الطيران والسلع الفاخرة.

وسعى ماكرون سابقا إلى تشكيل موقف أوروبي موحد تجاه الصين دون استفزاز بكين، وهي معادلة صعبة وفق محللين. وقال نواه باركين من مجموعة روديوم لرويترز إن على ماكرون أن يوضح للصين أن أوروبا سترد على التهديدات الاقتصادية والأمنية، مع تجنب انزلاق العلاقات إلى حرب تجارية أو أزمة دبلوماسية.

وتأتي الزيارة بعد زيارة شابتها التوتر لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تموز، والتي قالت خلالها إن العلاقات الأوروبية–الصينية في "نقطة انعطاف". كما يستعد كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس لزيارة الصين مطلع العام المقبل.

ويتزايد الاحتكاك التجاري بين الصين وأوروبا نتيجة تدفق السلع الصينية منخفضة التكلفة، خاصة في قطاع الصلب، إضافة إلى القلق الأوروبي من التفوق التكنولوجي الصيني في السيارات الكهربائية وسيطرتها على معالجة العناصر الأرضية النادرة، ما يهدد سلاسل الإمداد الصناعية الأوروبية.

ومع تصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية، تسعى بكين لتقديم نفسها كشريك تجاري لأوروبا، رغم المخاوف الأوروبية بشأن دعم الصين لروسيا ونموذجها الصناعي القائم على الدعم الحكومي. ويعتزم ماكرون الضغط لإعادة التوازن التجاري وتشجيع الصين على تعزيز الاستهلاك المحلي، إضافة إلى "تقاسم مكاسب الابتكار" بما يتيح وصولا أوسع للتكنولوجيا الصينية.

ومن المتوقع أن يكشف الاتحاد الأوروبي قريبا عن آلية جديدة للأمن الاقتصادي تمنحه أدوات أكثر تشددا في التعامل مع بكين. وقد دعمت فرنسا رفع الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية.

وفي قطاع الطيران، ذكرت مصادر أن شركة إيرباص، رغم افتتاح خط تجميع جديد في الصين، لن تتمكن على الأرجح من إبرام طلبية كبيرة تصل إلى 500 طائرة خلال زيارة ماكرون، وهي صفقات تمنح بكين نفوذا في مواجهة واشنطن التي تضغط لزيادة مشتريات الطائرات من بوينغ.