الحدث- غزة-محمد مصطفى
تعرض قطاع الدواجن في غزة لانتكاسات جديدة خلال الأسابيع الماضية، مع انخفاض الأسعار بشكل حاد ومتواصل، حتى باتت تباع بأقل من التكلفة، ما يعني خسارة محققة للمزارعين والمربين، حتى وإن كانت الدواجن سليمة، ولم تحدث في المزارع حالات نفوق.
كوارث جديدة
ووصل ثمن الكيلو غرام الواحد من الدواجن الحية إلى تسعة شواكل للمستهلك، في حين كانت تباع في المزرعة لتجار الجملة بسعر 7,5 شيكل للكيلو الواحد، علما أن تكلفة الكيلو غرام على صاحب المزرعة تصل إلى حوالي تسعة شواكل وأحيانا أكثر.
ويقول المزارع نضال عبيد، إن أسعار الدواجن بدأت بالانخفاض بعد يعد الأضحى مباشرة، وظن المزارعون والمربون أنها فترة مؤقتة، مرتبطة بتوفر لحوم الأضاحي، وستعود الأسعار وترتفع مجدداً، وبناء على ذلك واصل المربون تربية أفواج جديدة، لكن الارتفاع المنشود لم يحدث، بل واصلت الأسعار انخفاضها.
وأشار عبيد إلى أن كل المزارعين اللذين ربوا أفواج جديدة خلال الأسابيع الستة الماضية، منيوا بخسائر فادحة، وبعضهم أوشك على الإفلاس، وآخرون عجزوا عن تسويق دواجنهم، ووصلت إلى أوزان ثقيلة لا يرغبها التجار، ما دفعهم لخفض أسعارها، بغرض التخلص منها.
وأوضح عبيد أن المزارعين والمربين جهروا بالشكوى، وتوجهوا إلى وزارة الزراعة، التي حاولت تحديد الأسعار بعشرة شواكل للكيلو غرام الواحد، لكنها لم تستطع، وعادت الأسعار وانخفضت من جديد.
تأثر بالأسواق
أما تاجر الدواجن عبد الجبار العرجا، فقد عزا انخفاض أسعار الدواجن إلى عدة أسباب، أبرزها حال الأسواق المزرية، والركود الكبير الذي أصابها، وعزوف المواطنين عن الشراء، خاصة بعد سلسلة من المواسم التي أرهقت كالهم، مثل الأعياد والمدارس وغيرها.
ولفت العرجا إلى أن هذا الركود تزامن مع وفرة في الإنتاج، فثمة مئات المواطنين العاطلين عن العمل انشأوا مزارع دواجن صغيرة ومتوسطة بحثاً عن الرزق، وهذا خلق وفرة غير مسبوقة في الدجاج الحي، وزج بأعداد كبيرة منه في الأسواق، ما جعل العرض يفوق الطلب.
ونوه إلى أن وفرة أسماك السردين بأسعار رخيصة في الوقت الحالي، دفع المواطنين للتوجه لشرائها، وهي شكلت بديل عن الدواجن، لافتاً إلى أن الجهات المعنية منعت استيراد بعض أنواع الدواجن المجمدة، في محاولة لاستعادة الدجاج عافيته، لكن أثر ذلك لم يظهر بعد على الأسواق.
وتوقع العرجا أن تستمر حالة الركود المذكورة في الأسواق مدة من الزمن، وأن تظل أسعار الدواجن منخفضة لعدة أسابيع قادمة.
أما الشاب محمود العبسي، وبيع في محل دواجن، فأكد أن انخفاض الأسعار لم يشجع الناس على الشراء، فالمبيعات لازالت قليلة.
ولفت إلى أن البيع يكاد ينحصر في يوم الجمعة من كل أسبوع، وبكميات محدودة، وحتى من يقرر الشراء يشتري أقل مما كان يشتريه في السابق، ناهيك عن طلب الناس شراء الدواجن وتسجيل ثمنها في دفتر الديون، نظراً لافتقادهم المال لشرائها.
وأكد العبسي أن باعة الدواجن في الأسواق يشتكون، ويأملون بانتهاء حالة الركود التي أضرت بهم.
وتتركز معظم مزارع الدواجن في مناطق جنوب قطاع غزة، خاصة محافظة خان يونس، حيث يتم تربية مئات الآلاف منها في مزارع تقع معظمها في المناطق الشرقية من المحافظة.