الحدث العربي والدولي
أفادت مصادر مطلعة، من بينها دبلوماسي غربي، لصحيفة "هآرتس" العبرية، بأن إيطاليا تعهدت للولايات المتحدة بإرسال قوات للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني قد أعلن، بعد أيام من دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، أن بلاده ستشارك في قوة الاستقرار. غير أن المصادر أكدت أن هذا الإعلان تحوّل الآن إلى التزام فعلي، يشمل تحديد عدد الجنود الذين يمكن لإيطاليا توفيرهم لهذه المهمة، مشيرة إلى أنها الدولة الوحيدة حتى الآن التي قدمت تعهدا ملموسا من هذا النوع.
وسبق أن أعلنت دول أخرى نيتها المشاركة في قوة حفظ الاستقرار، من بينها إندونيسيا، التي صرح رئيسها برابوو سوبيانتو بذلك من على منصة الأمم المتحدة في أيلول، إضافة إلى تركيا، التي عبر كبار مسؤوليها، بمن فيهم وزير الخارجية هاكان فيدان، عن هذا التوجه مرارا. إلا أن وزير الدفاع الإندونيسي سيفري سيمسودين أوضح الشهر الماضي أن بلاده دربت جنودا لمهام إنسانية وبنائية وطبية في غزة، من دون الإشارة إلى مشاركتهم في مهام أمنية.
وأضافت "هآرتس" أن الاحتلال يعارض، رغم التصريحات التركية المتكررة، نشر قوات تركية في غزة، في حين لا يزال الموقف الأميركي غير واضح. فقد قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، خلال زيارته للأراضي المحتلة في تشرين الأول، إن واشنطن لن تقرر نيابة عن "إسرائيل" نوع القوات التي ستُنشر في القطاع، لكنه أشار إلى أن تركيا قد تلعب دورا بناء.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدران أميركيان لوكالة "رويترز" بإمكانية نشر قوات دولية في قطاع غزة في وقت مبكر من الشهر المقبل. غير أن مسألة نزع سلاح حماس لا تزال غير محسومة، سواء من حيث الكيفية أو من حيث قبول الحركة بذلك أصلا، وهو شرط تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه قبل الانتقال رسميا إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما ذكرت مصادر رسمية أن القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) تعتزم عقد مؤتمر في الدوحة يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة خطة إنشاء قوة حفظ السلام، بمشاركة ممثلين رسميين عن أكثر من 25 دولة. وسيبحث المؤتمر هيكل القيادة والجوانب التنظيمية الأخرى، مع تداول إمكانية تولي جنرال أميركي رفيع قيادة القوة. في المقابل، رفض مصدر أمني أميركي رسمي تأكيد انعقاد المؤتمر لصحيفة "هآرتس".
وبحسب الصحيفة، كان الافتراض السائد أن تشكل القوات العربية والإسلامية نواة قوة الاستقرار في غزة لضمان قبولها شعبيا. ويُفترض أن تلعب مصر دورا محوريا في هذه القوة، نظرا لقربها الجغرافي من القطاع وخبرتها العسكرية ومعرفتها بالمنطقة وسكانها. إلا أن مسؤولين مصريين كبارا أبدوا مؤخرا غموضا حيال هذا الدور، مؤكدين ضرورة حصول قوة الاستقرار على دعم فلسطيني واضح.
