السبت  11 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بعد تهديده لإسرائيل..."شروق" يهدد صادرات الغاز الأمريكية

2015-09-04 06:50:58 PM
بعد تهديده لإسرائيل...
صورة ارشيفية

#الحدث- واشنطن

 
 
استهلت صحيفة " واشنطن إجزامنر" الأمريكية تقريرها الذي تناولت فيه التداعيات الناجمة عن اكتشاف حقل الغاز الجديد في مصر " شروق" على صادرات الغاز الطبيعي في كل من أمريكا وروسيا وكذلك إسرائيل بالقول إن الغاز المكتشف مؤخرا قد يكون نقمة ونعمة لصادرات الغاز الطبيعي الأمريكية، التي كان يتوقع تعافيها في السنوات القليلة القادمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن  "إيني" عملاقة الطاقة الإيطالية ذكرت في بيان الأحد الماضي أن الحقل العملاق المكتشف على بُعد 190 كيلومترا ( 120 ميل) من السواحل المصرية" قد يصبح واحدا من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم”.
 
وقالت الشركة:" إن الحقل الجديد " سيلعب دورا رئيسيا في سد معدلات الطلب المتنامية على الغاز الطبيعي في مصر بمجرد الانتهاء من تطويره بشكل كامل."
 
وذكرت الشركة التي تعمل بموجب حق امتياز مع مصر عبر الشركة التابعة، أنها تخطط للبدء في ضخ إنتاج الغاز من الحقل وبسرعة، واصفة إياه أيضا بأنه واحد من أكبر الاستكشافات الكبيرة العديدة التي تم الإعلان عنها في شمال إفريقيا.
 
الحقل الجديد نُظر إليه في بادئ الأمر على أنه يمثل أنباء جيدة لأوروبا حيث سيقلل من اعتمادها على واردات الغاز الروسية تدريجيا، ولاسيما مع توتر الأوضاع بين موسكو والغرب على خلفية قيام الأولى بضم شبه جزيرة القرم.
 
وإذا ما ثبت صحة هذا الكلام، ربما يهدد " شروق" أيضا خطط شركات الغاز الطبيعي الأمريكية لتصدير إنتاجها من الغاز إلى أوروبا في سنوات قليلة.
 
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية مُصدرا رئيسيا للغاز في العام 2020. وفي يوليو الماضي، مررت لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار من شأنه أن يسرع عملية الموافقة على منح تراخيص للصادرات.
 
ومن المتوقع أن يتم تقديم مشروع القرار هذا إلى الكونجرس للتصويت عليه في الخريف المقبل.
 
لكن الآمال التي تعلقت بها القارة العجوز بعد اكتشاف " شروق" قد تبددت تدريجيا في الأيام القليلة الماضية بعدما ذكر مسئولون مصريون أن الغاز الذي سيتم إنتاجه منه سيتم تخصيصه بالكامل للاستهلاك المحلي، مضيفين أن مسألة تصدير الغاز من هذا الحقل ليست مطروحة في المستقبل القريب.
 
وقال تيري بروس المحلل في بنك " سوسيتيه جنرال إس إيه" في العاصمة الفرنسية باريس في تصريحات حصرية لشبكة " بلومبرج" الإخبارية الأمريكية:" هذا الحقل ينافس الآن حقول الغاز في كل من قبرص وإسرائيل وموزمبيق وتنزانيا وإيران."
 
وأضاف بروس:" لكن وبما أننا لا نستطيع مواكبة معدلات الطلب المتنامية على الغاز، ولاسيما في أوروبا، وأيضا في ظل نقص الأموال، فإن المشروعات التي ستجد حلولا فاعلة مع المشترين هي التي سُيقدر لها النجاح والاستمرارية.
 
وتظل شركات إنتاج الغاز الأمريكية ملتزمة بدرجة من الهدوء حيال الكشف الجديد في مصر، حيث قال كارلتون كارول الناطق باسم معهد البترول الأمريكي إن أي شيء ستتحدث به الصناعة عن " شروق" الآن لا يعدو كونه توقعات.
 
وأضاف كارول أنه سيترك المجال للمحللين كي يدلوا بدلوهم في هذا الصدد، ويخبرونا بالمسار الذي يتجه إليه السوق.
 
أما إسرائيل فتجتاحها موجة من الغضب بسب قرار القاهرة استخدام الغاز الذي سيتم إنتاجه من الحقل الجديد لسد احتياجاتها المحلية المتنامية. وكانت تل أبيب تراهن على شراء مصر الغاز الطبيعي الذي سيتم إنتاجه من حقلها العملاق " ليفياثان" لتلبية الطلب المحلي المتعطش دائما لتلك السلعة الحيوية.
 
في غضون ذلك، يرى المحللون أن روسيا قد تتضرر هي الأخرى من حقل " شروق" إذا ما سعت مصر إلى الخروج من الاتفاقية التي أبرمتها مع موسكو والتي تقضي باستيراد القاهرة شحنات الغاز الطبيعي المسال من روسيا على مدارة 5 سنوات.
 
وروسيا هي ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم خلف الولايات المتحدة الأمريكية والتي تصدرت سوق الغاز العالمي في السنوات الأخيرة.
 
وكان موقع " أويل برايس" العالمي المعني بأخبار النفط والغاز قد أشار مؤخرا إلى أنه من غير المتوقع أن يشعل الغاز الطبيعي المُنتج من الحقل المصري الجديد سوق الطاقة خلال المستقبل القريب.
 
ولفت كولين تشيلكوت من " أويبل برايس" إلى لتوقعات تشير إلى أنه سيتم البدء في إنتاج الغاز من الحقل بحلول العام 2020، مردفا " لكن، حتى الشحنات القليلة منه... تمثل صداعا في رأس سوريا التي تكافح من أجل المحافظة على المحافظة على و/أو زيادة حصتها السوقية على كل الأصعدة."
 
وتدل التوقعات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية وكذا المحللون على أن سوق الغاز الطبيعي سيشهد مزيدا من التنافسية، مع كفاح لاعبين إقليميين عديدين لاقتناص حصة سوقية، قائلين إن " شروق" سيسهم بالطبع في إشعال سباق الغاز في الشرق الأوسط.