#الحدث - ناديا القطب
لم تكن عملية نابلس التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس عملية عادية، فإذا علمنا أنه قد أشرف عليها مسؤولون كبار في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، فإنه ما من شك أن الأمر سيثير بعض التساؤلات من قبيل لماذا قامت سلطات الاحتلال بهذه العملية التي استمرت يومين متتاليين، ولماذا أوجعت هذه العملية الاحتلال؟
المحلل السياسي محمد أبو حميد قال لـ "الحدث": "إن عملية مقتل المستوطنين يوم الخميس أوجعت الاحتلال الإسرائيلي، فكان لا بد ولزاما ًوكما اعتدنا عليه، على إثر كل عملية أن يقوم الاحتلال بعمليات تفتيش واسعة بعد اقتحام المدينة، واعتقال المواطنين." وأضاف: "هي وسيلتهم لجمع المعلومات والتحري عن منفذي العملية، كما أنها فرصة لهم لاعتقال مطلوبين آخرين مشتبه بهم."
واعتقل جيش الاحتلال خلال عمليته التي أشرف عليها مسؤولون كبار في جهاز "الشاباك" 12 فلسطينيا غالبيتهم من عناصر حركة حماس، فيما أصيب 10 آخرون بجروح متوسطة إلى طفيفة، إثر مواجهات تركزت في منطقة الضاحية.
وإضاف أبو حميد: "لكن انتهاء العملية بعد يومين من الجهد العسكري، يعود لسببين؛ فإما أن يكون الجيش قد اعتقل مشتبه بهم بتنفيذ العملية وقام بنقلهم للتحقيق، والثاني، أن جيش الاحتلال يريد منح المنفذين الفرصة للظهور ومحاولة الوصول إليهم بطرق استخباراتية دون أي جهد عسكري على الأرض في الوقت الحالي".
وقرر جهاز "الشاباك" أمس حظر نشر أي تفاصيل عن الهجوم أو عن عملية الجيش في نابلس لملاحقة المنفذين الذين يعتقد أنهم انسحبوا باتجاه القرى المجاورة من مكان العملية قرب بيت فوريك.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيتر لينر، قد صرح عبر تغريدة على حسابه على تويتر إنه قد تم دفع 4 فرق عسكرية، إلى الضفة الغربية، بعد حادث إطلاق النار، الذي أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين قرب نابلس.
وأضاف بيتر ليرنر،أن الجيش الإسرائيلي يعمل على ملاحقة وتحديد المسؤولين عن الهجوم، بحسب زعمه.
لماذا أوجعت هذه العملية الاحتلال؟
إن عدم إطلاق المقاومين الفلسطينيين النار على أربعة أطفال تواجدوا في سيارة المستوطنين لحظة تنفيذ عملية نابلس بالضفة الغربية، أثارت ضجة كبيرة في إسرائيل؟
أبو حميد قال لـ "الحدث": "إن عملية نابلس، عملية ذكية، أفرادها يدركون الأبعاد السياسية لقتل الأطفال حتى وإن كان الطفل ابناً لمستوطن. هم بلا شك أرادوا أن يقدموا صورة مختلفة وشكلاً جديداً من أشكال المقاومة التي يمكن أن يتم الاستفادة منها إعلاميا."
وأضاف أبو حميد: "إن عدم قتل الأطفال جعلنا نستدعي المشهد البشع لاستشهاد الطفل الدوابشة ووالده وأمه، على إثر اقدام مستوطنين بحرق منزلهم، وهذه مقاربة بلا شك أراد المقاومين استدعاءها وتقديمها للعالم."
في المقابل فإن الرواية الإسرائيلة، تحاول التقليل من مسألة عدم قتل الأطفال، زاعمةً أن المقاومين لم يلاحظا الأطفال.
لكن على ما يبدو أن هذا الأمر لم يقنع الرأي العام الإسرائيلي الذي انتابت وسائل تواصله الاجتماعي موجة من السخرية من جيش الاحتلال، لأن الرواية التي قدمها لهم تفيد بأن الأطفال كانوا نائمين في المقعد الخلفي بينما تم إطلاق نحو 50 طلقة باتجاة المركبة المستهدفة.
أما الفرضية الأقوى فتشير إلى استثناء المهاجمين للأطفال في الهجوم، فعدم وجود أي آثار لإطلاق النار على المقعد الخلفي في السيارة، يعني أن المنفذين كانوا على علم بوجود الأطفال في الخلف لكنهم تجنبوا قتلهم.