الأربعاء  14 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص الحدث| إسرائيل تخسر سوقاً استهلاكياً للغاز ومصر في طريقها نحو الإنتاج

مصر من حليف استراتيجي إلى منافس

2015-08-31 12:37:16 PM
خاص الحدث| إسرائيل تخسر سوقاً استهلاكياً للغاز ومصر في طريقها نحو الإنتاج
صورة ارشيفية
 
الحدث – آيات يغمور
 
يبدو أن اكتشاف مصر حقلا كبيرا للغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، أعطى إسرائيل صفعة على وجهها بعد أن كانت مصر المرشح الوحيد والمضمون لاستيرادٍ ضخم وقريب يوفر على الأولى تكاليف النقل.
 
ويوضح خبير الاقتصاد نصر عبد الكريم أبعاد الاكتشاف الجديد وتأثيره على إسرائيل من نواحٍ اقتصادية وسياسية، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت ترى في مصر بابا تدخل من خلاله في إطار التعاون الإقليمي في ظل ما تعانيه إسرائيل من مقاطعة على الساحة الدولية، كانت تأمل أن تصبح دولة إقليم.
 
وحول العلاقات الاقتصادية المصرية الإسرائيلية، أكد عبد الكريم لـ"الحدث" أنها شهدت في السنتين الأخيرتين تطوراً نوعياً، في حين لم تفلح إسرائيل حتى الآن بأن تتفق مع الجانب الأردني فيما يخص الغاز، كما ألغت السلطة الفلسطينية اتفاق الغاز مع إسرائيل تبعاً لإشكاليات تخص الكهرباء في شمال البلاد.
 
ونوه عبد الكريم إلى حجم الأزمة التي باتت إسرائيل تعاني منها بعد اكتشاف مصر الأخير، مضيفا: "حقل تمار الاحتكاري محدود الإنتاجية والآن بعد أن خسرت إسرائيل أكبر سوق استهلاكي بات على إسرائيل أن تقرر فيما لو ستبدأ باستخراج الغاز من حقل (لفيتان) أم ستكتفي بما ينتجه تمار؟".
 
على الصعيد الخارجي، قال عبد الكريم: "إن التغيرات الأوروبية وتوتر علاقتها مع روسيا، جعلها تبحث عن مصادر جديدة تستورد الغاز منها، ما يجعل إسرائيل تنظر إلى أوروبا كسوق استهلاكي يتطلب منها المزيد من الإنتاج، لكن حقل تمار غير قادر على توفير هذا الحجم من الطلب".
 
ومن المنحى السياسي، يرى عبد الكريم أن إسرائيل بخسارتها لسوق مصر الاستهلاكي فهي تخسر أيضاً الحجة الإيرانية التي كانت تجعل من حقل تمار الاحتكاري والمتفرد عاملاً مساعداً في وقف تصديرات إيران الغازية لمصر نظراً لتوفير تمار لحاجات مصر، الأمر الذي فقد قيمته بعد توصل مصر لاكتشاف حقلها الجديد الذي يتمتع بمساحة كبيرة، على حد وصفه.
 
وفسر عبد الكريم موقف إسرائيل تجاه إيران بوجود هواجز إسرائيلية تخشى اقتحام إيران لأسواق إسرائيل خاصة بعد رفع العقوبات عنها وحصولها على قبول دولي.
 
وبين أن الإشكال الأكبر الذي باتت تعاني منه إسرائيل هو نفاذ حججها القانونية والاقتصادية التي كانت تضعهم أمام الكنيست والمجتمع الإسرائيلي الذي كان يعارض احتكار حقل تمار لإنتاجية الغاز، ويضيف عبد الكريم: "إسرائيل لديها اعتبارات سياسية وأمنية تفضلها على الاعتبارات الاقتصادية فيما يخص الاحتكار، والآن حتى العامل الاقتصادي بدأ يفقد بريقه نتيجة اكتشاف مصر لحقل الغاز الجديد".
 
أما فيما يخص قضية الغاز دولياً، يستبعد خبير الاقتصاد أن يكون لإنتاج مصر تأثيراً ملموساً على حجم العرض والطلب، وأرجع السبب في ذلك كون إنتاجها "محدودا"، ويضيف عبد الكريم: "لا أراهن على إنتاج مصر فقد كانت زمن النظام السابق تنتج كميات هائلة من الغاز وباعته لإسرائيل بأسعار رخيصة".
 
وذكر عبد الكريم سببا آخر يجعل مصر ذات تأثير محدود في الساحة الدولية فيما يخص أسعار الغاز، مشيراً إلى تدخل التوترات السياسية وحرب العملات كعوامل عالمية تحمل تأثيراً أكبر من مصر وإسرائيل، موضحاً: "ذلك لا ينفي أن اكتشاف مصر  لحقل الغاز لن يضعها على مسار جديد في الطاقة، على النقيض فإن الحقل سينعكس على الجهات الخارجية ويغير موازين اتفاقات الطاقة".
 
حول مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية، بات من السهل رؤية التحول الجذري، ويقول عبد الكريم: "من سوق استهلاكي أصبحت مصر وبمساعدة الشركة الإيطالية التي ستخترج لها النفط، دولة منتجة، وبعد أن أعلنت عن نيتها تصدير 75% من إنتاجها فهي وبالتأكيد ستنافس إسرائيل في الحصول على أسواق استهلاكية جديدة".