الحدث-جوليانا زنايد
أكد خبراء لـ"الحدث" أن بناء جدار فاصل على طول الحدود الشرقية لفلسطين، بما يشملُ منطقةِ الأغوار وحتى منطقة الجولان المحتل، يعني نهاية حل الدولتين، والقضاء على فكرة دولة فلسطين التي يسعى لتحقيقها الفلسطينيون.
وقال الخبير العسكري واصف عريقات، إن الأهداف المعلنة لبناء جدار إسرائيلي جديد، هي الحفاظ على الأمن ومنع تسلل اللاجئين عبر الحدود إلى إسرائيل، غير أن الاسباب غير المعلنة هي الأكثر جوهرية والتي تعبر عن الإستراتيجية الإسرائيلية الحقيقية، المعنية بعزل الفلسطينين عن أي منطقة حدودية.
وتابع بأنه لا يمكن الوثوق بأي تصريحاتٍ تصدر عن الإسرائيلين، وأن كل ما تقوم به حكومة نتنياهو يهدف إلى إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى ان سياسة الإحتلال في منطقة الأغوار أكبر دليل على ذلك، نافيا كل ما ورد في الصحف العبرية خلال الأسابيع الماضية حول إخلاء الأغوار.
وشدد عريقات على أن إقامة جدار في منطقة الجولان هو "حل مؤقت لحفظ أمن أسرائيل في ظل وجود معارضة مسلحة في سوريا" حسب تعبيره مبينا أن إسرائيل لازالت تركز كل طموحها نحو فكرة إسرائيل الكبرى.
ولفت عريقات إلى أن إسرائيل تشدد على العامل الأمني بهدف ان تبقى الدولة الوحيدة المتماسكة، في ظل كل التشرذم الذي تمر به الدول العربية المحيطة، ما يسهل عملية تقزيم كل ما حولها ويساعدها في السيطرة على الدول العربية المحيطة.
ومن جانبه قال المحلل السياسي مخيمر ابو سعدة، إن فكرة الجدران الفاصلة باتت تسيطر على العقل الإسرائيلي وتعشعش فيه، مبيناً أن أي جدار سيمر بين فلسطين والأردن يعني أن إسرائيل تعتبر الضفة الغربية جزء من حدودها وتلغي بذلك الوجود الفلسطيني، فلا يمكن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة، أو فاقدة للسيطرة على حدودها.
وتابع أبو سعدة، بأن إسرائيل أصيبت بداء الجدران منذ عام 1996، حين انتشرت فكرة العمليات التفجيرية، إلى أن طبقت جدارها الفاصل العنصري في عام 2002، مرورا بجدار الفصل على طول الشريط الحدودي مع مصر بطول 250كم، منعا لتسلل الأفارقة إلى إسرائيل عبر سيناء.
وفيما يخص اقتراحات استقبال لاجئين سوريين، أوضح" انه لا تناقض بتصريحات نتنياهو الرافضة لاستقبال أي لاجئين سوريين ضمن الحدود الإسرائيلية، والقوانين الصادرة خلال الأسابيع الماضية والتي تقضي بمنح حق المواطنة لأي يهودي من أي بقعة من بقاع الأرض ليصبح مواطنا في إسرائيل، فإن جوهر دولة إسرائيل هو الدين اليهودي"، لافتا إلى أن حكومة إسرائيل تعزز هذه الفكرة من خلال سن العديد من القوانين بهذا الصدد.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاحد، فكرة زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحاق هيرتسوغ، الداعية لفتح ابواب اللجوء للسورين في إسرائيل.
وبرر نتنياهو قراره هذا بان إسرائيل تفتقر إلى البعد الجغرافي والديمغرافي الذي يمكنها من استقبال أي لاجئ سوري، مؤكدا عزمه لبناء جدار فاصل بطول 30كم، على طول الحدود مع الأردن، من ايلات جنوبا وحتى " مطار تمناع" الجديد، دون استثناء منطقة الجولان، في محاولة لاحاطة إسرائيل من كل الجوانب حفاظا على أمنحها كما تدعي حكومة الإحتلال .