تقدم بمحادثات فلوريدا بين أميركا وأوكرانيا نحو ترتيبات أمنية

الحدث العربي والدولي

اتفق الوفدان الأميركي والأوكراني خلال محادثاتهما في ولاية فلوريدا، الخميس والجمعة، على إطار لـ"ترتيبات أمنية" وناقشا القدرات الرادعة اللازمة لتحقيق سلام دائم مع روسيا، وفق بيان للمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، الذي وصف الاجتماعات بأنها "بنّاءة" وتمثل تقدما نحو مسار موثوق للحل. ومن المقرر أن تستأنف المحادثات السبت.

وأوضح البيان أن ويتكوف وجاريد كوشنر عقدا اجتماعات مع أمين مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني رستم عمروف ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أندريه هناتوف، حيث أكد الجانب الأوكراني أن الأولوية هي التوصل إلى تسوية تضمن السيادة والاستقلال وتؤسس لمستقبل ديمقراطي مستقر. وناقشت الأطراف نتائج اللقاء الأخير بين الجانب الأميركي وروسيا، والخطوات التي قد تساهم في إنهاء الحرب.

وأشار ويتكوف إلى أن الطرفين استعرضا أجندة "الازدهار المستقبلي"، بما يشمل إعادة إعمار أوكرانيا والمبادرات الاقتصادية المشتركة، مشددا على أن أي تقدم يتطلب استعدادا روسيا واضحا لخفض التصعيد ووقف القتل.

وتستهدف المحادثات حسم أربع قضايا محورية: السيادة والأراضي المتنازع عليها، التعاون الاقتصادي، والأمن الأوروبي الأوسع. وقدم ويتكوف وكوشنر للأوكرانيين إحاطة حول اجتماعهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طارحين أفكارا جديدة لسد الفجوات. ونقلت "رويترز" و"أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وصفهم المحادثات بأنها "إيجابية" و"مثمرة".

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن وفده يسعى لمعرفة تفاصيل ما طُرح في الكرملين، متهما بوتين بالمماطلة بينما تواصل القوات الروسية ضغطها الميداني. وأكد أن بلاده تريد معرفة "الحجج الجديدة" التي يقدمها بوتين لإطالة أمد الحرب.

وفي موسكو، اعتبر يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين، أن كوشنر قادر على لعب "دور مهم" في إنهاء الحرب، مضيفا أن أي مخطط للتسوية قد يحمل "بصمته". وجاءت تصريحاته في ظل مساع روسية لإثارة التوتر بين واشنطن وأوكرانيا وأوروبا. وكان بوتين قد وصف محادثاته الأخيرة مع الوفد الأميركي بأنها "ضرورية" رغم رفضه بعض المقترحات.

أوروبيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها بحثت مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس دعم أوكرانيا والأصول الروسية المجمدة، مؤكدة أن الوقت عنصر حاسم في ظل الظروف الجيوسياسية، وأن التوصل لتوافق سيتم بحثه في قمة 18 كانون الأول.

ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على كراسنوارميسك في دونيتسك وفولتشانسك في خاركيف، فيما قال الجيش الأوكراني إنه نفذ ضربات بعيدة المدى استهدفت منشآت في سيزران وميناء تيمريوك.

ومنذ شباط 2022، تدور الحرب بعد إرسال روسيا قوات واسعة إلى أوكرانيا عقب ثماني سنوات من القتال في دونباس، بينما تواصل موسكو التأكيد في المفاوضات على رغبتها في السيطرة الكاملة على المنطقة، مطالِبة واشنطن بالاعتراف بذلك بشكل غير رسمي.