الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نعوم تشومسكي: هكذا اجتمعت «إسرائيل» وأميركا والسعودية في التاريخ!

2015-09-25 07:20:57 AM
نعوم تشومسكي: هكذا اجتمعت «إسرائيل» وأميركا والسعودية في التاريخ!
صورة ارشيفية

#الحدث- واشنطن

نعوم تشومسكي، المؤرخ والناقد والناشط السياسي الأميركي، الكاتب والأستاذ الفخري في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كان له خطابٌ لطلاب جامعة "المدرسة الجديدة" في نيوروك نهار السبت الفائت، حيث قام بالإجابة على بعض أسئلة الحضور عقب خطابه.

في سؤالٍ حول "كيفية دعم الولايات المتحدة للإسلام الراديكالي"، اعتبر تشومسكي أنّ الولايات المتحدة تحذو حذو بريطانيا كانت تؤيد الإسلام الراديكالي في فترة هيمنتها. يقول تشومسكي إنّ "المركز الرئيسي للإسلام الراديكالي المتطرف هو المملكة العربية السعودية بلا شك. فهي مصدر الوهابية في المنطقة، الأمر الذي يشير اليه باتريك كوكبرن كأهم التطورات في العصر الحديث". يتابع تشومسكي متوجهًا الى الحضور بالسؤال "من هو الداعم الرئيسي للمملكة العربية السعودية؟"،  ويجيب قائلًا "أنتم الداعم الرئيسي! كما تعلمون، هذا هو المكان الذي تذهب اليه أموال الضرائب التي تدفعونها منذ فترة طويلة. الآن، عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة يتم إرسالها في عهد أوباما، لكنها تعود الينا".

واعتبر تشومسكي أنّ "العلاقة القوية التي تربط الولايات المتحدة بـ"إسرائيل" منذ الخمسينات وأوائل الستينات قد تغيرت في عام 1967، فماذا حصل حينها؟". يجيب تشومسكي قائلًا: "في ذلك الوقت، قدّمت "إسرائيل" خدمةً كبيرة للولايات المتحدة وحليفتها السعودية. كانت المملكة العربية السعودية، ولا تزال، مركز الإسلام التطرف، الأصولي، مع فروع في الحركات الجهادية، بما فيها داعش. في ذلك الوقت، كانت مصر عبد الناصر تشكل مركز القومية العلمانية، وكان هناك صراع بين الطرفين اللذين كانا في حالة حرب في اليمن. ما فعلته "إسرائيل" حينها هو توجيه ضربة خطيرة للغاية للقومية العلمانية، عبر تدميرها الجيش المصري وسوريا، وحمايتها المملكة العربية السعودية، وتقديم خدمة كبرى للولايات المتحدة. ومنذ ذلك الوقت تطورت العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" لتصبح علاقة فريدة غير عادية".

كما قدّم تشومسكي مثالًا آخر هو صدام حسين "الذي كان محبوبًا بشدة من قبل إدارة ريغان ومن قبل إدارة بوش" حسب قوله، متابعًا أنّ "الولايات المتحدة كانت داعمة بشدة لحسين على طريقة دعمها لـ"إسرائيل"، حتى أنه سُمح له بالهجوم على سفينة تابعة للبحرية الأمريكية عام 1987، مما أسفر عن مقتل اثنين من اثني عشر بحارًا أمريكيًا، الأمر نفسه الذي فعلته "إسرائيل" عام 1967".

أما عن سؤاله حول عدم بذل الولايات المتحدة المزيد من الجهد لمساعدة اللاجئين السوريين، تطرّق تشومسكي الى قضية اللاجئين القادمين من هندوراس، الذين اعتبرهم "المصدر الرئيسي لما يسمى أزمة اللاجئين، قائلًا: "ما حصل في هندوراس هو انقلاب عسكري للإطاحة بالحكومة الديمقراطية، وقد كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي قدمت الدعم"، مضيفًا: "هذا سؤال مشروع إذًا".

وعن "عقيدة أوباما حول سوريا"، اعتبر تشومسكي أنّ "الولايات المتحدة اتّخذت موقفًا متباعدًا إلى حدٍّ ما، إلّا فيما يتعلّق بدعم حلفائها الواضحين". مضيفًا أنّ "تركيا، عضو حلف الناتو، دعمت الجبهة الجهادية المرتبطة بالقاعدة، وهي جبهة النصرة. كما أنّ دول الخليج، حليفة الولايات المتحدة أيضًا، كالمملكة العربية السعودية وقطر، كانت من أشد أنصار داعش"، معقبًا بالقول "هذه هي السياسات الأمريكية غير المباشرة".

أضاف الكاتب والناشط السياسي الأميركي: "يمكننا القول أن لا عقيدة لأوباما. لقد رأينا عقيدة أوباما قبل أسبوعين عندما أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية 50 مقاتلًا تم تدريبهم لسنوات، والذين ألقي القبض عليهم فورًا، فقتلوا، أو انشقوا لصالح جبهة النصرة، على ما يبدو بدعمٍ من المخابرات التركية. هذه هي عقيدة أوباما. هي لا شيء إلّا دعم الحلفاء، والتي هي في الواقع دعم القوات الجهادية".

وحول الأزمة السورية، اعتبر تشومسكي أنّ "الأمل الوحيد الممكن لحل هذه الأزمة الرهيبة التي تدمر البلاد هو نوع من التسوية التفاوضية التي تنطوي على حكومة الأسد، شئنا أم أبينا، وإشراك عناصر المعارضة، شئنا أم أبينا. لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات لا تنطوي على الأحزاب التي تتقاتل. وهذا واضح جدًا، تماما كما كانت المفاوضات في جنوب أفريقيا لإشراك قيادة دولة فصل عنصري".

من جهةٍ أخرى، اعتبر تشومسكي أنّ "المرشحين لرئاسة الجمهورية الأميركية لا يختلفون كثيرًا عن دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المثير للجدل". معتبرًا أنّ "مجرد إلقاء نظرة على وجهات نظرهم تدلّ على ذلك، وخصوصًا اختلافهم بشأن إيران حيث صرّح سكوت ووكر أنه سيقوم بقصف إيران فور فوزه، في حين قال جيب بوش إنه سينتظر جلسة مجلس الوزراء الأولى عقب فوزه قبل أن يقصف إيران". ووصف تشومسكي هذه التصريحات بالتمرد المتطرّف، معتبرًا أنّ هذا العمل بعيد كل البعد عن الحزب السياسي.

وحول اجتماع زعماء العالم في مدينة نيويورك الأسبوع المقبل حول مجموعة جديدة من الأهداف لمكافحة الفقر في العالم، في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، اعتبر تشومسكي أنّ شيئًا لن يتحقق من هذا الاجتماع.

في سياقٍ متصل، سئل تشومسكي عن برقيات ويكيليكس التي اعتبرها "كاشفة ومثيرة للاهتمام"، داعيًا الحضور الى الاطّلاع على الوثيقة التي تتناول أساس العلاقة الاستثنائية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل". كما أشار الكاتب الأميركي الى الوثيقة الأميركية الداخلية، وثيقة البنتاغون، التي سردت أولويات الولايات المتحدة الاستراتيجية، والمناطق الأهم في العالم والتي تتوجب حمايتها بأي ثمن، كان من بينها "حيفا، صناعات رفاييل العسكرية، وصناعات عسكرية كبيرة حيث تم تطوير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار"، حسب تشومسكي.

وأكد تشومسكي أنّ الروابط بين الولايات المتحدة والصناعات العسكرية الإسرائيلية فائقة التقنية وثيقة للغاية، لدرجة أنّ "رفاييل" نقلت مقر إدارتها الى واشنطن، حيث يتواجد المال. وتابع قائلًا: ""إسرائيل" الآن هي كيان صغير لكنها تملك صناعة التكنولوجيا الفائقة، وتلعب دورًا رئيسيًا في القمع والعدوان".

أما حول مدى ارتباط سياسة الولايات المتحدة الخارجية بالمصالح الاقتصادية، اعتبر تشومسكي أنّ "السياسة الخارجية الأميركية، كسياسات الدول الكبرى، مدفوعة أولًا من القوى المحلية المهيمنة، أي قطاع الشركات. إذًا، مصالح هذه القوى هي الدافع وراء السياسة الخارجية بشكلٍ عام، إلّا أنّ الأمر لا يخلو من الاستثناءات".

وأضاف تشومسكي أنّ "إيران في الواقع هي استثناء. فبعد أن كانت إيران نوعًا من مستعمرة بريطانية، وشاركت بريطانيا في منع إيران من التطوّر، استغلّت الولايات المتحدة ضعف بريطانيا عام 1953 لقلب نظام الحكم البرلماني، ونفذت الانقلاب وجاءت بالشاه. أرادت الحكومة الأميركية أن تستولي شركات الطاقة على 40 في المئة من الامتياز البريطاني، حيث كانت بريطانيا في ذلك الوقت تستغلّ النفط الإيراني. هذا مثالٌ إذًا على الدافع المرتبط بمصلحة اقتصادية بحتة". وتابع قائلًا: "أعتقد أنّ هذا يحدث الآن أيضًا، إلّا أنه ليس لدينا وثائق مرتبطة بالفترة الحالية، فالوثائق عادةً ما تفضح أسرار فتراتٍ سابقة. ولكن يمكنكم أن تثقوا تمامًا أنّ شركات الطاقة الأمريكية ستكون سعيدةً باقتحام السوق الإيرانية".


المصدر: democracy now