الحدث-غزة-محمد مصطفى
عادت القذائف الصاروخية تنطلق من قطاع غزة مجدداً، باتجاه أهداف إسرائيلية محاذية للقطاع، متسببة في إثارة حالة الخوف والقلق بين أواسط سكان القطاع، خشيةً من تسببها في عودة المواجهة مرة أخرى.
ورغم أن مطلقي الصواريخ المذكورة من فصائل صغيرة، إلا أن إسرائيل سارعت بالرد عليها، وقصفت هدفاً خالياً وسط القطاع، الأمر الذي جعل احتمال تجدد المواجهة أمر قائم.
مخاوف مشروعة
المواطن محمد عبد العال، أكد أنه بعد الأهوال التي عاشها سكان غزة بعد العدوان الأخير، بات الجميع يخشى حتى سماع كلمة حرب أو عدوان، ومثل هذه الصواريخ التي تطلق، ومعظمها سقط داخل قطاع غزة، هي غير مرغوب فيها، ولا تصب في مصلحة الفلسطينيين أبدا، ويبدو أن إطلاقها لا يتم بدافع وطني أو بصيغة مقاومة، أكثر منه مجرد مناكفات سياسية.
وبين أنه تابع كغيره من المواطنين هذه الأعمال، وتمنى أن تتوقف، فسكان غزة منهكون، ولا يحتملون قصف وتهجير جديد،ـ ولا يمكن لأي فصيل أو حزب أن يأخذ 1.7 مليون شخص كرهائن، يهدد استقرارهم، وينشر الخوف بينهم.
وأشار عبد العال، إلى أن قرار إطلاق الصواريخ من عدمه يجب أن يخضع لقرار وطني شامل، تشارك فيه كل الفصائل، ويكون وفق مبررات وطنية قوية، ويجب أن لا تبقى هذه المقذوفات في أيدي مراهقين، يهددون بها أمن الناس وقتما شاءوا.
أما المواطن فادي كامل، فأكدت أنه كلما علم بإطلاق صاروخ من غزة سمع طبول الحرب تدق من جديد، فهذه الصواريخ لا تحمل زهور، ومن الممكن أن توقع ضحايا، وبالتالي قد يكون الرد أقوى، ويوقع ضحايا من الطرف الفلسطيني، وندخل في آتون معركة جديدة نحن في غنا عنها.
وشدد كامل على ضرورة وقف هذه الظاهرة، والعمل على سحب الصواريخ من أيدي بعض المستهترين، ممن لا يراعون حالة الناس وظروفهم.
وعلق أحد النشطاء الفلسطينيين على صفحته بعد إطلاق الصواريخ قائلاً: من يطلق صاروخ باهت، يعلم أنه يوقف العمل في عشرات أنفاق المقاومة، وورش تصنيع الصواريخ، وبرامج تدريب آلاف المقاتلين، ويشتت عمل أجهزة الأمن، ويدفع لرفع حالة الطوارئ لدى القيادة العسكرية في الفصائل، وينهك الوحدات العسكرية في المناطق كافة، ويرعب مليوني إنسان، ويزعج آلاف المرضى، في إشارة إلى أن مطلقي الصواريخ ربما يكونوا مشبوهين.
تهديد للأمن
أما الإعلامي والباحث ياسر عبد الغفور، فأكد أنه من الواضح أن عمليات القصف الحالية عبارة عن مناكفة داخلية، ولا علاقة حقيقية لها بالمقاومة مع الاحتلال، وسبق وأن أعلنت الجماعات السلفية بشكل واضح أنها ستطلق صواريخ تجاه أهداف إسرائيلية، رداً على اعتقال الأمن بغزة عناصر لها، على خلفية تورطهم في تفجيرات داخلية.
وأوضح عبد الغفور في جوار مع "الحدث" أن هذه المجموعات وهي قليلة، تعلم أن المتأذي من القصف حركة "حماس"، فالاحتلال يحمل الأخيرة المسؤولية، ويستهدف مواقعها كما حدث أمس، موضحاً أن الجماعات المنحرفة تسعى بشكل عام إلى زعزعة الأمن والاستقرار، لأنه البيئة التي تتفشى فيها.
وقال عبد الغفور: " لا أعتقد أن هذه الصواريخ التي سقط اغلبها على منازل وأراضي فلسطينية لها فائدة، بل لها تداعيات خطيرة، فهي أولاً تخالف إجماع الفصائل على التهدئة، كما أن جراح العدوان الأخير لم تلتئم، وهذا يثير مخاوف المواطنين".
وطالب عبد الغفور بضرورة اتخاذ موقف حازم ضد هذه العناصر التي وصفها بالمنحرفة، لمنعها من العبث، فالاحتلال يستغل هده العمليات لاستهداف "حماس" وإيصال رسائل لها، والمتابع يجد أن قصف الاحتلال كبد المقاومة خسائر فادحة في الاستهدافات الأخيرة، عندما استهدفت بنية المقاومة، وبعض تجهيزاتها لمواجهة أية عدوان المقبل.
ولم يستبعد عبد الغفور تسبب هذه الصواريخ باندلاع مواجهة مفتوحة، خاصة وأن بيئة قطاع غزة متقلبة، واحتمالات التصعيد مفتوحة، فلو استهدفت إحدى الغارات موقعاً وتسببت بوقوع شهداء، هذا سيجبر الفصائل على الرد، وتعود المواجهة.
وكانت الأيام القليلة الماضية شهدت العديد من عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من قبل الجماعات المذكورة، من أماكن متفرقة من قطاع غزة، باتجاه أهداف إسرائيلية.