حطّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، بوابات الجامع القبلي التاريخية، في سابقة خطيرة خلال اقتحام وحشي شنته هذه القوات على المسجد الأقصى من باب المغاربة، تخللها الاعتداء على المعتكفين، وإطلاق وابل من القنابل الصوتية الحارقة والغازية، السامة المسيلة للدموع وأعيرة مطاطية.
وبلغ عدد المصابين جراء المواجهات المستمرة داخل ساحات المسجد الأقصى وفي محيطه إلى أكثر من 35 إصابة، منها 4 إصابات خطيرة، بحسب ما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس المحتلة.
وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية، في مدينة القدس إن قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلية وصلت بأحذيتها وعتادها إلى منبر المسجد الأقصى.
وأضاف الشيخ الخطيب في اتصال هاتفي، من داخل المسجد:" لقد وصل عناصر من الشرطة الإسرائيلية بأحذيتهم وعتادهم إلى منبر صلاح الدين(منبر المسجد)".
وتابع:"هذا أمر خطير للغاية، وهو يحدث للمرة الثانية منذ الاحتلال الإسرائيلي للمسجد عام 1967 حيث كانت المرة الأولى في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي".
وذكر أن قوات شرطة الاحتلال غادرت المنطقة، بعد وقت قصير من الوصول إليها حيث تتواجد في محيط المسجد القبلي".
وأشار الشيخ الخطيب إلى أن "قوات الشرطة الإسرائيلية اعتدت على بوابات المسجد القبلي المسقوف، ودمرت عددا من الزجاج الأثري في المسجد ".
وقال:" هذه أمور مرفوضة ومستهجنة فالجانب الإسرائيلي يعمل على فرض واقع جديد في المسجد الأقصى لإدخال المتطرفين اليهود إليه".
إلى ذلك قال أحد العاملين بدائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى، إن هذا الاقتحام يعتبر 'سابقة'، من خلال اللجوء لتحطيم وتكسير بوابات الجامع القبلي ودهمه، بهدف اعتقال المعتكفين بداخله، وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير هائل، وحرق جزء جديد من سجاد المسجد، وتكسير عدد من نوافذ وشبابيك الجامع التاريخية.
وشرعت قوات الاحتلال في إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين والطالبات من كافة الأجيال، فيما اشتدت حدة التوتر بمحيط بواباته الرئيسية 'الخارجية'، وبدأ المواطنون بالتجمهر حولها في محاولة للضغط على الاحتلال وكسر الحصار عنه، وفتحه أمام المصلين، وإغلاقه بوجه المستوطنين اليهود الذين يستعدون لاقتحامات جديدة له.
يشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت لليوم الثالث على التوالي المسجد الأقصى بهذه الصورة الوحشية، بمشاركة مسؤولين إسرائيليين ومستوطنين.
وفي وقت سابق، عبَر شبان وأشبال وفتيان القدس المحتلة عن غضبهم الشديد من استهداف قوات الاحتلال للمسجد الأقصى وروّاده من المرابطات والمرابطين والعاملين فيه، وذلك بانتفاضة ومواجهات وُصفت بأنها الأعنف خلال الشهور الماضية، واستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، وشملت معظم أحياء وبلدات المدينة.
وأعنف المواجهات شهدتها بلدة العيسوية، وسط المدينة، المُنتفضة منذ أكثر من عام، وعمّت المواجهات كل أحياء وشوارع البلدة، وامتدت حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم، وأصيب خلالها عشرات المواطنين باختناقات بعد إطلاق الاحتلال عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع، كما أصيب عدد من الشبان بأعيرة معدنية مغلّفة بالمطاط.
واختطفت قوات الاحتلال أحد الشبان من سيارة اسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خلال نقله الى المشفى لتلقي العلاج.
من جانبها، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية اعتقال فتى (16 عاما) من حي جبل الزيتون/الطور المُطل على القدس القديمة، بذريعة إلقائه الحجارة، دون أن تكشف عن هويته.
وتواصلت في الحي 'الطور' المواجهات العنيفة غضبا ونُصرة للمسجد الأقصى، هاجم خلالها الشبان بؤرا استيطانية وسيارات المستوطنين والدوريات العسكرية والشرطية بالقنابل الحارقة والحجارة.
وإلى الجنوب من المسجد الأقصى، شهدت بلدة سلوان بكافة أحيائها مواجهات غاضبة حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية، استخدم خلالها الشبان والفتيان الزجاجات الحارقة والمفرقعات النارية بشكل كبير ضد قوات الاحتلال والبؤر الاستيطانية في المنطقة، واعتقلت قوات الاحتلال خلالها عددا من الاطفال والفتيان.
في السياق، شهدت بلدات: العيزرية جنوب شرق القدس، وعناتا شمال شرق المدينة، والرام شمال المدينة مواجهات عنيفة جدا أشعل خلالها الشبان النيران بإطارات مطاطية وألقوا الحجارة على جنود الاحتلال.
المصدر: وكالات, الحدث