الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحضيرات العيد تكشف الفجوة الثقافية بين الفلسطينيين

2015-09-20 07:24:29 PM
تحضيرات العيد تكشف الفجوة الثقافية بين الفلسطينيين
صورة ارشيفية

 

 #الحدث- جوليانا زنايد 


أيام قليلة تفصلنا عن عيد الاضحى المبارك في الـ24 من ايلول الجاري، ما دفع الحكومة الى صرف جزء من رواتب الموظفين العموميين، حتى يتسنى للمواطنين شراء مستلزمات العيد.. لكن هذا في نظر العديد من المواطنين غير كاف لأن هناك امورا لا تتعلق بتوفر المال بل بتوفر الظروف التي تجعل من هذه المناسبة فرحا حقيقيا بدون أي منغصات.

العيد في غزة والقدس والناصرة..مختلف لاختلاف الهموم

فمثلا الغزيون جراحهم لم تلتئم بعد.. لأن دماء من فقدوهم لم تجف بعد...فالعيد بالنسبة لهم استكمالاً لمأساة الحرب، وهو  فرصة لاسترجاع ذكرى كل من استشهد، ومناسبة لاستعادة اجمل اللحظات في منازل باتت حطاما، وما زال اصحابها  يسكنون الكرفانات.

المواطن مرعي بشير  يصف هذه الذكريات "بالأليمة"،  مشيرا إلى  أن العيد في غزة يقتصر على ميسوري الحال، معتبرا أن العيد مثل باقي ايام السنة بالنسبة حال باقي الغزيين فيها واحد.

أما المقدسيون فليسوا بحال أفضل من أشقائهم الغزيين، وخاصة في ظل تشديد الحصار والخناق عليهم وما يمر به الاقصى الشريف من محاولات التهويد.

واعتبر عدد من المقدسيين التقت بهم "الحدث" أن الأولوية بالنسبة لهم الآن  هي "حماية  المسجد الأقصى في ظل ما  يتعرض له من انتهاكات، ومحاولات تهويد من قبل الاحتلال، موضحين أن العيد فقد بهجته هذا العام نظرا لما تحاول إسرائيل فرضه من وقائع سياسية جديدة على المدينة المقدسة، إلى جانب الوضع الاقتصادي الخانق الذي يعانون منه.

وفي ذات السياق  عبرت سناء صالح من الناصرة عن انطفاء أجواء العيد، في ظل "أسرلة" كل ما حول فلسطيني الداخل المحتل، معتبرة أن إسرائيل تحاول طمس كل المظاهر التي تدل على الهوية الفلسطينية "لعرب الداخل" حسب تعبيرها.

أجواء العيد حاضرة رغم عن أنف الاحتلال

ورغم اجراءات الاحتلال القمعية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني فما زالت هنالك فسحةٌ للفرح المرسوم على وجوه المواطنين، فعشرات الآلاف منهم في مختلف مدن الضفة يتدفقون على المحلات التجارية.

ورغم أن مراكز المدن  تشهد إزدحاما شديدا في الأسواق والمحلات التجارية التي تبيع مختلف استلزامات العيد، إلا أن هذا الازدحام لم يعكس بصورة حقيقية حركة البيع والشراء، إذ لوحظ بأن الجمود يخيم على الأسواق وسط شكوى التجار.

ويعتبر مراقبون ان اختلاف طقوس وتقاليد العيد يعبر عن وجود فجوة ثقافية عميقة تفصل بين الفلسطينيين من محافظة لأخرى.

 ويرى  الخبير السياسي طلال عوكل  أن هذا الاختلاف هو نتيجة  لسياسة إسرائيلية قديمة حديثة تهدف إلى إحداث شرخ في الثقافة الفلسطينية الجمعية عن طريق العزل الجغرافي للمحافظات، بالحواجز والمستوطنات وجدار الفصل العنصري، والطرق الالتفافية وكل أشكال الفصل الجغرافي بين المحافظات الفلسطينية.

وتابع عوكلل لمراسلة "الحدث": "إن إسرائيل تحرص على التعامل مع كل منطقة بخصوصيتها، بالشكل الذي يرسخ الاختلاف لدى سكان المحافظات، ويخلق لديهم هواجس وهموم مختلفة" موضحا أن تمييز كل منطقة بشكل مبالغ فيه،  بالتوازي مع عزلها عما حولها، يؤدي إلى تغير البيئات وخلق ثقافات سياسية جديدة".

ولفت إلى أن إسرائيل تعمل بكل  طاقتها لمنع وجود تواصل جغرافي فلسطيني، بهدف ضرب الثقافة الوطنية الفلسطينية، وتشديد الخناق على الإقتصاد الفلسطيني بكل مكوناته، " أي التحول من الثقافة الجمعية إلى الثقافة الفردية، والبحث عن الهموم الشخصية بعيدا عن الهم الوطني العام والمشترك، وكل ذلك في ظل ظروف اقتصادية شبه مستحيلة".

وأوضح عوكل أن تأزم الوضع الإقتصادي سيحقق أهدافا ديمغرافية لطالمة حلمت إسرائيل بها،  مبينا أن الكثير من الغزيين يبحثون عن فرصة للهجرة، كما أن 25% من سكان الضفة الغربية يرغبون بالرحيل بسبب الوضع السياسي والإقتصادي الخانق.

ويعتبر عيد الأضحى من المناسبات الاجتماعية والدينية الهامة للعشب الفلسطيني  وهو يعتبر  فرصة للقاء الأهل والأقارب والأصدقاء، إذ يتم تبادل الزيارات وتبادل التهنئة بهذا العيد.