الحدث: محمد مصطفى
غزت كميات كبيرة من السرطانات البحرية الحمراء شواطئ قطاع غزة، وتمكن الصيادون من صيد عشرات الأطنان منها.
فقد شهد الموسم الحالي وفق ما أكده مطلعون وصيادون، أكبر هجرة لتلك الكائنات البحرية منذ ما يزيد على العشر سنوات، لدرجة أن كثرتها دفعت بعض الصيادين للشكوى، لتسببها في تلف شباك ومعدات صيد، ونهش الأسماك التي يتم اصطيادها، وتقطيعها قبل إخراجها من المياه.
صيد وفير
ويقول الشاب هلال المجايدة، ويمتلك شباك جر وأخرى توضع في المياه لالتقاط الأسماك المارة، إنه لم يصدف وفرة في السرطانات البحرية كما العام الحالي، فأية شبكة يتم إلقائها تخرج مليئة بالسرطانات.
وأوضح أنه منذ أكثر من شهر يتم يومياً صيد أطنان من تلك السرطانات، التي لم تكن معروفة للبعض، ولم يعرف الكثير من المواطنين كيف تؤكل، لكن وفرتها ورخص أسعارها، جعلت الناس يتعلمون طرق طهيها وشويها وتناولها، وهذا وفر منها وجبة خفيفة ورخيصة، أقبل الآلاف على تناولها.
وبين المجايدة، وهو صياد محترف، أن الكيلو غرام الواحد منها يباع ما بين 1-4 شواكل، والمواطنون يفضلون شرائها طازجة، خاصة وأنها سريعة التلف، ورغم كمية اللحوم القليلة المتواجدة فيها، إلا أنها شهية ومليئة بالعناصر الغذائية.
ونوه إلى أنه ينجح في بعض الأحيان ببيع الكميات التي يصطادها، وفي أحيان أخرى يتناولها أو يهديها للمواطنين.
والسرطانات البحرية التي تصلح للأكل، هي كائنات بحرية تتنفس بواسطة الخياشيم، وتموت إذا ما خرجت من البحر، وتختلف كلياً عن تلك التي تشاهد تجري على رمال الشاطئ، وتعيش في جحور تحفرها على الرمال.
أذى للصيادين
وكان صيادون أكدوا أن انتشار السرطانات يلحق أذى كبير بهم، فهي حينما تعلق بالشباك، خاصة "الغزل"، التي توضع في المياه لتعلق فيها الأسماك المارة، تبدأ بمحاولة تخليص نفسها، مستخدمة مقصاتها القاطعة، وهي حرابي حادة في مقدمة رأسها، وتبدأ بقص الشباك وتمزيقها.
وقال الصياد أحمد زعرب، إن السرطانات تتسبب في كل يوم بإتلاف وتقطيع شباك للصيادين، وتحدث لديهم خسائر كبيرة، وبعضهم قد يضطر لاستبدال الشباك، لتعذر صيانتها.
وبين أن الشبكة إذا ما خرجت ممتلئة بالسرطانات، فهذا غير جيد للصيادين، لأن تخليصها أمر مرهق، ويستغرق وقت طويل، يتخلله الكثير من العضات المؤلمة.
ونوه زعرب، إلى أن الأذى الذي تسببه السرطانات يفوق الإضرار بالشباك، فحين يضع الصياد شبكته وتعلق فيها الأسماك، تهرع تلك الكائنات المؤذية، وتبدأ بنهش السمك من خارج الشبكة، وتقطعه، وحين يخرج الصياد شبكته، ويظن أنها ممتلئة بالخيرات، لا يجد سوى بقايا أسماك.
وأوضح زعرب أنه ورغم أن السرطانات تباع، ومن الممكن أن يستفيد الصياد منها، إلا أن غالبية الصيادين يتمنون انتهاء موسمها، لما تلحقه من ضرر بهم.
وجبة شهية
واللافت أن العديد من المواطنين يقصدون شاطئ البحر بهدف شراء السرطانات خاصة الكبيرة.
وأكد المواطن إسماعيل رمضان، أنه يفضل شراء السرطانات من الشاطئ، خاصة خلال ساعات الصباح، حين يبدأ الصيادون بإخراجها من البحر، ويحاول البحث عن تلك التي لازالت تتحرك، ويفضل أن تكون إناث وكبيرة في الحجم، فهي يمكن تمييزها عن غيرها، لأنها أكثر وفرة في اللحم.
ونوه رمضان، إلى أنه تارة يتناول لحومها مسلوقة، وتارة مشوية على الفحم، وهناك طرق أخرى، وهي على جميع الأحوال فهي شهية، ومفيدة، وغنية بالمواد والعناصر الغذائية.
يذكر أن موسم الخريف من كل عام مليء بالخيرات، فهو يشهد هجرة لمعظم أنواع الأسماك، خاصة السردين، التي تبدأ أسرابها بالمرور بغزارة أمام شواطئ القطاع.