الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

" الجامعة العربية "... لن نسامحكم

بقلم: تيسير الزّبري

2015-09-15 10:35:20 AM
صورة ارشيفية
 
 
(الجامعة العربية) عنوان التردي العربي الرسمي، والفضيحة السياسية والأخلاقية المجلجلة متواصلة منذ سنوات. أما كيف وأين تكمن جوانب الفضيحة؟ فهي مسألة لم تعد تخفى على أحد. الجريمة الصامتة التي يرتكبها ما يسمى بالتحالف العربي ضد الشعب اليمني في الوقت الذي تتحرك فيه المنظمة الدولية وأطراف أقليمية من أجل وقف هذه الحرب التي ذهب ضحيتها آلاف اليمنيين، وتسعى من أجل تقديم المساعدات الإنسانية. ننظر حولنا فلا نجد للجامعة المذكورة دوراً وكأنها لا تحس ولا تنظر ولا يصدر عنها ولا عن أمينها كلمة واحدة! ويتواصل الصمت على الجريمة. الجيوش العتيدة تتحشد على عدن وصنعاء، والقتل هو سيد الموقف، بينما يتواصل الحصار على تموين ودواء اليمنيين. بالطبع هناك أرجل يجري استعمالها، وهناك (أحصنة طروادة) تقيم في القصور الفخمة ويجري استخدامها غطاء للعدوان... ربما تواجه قوى الثورة اليمنية خسائر كبرى، وقد تنتصر، ولكن وصمة العار ستكون من نصيب هذه الجامعة!
 
وفي الجانب الآخر، ماذا تعمل هذه "الجامعة" لوقف نزيف الدم في سوريا؟ لا شيء. الأتراك يتحركون ويواصلون دعم الثورة المضادة وقوى الإرهاب المعروفة بالتسليح وفتح المعسكرات لكل إرهابيي الكرة الأرضية، وتركيا العثمانية تحاول اقتطاع جزء من سوريا تحت غطاء ما تسميه بالمنطقة الآمنة، في الوقت ذاته فإن أطرافاً عربية متورطة بالدعم العسكري والسياسي والإعلامي والمالي لصالح المجموعات الرجعية الإرهابية. وفي المقابل فإن حزب الله اللبناني يقاتل مع القوات السورية، وفي تطور جديد فإن الروس يضعون الآن وبشكل أوضح ثقلهم العسكري بجانب الثقل السياسي الدولي لمنع استكمال المؤامرة، وهم في حالة من التحدي الفعلي للحلف الرجعي المدعوم أمريكياً وإسرائيلياً، والذي يعمل من أجل إسقاط النظام وبناء نظام بديل طائفي حليف لإسرائيل يفتح باباً للشرور التي تهدد المنطقة.
 
الأوروبيون بدأوا بتدوير زوايا موقفهم من الدعم المسلح إلى البحث عن حل سياسي والتراجع عن شعار إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، دون التخلي عن رغبتهم في استبداله لاحقاً. الجميع ما عدا "الجامعة العربية" لديه ما يقوله بخصوص الأزمة السورية. فهي ساكتة عن كلمة الحق "والساكت عن الحق شيطان أخرس". في جانب الانحياز إلى ما يسمى بأطراف المعارضة، فإن للسعودية حصتها، والأتراك لهم حصتهم والروس يحاولون عبر قوى معتدلة سورية، الوصول إلى اتفاق على حل سياسي، دون الابتعاد عن التنسيق مع إيران الإسلامية، ولكن من طرف الجامعة وكما يقال: "لا حس.. ولا خبر".
 
الحالة في ليبيا ليست أقل سوءاً، فكما قلنا سابقاً فإن الليبيين يستغيثون ويحاولون تذكير الجامعة العتيدة بميثاق الدفاع العربي المشترك، لكن الاستغاثة لا تجد لدى زعماء العرب سوى المماطلة والتجاهل في الوقت الذي تحاول فيه المنظمة الدولية جمع أطراف الصراع الليبي والوصول بهم إلى بر الأمان... أما عن الجامعة، فربما تسمع بالنتائج وربما لا تسمع!
 

صحيح أن الجامعة طالما عكست صورة عن الواقع العربي، ولكننا نتذكر نفس الجامعة عندما كان أمينها العام عمرو موسى، وكيف عمل ذلك الرجل من أجل حل كثير من قضايا الخلاف والصراع بين الأطراف العربية محافظاً على نزاهته الشخصية وتميزه ووطنيته وعروبته، لم يضعف ولم يتنازل ولم يقبل رشوة سياسية أو غير سياسية، أما ما لدينا الآن، فهو المأساة بعينها، وصورة الجامعة هي أسوأ من صورة الواقع الرسمي العربي!!