الحدث-محمد مصطفى
بعد انقطاع استمر نحو 50 يوماً متواصلة، عاد الأسمنت المصري وتدفق إلى قطاع غزة بكميات كبيرة من معبر رفح خلال الأيام الأربعة الماضية، وسط انتظار وترقب من الجميع، وآمال بتوفره في الأسواق بأسعار مقبولة.
فأسواق غزة لازالت متعطشة للأسمنت ومواد البناء الأخرى، بعد أن حرمت منها منذ إغلاق الأنفاق، مع استمرار تقطير إسرائيل إدخاله عبر معبر كرم أبو سالم، وتخصيصه للمتضررين فقط، ممن يحصلون عليه بواسطة كوبون، بناء على آلية معينة.
تجار ينتظرون
ويقول التاجر إسماعيل حجاج، وكان ينقل كمية من الاسمنت المصري عبر دراجة توك توك، إنه حين سمحت مصر بإدخال الاسمنت من المعبر أواخر شهر أيار الماضي، ظن الجميع أننا على أبواب انفراجة جديدة، لكن تدهور الأوضاع في شبه جزيرة سيناء، وإغلاق المعبر أعاد الأمور لنقطة الصفر، واختفى الاسمنت من السوق مجدداً.
ونوه إلى أن الأيام الماضية شهدت حركة نشطة لإدخال الاسمنت، وإذا ما صدقت التوقعات وفتح المعبر ثلاثة أيام أسبوعياً كما يقال، فإن القطاع سيغرق بالاسمنت في غضون أشهر معدودة، وسينتعش قطاع البناء.
ولفت حجاج إلى أنه كغيره من التجار ينتظرون هذه اللحظة، لتزدهر تجارتهم، وينتعش قطاع البناء، وتدور عجلة الحياة المعطلة في قطاع غزة، آملاً أن يعم الهدوء في شبه جزيرة سيناء، وتحل فضية الفلسطينيين المختطفين سريعاً، حتى نصل إلى هذه اللحظة.
أما المواطن سعيد عمران، فأكد أنه ينوي استكمال بناء شقة سكنية في الطابق العلوي من منزله، وكان على وشك شراء الاسمنت مقابل 1700 شيكل للطن الواحد، لكنه قرر تأجيل العملية حين علم بإدخال الاسمنت مجدداً من خلال المعبر.
ونوه إلى أنه ينتظر فتح باب التسجيل عبر وزارة الاقتصاد الوطني في غزة، للحصول على عدة أطنان بالسعر الذي تحدد الوزارة وهو على الأغلب 800 شيكل للطن.
ولفت عمران إلى أنه وفور حصوله على الاسمنت بأسعار معقولة، سيباشر استكمال بناء وتجهيز الشقة، ليزوج نجله البكر، ويدخل الفرحة إلى قلوب العائلة.
وتمنى أن يتمكن كافة من ينتظرون توفر الاسمنت الحصول على حاجتهم من تلك السلعة، وإنشاء مشاريع البناء التي يرغبون فيها.
انتظار وترقب
أما البناء عبد الرحمن شقفة، فأكد أنه ومنذ ثلاث سنوات متوقف عن العمل هو وغيره من البنائين، وفي ظل الظروف الحالية فإن الاسمنت المصري يعتبر فرصتهم الوحيدة لإنعاش قطاع البناء المنهك.
وتوقع شقفة أنه وبمجرد إدخال كميات كافية وتوفر الاسمنت بأسعار معقولة في أسواق، أن تعود عجلة البناء وتدور من جديد، ويعثر هو وغيره من المقاولين والبنائين المتعطلين على فرص عملن تحسن حياتهم، منوها إلى أن قلة العمل أنهكه، وزادت من معاناة أسرته.
وأشار إلى أن توفر الاسمنت سيجعل عجلة الحياة تدور، فالنجار والحداد وصناع النوافذ والمطابخ، وكثير من المهنيين والحرفيين ممن يعتمدون على كيس الاسمنت ستتوفر لهم فرص عمل، وستتحسن أوضاعهم المعيشية، كما أن آلاف العمال سيجدون هم الآخرين فرص عمل لدى البنائين والحرفيين.
يذكر أن قطاع البناء في غزة كان شهد انتعاشة ملحوظة في الفترة ما بين الأعوام 2010 -2013، بعد إدخال كميات كبيرة من مواد البناء عبر الأنفاق، غير أن إغلاق الأخيرة بعد صعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سدة الحكم في مصر، أوقف عجلة البناء، وحال دون تدفق الاسمنت للقطاع من جديد.