الحدث- الاناضول
توقع محللان سياسيان فلسطينيان، أن ينعكس فوز حزب العدالة والتنمية، في الانتخابات البرلمانية التركية المبكرة، إيجابيا على القضية الفلسطينية، ومنطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية، نظمها مركز "بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات" (غير حكومي)، في مقره بمدينة غزة، بعنوان "فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية، وانعكاساته على القضية الفلسطينية والمنطقة".
وقال أحمد يوسف، الكاتب والمفكر السياسي، و رئيس مركز بيت الحكمة، إن "فوز حزب العدالة والتنمية مكسب كبير للقضية الفلسطينية، والمنطقة العربية".
وأضاف يوسف "إن تركيا قدمت للشعب الفلسطيني الكثير، وننتظر منها أن تقدم المزيد لنصرة المستضعفين".
وأكد أن "الدعم التركي للقضية الفلسطينية سيستمر"، مشيراً " إن فوز العدالة و التنمية، أعطى أملا للفلسطينيين بمستقبل جيد".
وبين يوسف، أن "وجود حزب العدالة والتنمية التركي، سيبقي القضية الفلسطينية على سلم أولويات المجتمع الدولي".
وأوضح أن "فوز حزب العدالة والتنمية، أعادة الثقة لدى العالم الإسلامي، ويعيد الأمل للإسلام ليشكل حضور في المرحلة القادمة".
وأشار يوسف "فوز حزب العدالة والتنمية سيمنح تركيا الاستقرار، وسيكون لها أثر على الشعب التركي، وعلى المنطقة، وعلى فلسطين".
وعن المصالحة الفلسطينية، قال "من شأن تركيا أن تلعب دورا كبيرا، في تحقيق المصالحة الفلسطينية، بين حركتي حماس وفتح".
ويذكر أن المصالحة الفلسطينية لا زالت متعثرة، رغم مرور نحو عام ونصف العام، على التوصل لاتفاق "الشاطئ"، بين حركتي فتح وحماس، الذي وُقع في 23 أبريل/ نيسان 2014.
ورغم أن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في 2 يونيو/حزيران 2014، إلا أنها لم تتسلم أيا من مهامها في غزة، وتتهم "حماس" بتشكيل حكومة "ظل" في القطاع، وهو ما تنفيه حركة حماس.
من جانبه قال سامي الأخرس، الكاتب السياسي الفلسطيني "إن تركيا قدمت للشعب الفلسطيني دعما كبيراً، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبخاصة خلال التصويت للاعتراف بفلسطين، كدولة غير كاملة العضوية في نهاية العام 2012".
وأضاف الأخرس "أن الحكومة التركية، كانت وستبقى قريبة من الشعب الفلسطيني، حيث أثر وقوفها إلى جانب الفلسطينيين على الأوضاع الشعبية والرسمية التركية، و شكلت حالة من الإجماع والاتفاق التركي حولها ".
و من جهة أخرى، قال الأخرس "إن تركيا في معركة اقليمية جديدة، ويجب عليها التحرك بقوة في المنطقة لتخدم مصالحها".
وأضاف "لا شك أن حزب العدالة والتنمية، سيدعم كافة القضايا العالقة في المنطقة، والإقليم، وبإمكانه أن يلعب دوراً مؤثراً في نصرة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية".
وأشار "المطلوب من تركيا، توسيع دائرة تحالفاتها الاقليمية العربية، والتفرغ لمعركتها المصيرية مع الدول المجاورة".
وحسب نتائج أولية غير رسمية للانتخابات البرلمانية، فقد فاز حزب "العدالة والتنمية" الذي يترأسه أحمد داود أوغلو، بالغالبية المطلقة، حيث حصل على 317 مقعدًا في البرلمان، مما يتيح له تشكل الحكومة منفردًا، وهذا لم يتحقق في انتخابات 7 يونيو/حزيران الماضي.
وحصل حزب "الشعب الجمهوري"، برئاسة كمال قليجدار أوغلو، على نسبة 25.31% من الأصوات (134 مقعدًا).
كما حصل حزب "الحركة القومية"، برئاسة دولة بهجلي، على نسبة 11.90% من الأصوات (40 مقعدا)
بينما حصل حزب "الشعوب الديمقراطي" بزعامة صلاح الدين دميرطاش على 10.76% من الأصوات (59 مقعدًا).
في حين حصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.54% من الأصوات، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 85.18% من إجمالي من يحق لهم التصويت من الناخبين الأتراك.
وينظر الكثير من الفلسطينيين بإيجابية إلى تركيا، لمواقفها الداعمة لهم، بدءًا من رفضها لحرب غزة (2008-2009)، ومروراً بتوبيخ أردوغان (خلال توليه منصب رئاسة الوزراء) للرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس، في مؤتمر "دافوس" نهاية يناير/كانون ثاني2009، واتهامه بقتل الأطفال.
وزاد حادث مقتل 10 متضامين أتراك، كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة"، على يد الجيش الإسرائيلي قبالة شاطئ غزة، خلال محاولتهم كسر حصار القطاع، نهاية شهر مايو/أيار 2010، من شعبية تركيا لدى الفلسطينيين.
ولاقت الخطوات التركية تجاه إسرائيل في أعقاب حادث سفينة "مرمرة"، إعجاب الفلسطينيين، وخاصة عقب طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، وتجميد العلاقات العسكرية مع إسرائيل، مطلع سبتمبر/أيلول2011.
وكان لتركيا دورا كبيرا في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة المعروف باسم (حرب عمود السحاب في نوفمبر/تشرين ثاني 2012)، حيث زار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، غزة (كان حينها وزيراً للخارجية)، تحت وقع الغارات الإسرائيلية، و أجهش بالبكاء، حزناً على أب فقد ابنته خلال غارة إسرائيلية.
وفي الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، صيف 2014، قامت أنقرة بنقل عشرات الجرحى الفلسطينيين إلى مستشفيات تركية وتقديم العلاج اللازم لهم، وطالبت بمحاكمة قادة إسرائيل على ما وصفته بـ"جرائم حرب".
كما دعمت تركيا بشدة، مطلب السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، في نيل صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، نهاية نوفمبر/تشرين ثاني 2012.
وتعمل العديد من المؤسسات الشعبية والحكومية التركية، على تقديم المساعدات للفلسطينيين، وإقامة المشاريع التنموية، وأبرزها جمعية "ياردم إلي (يد المساعدة)"، ومؤسسة التعاون والتنسيق والتنمية والتعاون التركية "تيكا"، ومؤسسة الهلال الأحمر التركي، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية.