الحدث- محمد غفري
سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رسمياً، صباح اليوم الأحد، دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أمراً يقضي بإعلان المسجد الأقصى منطقة عسكرية مغلقة.
وأكد مدير العلاقات العامة والاعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس لـ"الحدث"، أن الاحتلال أعلن رسمياً في سابقة هي الأولى من نوعها، ساحات المسجد الأقصى منطقة عسكرية مغلقة، تحت ذريعة وجود شبان معتكفين داخل المصلى القبلي يهددون الأمن، ويحاولون منع دخول المستوطنين لساحات المسجد.
مواجهات وصفت بالأعنف منذ سنوات
وشهدت ساحات المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى مواجهات عنيفة، بعد اقتحام عناصر من شرطة الاحتلال معززة بالقوات الخاصة وقوات حرس الحدود، ساحات المسجد وقاموا بإفراغه من كافة المصلين والمعتكفن، وموظفي دائرة الأوقاف، وكذلك إخلاء الحراس عن بوابته.
وقال الدبس لـ"الحدث"، إنه فور اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، حاولت طرد الشبان من داخل المسجد القبلي، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان المعتكفين منذ الأمس داخل المصلى القبلي.
وأضاف الدبس، أن قوات الاحتلال قامت بإطلاق وابلٍ من الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت والقنابل الحرارية، إلى داخل المسجد القبلي، في محاولة لإحداث أكبر قدر من الحرائق والإضرار.
وأوضح الصحفي المقدسي، أن قوات الاحتلال شرعت بتكسير نوافذ المصلى القبلي، والتي تعود إلى مئات السنين، عبر إطلاق الرصاص المطاطي عليها، كما واستهدفت بشكل متعمد كافة موجودات المصلى.
وكان عشرات المواطنين اعتكفوا الليلة الماضية في رحاب الاقصى المبارك، لإحباط أي محاولة من جماعات الهيكل المزعوم لإقامة فعاليات خاصة كانت دعت اليها لمناسبة ما يسمى عيد راس السنة العبرية في الاقصى المبارك صباح اليوم.
وفي خطوة سابقة، وقبل الاقتحام العسكري للمسجد الاقصى صباح اليوم، لجأت قوات الاحتلال الى قطع الكهرباء عن المصلين المعتكفين في المُصلى القبلي.
ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، النساء والفتيات والطالبات من كل الأجيال، والرجال ممن تقل اعمارهم عن 45 عاما من الدخول الى المسجد الأقصى، وحولت القدس القديمة الى ما يشبه الثكنة العسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصرها فيها.
كما واندلعت اشتباكات متفرقة بالأيدي مع قوات الاحتلال، خلال محاولة المواطنين كسر الحصار العسكري المشدد على الأقصى المبارك.
وكانت قوات الاحتلال فرضت في ساعات الليلة الماضية، حصارا عسكريا مشددا ومحكما على البلدة القديمة، والمسجد الأقصى، ووضعت متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة، لمنع المواطنين من التوجه للمسجد.
وما زال التوتر الشديد هو سيد الموقف في القدس القديمة والأقصى المبارك ومحيطهما.
وزير الزراعة في حكومة الاحتلال ترأس الاقتحام
وكانت منظمات وجماعات الهيكل المتطرفة دعت أنصارها- عبر مواقعها الإعلامية والتواصل الاجتماعي- الى أوسع مشاركة في اقتحاماتها للمسجد الاقصى المبارك اعتباراً من اليوم الأحد تزامناً مع بدء موسم الأعياد اليهودية.
ودعت هذه المنظمات أنصارها من المستوطنين الى التوافد المبكر اليوم لمناسبة رأس السنة العبرية، ولفتت الى أنها تعتزم تنظيم فعاليات تلمودية خاصة بهذه المناسبة برحاب الأقصى المبارك، معتمدة على اجراءات شرطة الاحتلال الخاصة بحق روّاد المسجد الاقصى من النساء والفتيات والشبان، والتي أخذت منحاً تصاعدياً في الآونة الأخيرة شملت منع أكثر من 50 سيدة وفتاة مقدسية من الدخول الى الاقصى في ساعات اقتحامات المستوطنين فضلا عن منع الشبان والطلبة، وحتى بعض العاملين في المسجد المبارك من دخوله.
وترأس وزير الزراعة الإسرائيلي 'أوري آرائيل' مجموعة من المستوطنين في اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، الذي دام حتى الساعة 11 ظهراً.
إصابة عشرات المصلين والمرابطين
وقال رئيس قسم الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور أمين أبو غزالة في تصريحات صحفية، إن 110 فلسطينيين أصيبوا خلال المواجهات التي اندلعت في الاقصى ومحيطه، 20 اصابة تم تحويلها الى مستشفى المقاصد، بينهم 3 اصابات بالصدر وواحدة بالرأس، لافتا ان معظم الاصابات هي لحالات اختناق.
وأوضح أبو غزالة أن سلطات الاحتلال عرقلت دخول طواقم الاسعاف الى المسجد الاقصى في ساعات الصباح، وبعد حوالي ساعة ونصف تمكنت الطواقم من الدخول.
إدانات واسعة لاقتحامات الاحتلال
دان الرئيس محمود عباس وبشدة اقتحام قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الأحد.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: 'ندين بشدة اقتحام جيش وشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين'، مشددا على أن 'القدس الشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاعتداءات'.
واضاف، 'الرئيس عباس أجرى اتصالات مكثفة مع كافة الاطراف العربية والاقليمية والدولية، خاصة مع الاردن والمغرب ومنظمة التعاون الإسلامي لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسجد الأقصى'.
وزارة الخارجية بدورها أدانت بشدة، قرار الحكومة الإسرائيلية بفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على المسجد الأقصى المبارك وباحاته، عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية، وذلك من الساعة السابعة صباحا إلى الحادية عشرة كمرحلة أولى.
كما أدانت الوزارة في بيان لها، الحملة العسكرية المنظمة التي قامت بها أجهزة الاحتلال صبيحة هذا اليوم لتثبيت التقسيم الزماني كأمر واقع مستمر، ولتكريس وتشجيع اقتحامات اليهود المتطرفين لباحات الأقصى، بمشاركة وزير الزراعة الإسرائيلي 'أوري أرئييل' من حزب البيت اليهودي، بحماية مكثفة من قبل قوات الأمن.
من جهتها قالت حركة حماس: "اقتحام الاحتلال ومجموعات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، يعبر عن "جريمة حرب" تهدف لتكريس مخطط تقسيم المسجد".
واضافت الحركة في بيان لها: "المرابطون في الأقصى من الرجال والنساء وطلاب مصاطب العلم هم المدافعون عن شرف الأمة في حماية الأقصى المبارك، ومن واجب الأمّة التحرّك لنصرتهم".
عربياً... دانت الحكومة الأردنية، قيام قوات إسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى 'التوقف عن استفزازاتها' و'منع الاعتداءات على الأماكن المقدسة'.
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية 'بترا': 'إن 'الحكومة الاردنية تدين اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال الاسرائيلي باحات المسجد الاقصى المبارك ومحاصرة المصلين، وتعبر عن رفضها المطلق لهذه الأعمال'.
بدورها اعتبرت جمهورية مصر العربية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى، ومهاجمة المصلين بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، معتبرة هذه الخطوة تصعيداً غير مقبول ضد المقدسات الإسلامية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
* تابع التغطية الخاصة من أخبار وفيديو وصور عبر صفحتنها على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك من هنا