السبت  06 كانون الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نداء شعبي لبناني يرفض التطبيع مع الاحتلال

2025-12-06 04:03:08 AM
نداء شعبي لبناني يرفض التطبيع مع الاحتلال
لبنان

الحدث العربي والدولي

أصدر عدد من الناشطين اللبنانيين وحملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان، نداء شعبيا يدعو المواطنين إلى "رفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي والحفاظ على سيادة البلاد".

وجاء في البيان أن الإعلان عن مشاركة السفير السابق سيمون كرم في اجتماع اللجنة التقنية العسكرية اللبنانية المسماة "ميكانيزم" مع مسؤول إسرائيلي بارز، "خطوة تمثل سابقة لم تحصل منذ عقود، وقد تشكل مدخلا لاتفاقيات تطبيع محتملة على حساب السيادة الوطنية".

وأشار البيان إلى أن "لبنان يذهب إلى طاولة المفاوضات لمطالبة الاحتلال بوقف الاعتداءات، وسحب قواتها، وإطلاق الأسرى، بينما يفرض مكتب رئيس وزراء العدو شروطا بشأن نزع السلاح، مستمرا في اعتداءاته اليومية وخروقاته العسكرية، مما يجعل التنازلات اللبنانية خطوة محفوفة بالمخاطر".

وشدد البيان على أن "هذه المفاوضات تتم دون تفويض شعبي، وأن التنازل عن سلاح المقاومة يعرض لبنان لمخاطر جديدة ويضعه تحت ضغط أمريكي وإسرائيلي. كما حذر من أن هذه الخطوة قد تساهم في تنفيذ مشاريع اقتصادية واستراتيجية على الحدود اللبنانية، متجاوزة تضحيات آلاف الشهداء".

ودعا البيان جميع القوى الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية في لبنان إلى التصدي لهذه الخطوة، والتمسك بحق المقاومة المسلحة كوسيلة لحماية السيادة، والعمل على إسقاط المشاريع الإسرائيلية ورفض كل أشكال التطبيع.

وأختتم البيان بدعوة اللبنانيين إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الهجمة الإسرائيلية والإمبريالية على المنطقة، والتمسك بحقهم في حماية وطنهم وسيادتهم الوطنية والشعبية.

وفيما نص البيان كما ورد

إلى أبناءِ شعبِنا الأحرار،
ما كنّا نخشاهُ يوشكُ أنْ يقَع، فكونوا حماةَ لبنان واكتبوا على صفحاتِ التاريخِ كلمةَ الرفضِ: لا.
لا للاستسلامِ، لا للتطبيعِ، لا للزمنِ الإسرائيليّ في لبنان. لبنانُ الّذي دحَرَ الاحتلالَ ذاتَ أيّار، لن يستسلمَ عندّ أوّلِ انكسار.

لم يفاجِئنا الإعلانُ عن مشاركةِ السّفير السّابق سيمون كرم في اجتماعِ اللجنةِ التقنيّة العسكريّة للبنان، المسمّاة "ميكانيزم" صباحَ الأربعاء في 3 ك1/ديسمير الجاري، بوصفِه مدنيًّا، في حضورِ طرفٍ "مدني" إسرائيليّ هو المديرُ الأعلى للسياسةِ الخارجيّةِ في مجلسِ الأمنِ القوميّ الاسرائيليّ. رضخَ لبنانُ للمطلبِ الأمريكيّ، باسمِ السيادةِ والمصلحةِ الوطنيّة العُليا، فكانَ هذا الاجتماعُ سابقةً لم تحصل منذ عقود، وليسَ مستبعدًا أن يكونَ مرسومًا لها تكبيلُ لبنان باتّفاقيّات التّطبيع.

يقولُ ممثلو لبنان إنّهم يجلسونَ إلى طاولةِ المفاوضاتِ للمطالبةِ بوقفِ الاعتداءاتِ، وتحقيقِ الانسحابِ الإسرائيليِّ، وإطلاقِ الأسرى، فيجيبُ مكتبُ رئيسِ وزراءِ العدوِّ أنَّ نزعَ السلاحِ إلزاميٌّ، بغضِّ النَّظرِ عن تعزيزِ التّعاونِ الاقتصاديِّ، وتستمرُّ الاعتداءاتُ اليوميّةُ، والخروقاتُ، والضّرباتُ الإجراميّة، كأنَّ شيئًا لم يكن. عدوّنا، في نشوةِ تفوّقه العسكريِّ، والدَّركِ الأسفلِ من الإجرام، لا يريدُ أنْ يقدّم شيئًا، وهوَ الذي لا يفهمُ إلّا لغةَ القوّة، فقدّموا لهُ تنازلًا في نقطةٍ، كي ينتقلَ للّتي تليها، يا أصحابَ السيّادة والمصلحةِ العُليا، والقضايَا الكبرى. امضوا في تنازلكُم للعدّو الذي أبادَ، واحتلّ، ودمَّرَ، وهجَّرَ، واستوطَنَ، دونَ أيِّ رادعٍ قانونيٍّ أو إنسانيٍّ، وساعدوُه على نزعِ السّلاحِ الذي ما يزالُ يحسبُ لهُ كلّ حسابٍ، هنيئًا لكم.

لماذا يجلسون إلى طاولةِ المفاوضاتِ؟ كي يبعثَ السّفيرُ كرم برسائلِ التّطمينِ للجانبِ الإسرائيليّ أنَّه حريصٌ مثلُهم وربّما أكثر على نزعِ سلاحِ حزبِ الله؟ أم تناغمًا مع المطلبِ الأمريكيّ بإنشاءِ منطقةٍ اقتصاديّةٍ على الحدود، على ترابِ آلافِ الشّهداءِ الّذين لم تجفَّ دماؤُهم بعد؟ أم ربطًا بمشاريعَ استعماريّةٍ جديدةٍ، تتخطّى حدودَ لبنان؟ أم فقط لإسكاتِ الأمريكيّ، وكسبِ بعضِ الوقتِ بين تنازلَين؟

يذهبونَ إلى طاولةِ المفاوضاتِ دون تفويضٍ شعبيٍّ، وما الّذي يملكونَ من أوراقِ التفاوضِ؟ يملكونَ الوسيط َالأمريكيَّ المنحازَ كليًّا للعدوِّ؟ ويملكونَ التنازلَ تلوَ التنازلِ؟ وهوسَهُم بنزعِ السّلاحِ، وإسقاطِه حتى كورقةٍ تفاوضيّة قويّة؟ ثم ما هو سقف التفاوض، وما هي أهدافه، كي نحكم عليه بالنجاح أو الفشل؟

يهرولونَ للتّفاوضِ، ولكن ألا يتّعظون؟ أليسَ هو العدوُّ عينُه الذي لم يلتزِم باتّفاقِ وقفِ إطلاقِ النار؟ أليس هو العدوّ الّذي ألغَى اتفاقيّة الهدنةِ من طرفٍ واحدٍ منذ عقود؟ والذي استغلَّ وما يزالُ، تبدّلَ الأحوالِ في سوريا، كي يقصفَ ويتوغَّلَ ويحتَلَّ، رغم استعدادِ الحكمِ السوريّ الجديدِ للتفاوضِ، وانخراطِه في بعضِ جولاتِها؟

هذه الخطوةُ المشؤومةُ، تضعُنَا جميعًا أمام مسؤوليّاتِنا التّاريخيّةِ: كيفَ يتفقُ الرؤساءُ الثلاثةُ على مثلِ هذا الرضوخِ؟ وما موقفُ القوى الوطنيّةِ، والقوميّةِ، والإسلاميّةِ، واليساريّةِ؟ كلُّنَا أمامَ الامتحانِ الأصعبِ منذ عقودٍ، فليكن المسؤولون على قدر مسؤولياتهم، أمّا شعبُنا فطالَما عرَف أن يكونَ على قدرِها.

دفاعًا عن سيادتنا الوطنيّةِ والشعبيّة، نحن الموقعينَ أدناه، ندينُ هذه الخطوة التنازليّة، كما ندعو كلَّ الأحرارِ في لبنان من القوى الوطنيّة والشعبيّة إلى التمسّك بالمقاومةِ المسلّحةِ كحقّ وممارسة، والعملِ معًا وكُلاًّ من موقعه على إسقاطِ المشاريعِ الإسرائيليّة في لبنان بما فيها رفض كلّ أشكال التطبيع، وعلى مواجهةِ الهجمةِ الصهيونيّة والإمبرياليّة على منطقتنا.

حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان
بيروت في 5 ك1/ديسمبر 2025