الحدث العربي والدولي
تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية عن معركة بين دولة الاحتلال وقطر للسيطرة على ما وصفته بـ"قلوب وعقول الأمريكيين، بما في ذلك المشرعين والشخصيات المحيطة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، والأصوات المؤثرة في الإعلام والمجتمع الأميركي".
وقالت الصحيفة إن صراعا رئيسيا قصير الأمد يتشكل، من شأنه تحديد مستقبل مكانة دولة الاحتلال في واشنطن. وأشارت إلى أنه خلال الأسابيع الماضية تبادلت تل أبيب والدوحة الاتهامات بشن حملات تأثير "غير أخلاقية وغير قانونية"، مستشهدين بالقوانين الأميركية الخاصة بالتأثير الأجنبي، ومتهمين بعضهما البعض باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم رحلات للمشرعين والمؤثرين، إضافة إلى الضغط التقليدي، بما يتعارض مع "مصالح الأميركيين العاديين".
وأضافت الصحيفة أنه رغم افتقار قطر إلى منظمة ضغط قوية على شاكلة لجنة "إيباك"، فإنها حققت اختراقات مهمة لزيادة نفوذها، مشيرة إلى أن منتدى الدوحة الأخير مثال بارز على ذلك، بعدما اكتسب أهمية إضافية هذا العام بحضور شخصيات مثل تاكر كارلسون ودونالد ترامب الابن، إلى جانب قيادات من الصناعة والفكر العالمي.
وأوضحت أن قطر لا تعتمد فقط على نفوذ الجمهوريين رغم علاقاتها الوثيقة بمسؤولين بارزين في إدارة ترامب وتركيزها الأخير على المشرعين الجمهوريين، إذ يُظهر حضور هيلاري كلينتون لمنتدى الدوحة، إلى جانب جهود إدارة بايدن لتعزيز العلاقات الأميركية ـ القطرية، أن الدوحة تسعى لتجاوز دولة الاحتلال كشريك إقليمي رئيسي لواشنطن، بما يتجاوز اللحظة الراهنة.
وأشارت "هآرتس" إلى أن اللحظة الحالية تمثل فرصة قصيرة الأمد قد تغير الوضع القائم بطرق مؤثرة على الأجيال المقبلة، لافتة إلى أن انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 ستحظى بمتابعة دقيقة من الاحتلال وقطر، بدءا من الانتخابات التمهيدية وصولا إلى الانتخابات العامة في نوفمبر، والتي ستحدد هوية المسيطر على الكونغرس. وترى الصحيفة أن العلاقات مع الولايات المتحدة تحدث بالفعل تصدعات قد تؤثر على الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في 2028.
وضربت مثالا بالسيناتور تيد كروز الذي عزز موقعه في دائرة ترامب، مبتعدا عن شخصيات مؤثرة في الحزب الجمهوري ترتبط بقطر مثل تاكر كارلسون. وأضافت أن كروز يخطط لاستخدام كارلسون الذي قال إنه ينوي شراء منزل في الدوحة لتكريس تمايزه عن منافسيه المحتملين في انتخابات 2028 التمهيدية، جيه دي فانس وماركو روبيو.
ورجحت الصحيفة أن تؤثر جهود قطر لنقل المؤشر بعيدًا عن العلاقة الأميركية التقليدية "غير القابلة للكسر" مع الاحتلال في استراتيجية الأمن القومي لإدارة ترامب لعام 2025، التي نُشرت نهاية الأسبوع.
وقالت "هآرتس" إن عصر هيمنة الشرق الأوسط على السياسة الخارجية الأميركية قد ولى، ليس لانعدام أهميته، بل لأنه لم يعد مصدرا دائما للأزمات أو التهديدات الوشيكة، بل أصبح ينظر إليه كمجال للشراكة والاستثمار، وهو توجّه ترى الصحيفة أنه ينبغي الترحيب به.
وختمت الصحيفة بأن على مراكز القرار في القدس فهم أن ترامب يعتزم إعادة النظر جذريا في مكانة الاحتلال الإقليمية، وهو ما يتضح، بحسبها، في صفقاته الاستثمارية مع قطر وخطط مبيعات الأسلحة للسعودية.
وبينما يسعى الاحتلال للحفاظ على موقعه التقليدي في واشنطن، تعمل قطر بجهود مالية ودبلوماسية وعبر شبكات نفوذ قديمة وجديدة على تجاوز الاحتلال كأهم حليف استراتيجي لواشنطن في الشرق الأوسط.
