الجمعة  17 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الزلزال الروسي وانقلاب الموازين بقلم: تيسير الزًبري

صريح العبارة

2015-09-30 10:47:56 PM
الزلزال الروسي وانقلاب الموازين
بقلم: تيسير الزًبري
صورة ارشيفية

 ثلاثة محاور للتحرك الروسي الجديد باتجاه محاربة الإرهاب وتآثير ذلك على ما يدور راهناً في سوريا والعراق، ويهدد بلداناً أخرى إقليمياً ودولياً.

تحرك الروس أولاً بإتجاه "المعارضات" السورية للبحث معها عن حل سياسي، ونجحوا مع البعض، في حين فشلوا مع البعض الآخر، لكنهم لم يغلقوا ملف الحوار حتى الآن، بل أن محور التباحث مع أكثر الأطراف استعداداً للحوار سوف يتسع، خاصة بعد ما خابت آمال الكثير منهم في إمكانية نقل "عاصفة اليمن" إلى أراضي سوريا!

أما المحور الآخر، والذي زلزل قوى التآمر على سوريا، ودفعها نحو التراجع عن شروطها في تنحي الرئيس الأسد عن الحكم قبل أي بحث سياسي، ونقلها للبحث عن صيغ أخرى أقل عنجهية عما سبق، حصل كل ذلك بعدما قال الرئيس بوتين كلمته: "إن من يقرر مصير الأسد هو الشعب السوري وليس أوباما أو هولاند..."، وقد ترافق هذا الموقف مع إرسال الطيران الروسي وفرق الدعم والتدريب والشروع بضرب مواقع الإرهاب بعد موافقة الرئيس السوري ودون المرور بمعادلة التمييز بين قوى الإرهاب المفضوحة لدى قوى التحالف. لا فرق لدى الروس بين داعش والنصرة أو ما يسمى بالقوى المسلحة المعتدلة. لقد أنهى الروس هذه المعادلة التي أثبتت فشلها في أكثر من جبهة، وآخرها "تبخر" القوى التي دربتها الإدارة الأمريكية، والتي سلمت سلاحها إلى النصرة بعدما تقلص عددها إلى أصابع اليد الواحدة!

سوف تظهر نتائج التحرك الروسي العسكري خلال أسابيع، وسوف يوضع حد لفشل قوى التحالف بزعامة البيت الأبيض وحلفائه في المنطقة، فكل الأبواب السياسية والقانونية واللوجستية مشرعة في وجه الروس، أصدقاء العرب عموماً، والشعب السوري بشكل خاص.

إذا ما تكامل الموقف الروسي مع الصمود السوري والدعم الإيراني ومن حزب الله اللبناني فسوف تظهر نتائج ذلك للعيان وبسرعة لم تكن تتوقعها قوى التحالف المرتبكة، وسوف تترك آثارها المباشرة على جبهة العراق.

أما المحور الثالث الذي تتحرك به القيادة الروسية فهو بنقل المعركة الدبلوماسية داخل أروقة الأمم المتحدة والسعي نحو استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعم الحرب على الإرهاب في منطقتنا والعالم.

الروس، وزعيمهم القوي "بوتين" يربطون القول بالفعل، السعي السياسي مترافق مع القوة العسكرية على الأرض ومع الدعم الدولي من خلال مجلس الأمن.

نشير أخيراً إلى من تسرعوا بالقول إن التدخل العسكري الروسي سوف يدفع بالحل السياسي إلى الخلف، أن يعيدوا النظر بأقوالهم السطحية والساذجة تلك، لأن الوصول إلى الحلول السياسية لن يتم بالمناشدات الأخلاقية، بل لا بد من القوة التي تدعمها. هكذا يعلمنا التاريخ وهكذا هو واقع الصراعات في العالم.