لا شيء يرقى حتى الآن لمستوى دماء الشباب الذين يعدمهم الاحتلال في الشوارع
الحدث- رام الله
حققت الانتفاضة الشبابية الحالية في شهرها الأول وحدة دم ميدانية بامتياز، وأظهرت عجز االسلطة الفلسطينية والقوى والفصائل والأحزاب السياسية عن الاستجابة لتطلعات الشعب في إنهاء حالة الانقسام الداخلي، والتوحد لمواجهة وإسقاط كل سياسات ومخططات دولة الاحتلال وعصابات مستوطنيها التي طالت البشر والشجر والحجر بالقتل والإعدام الميداني والحرق والاقتلاع والهدم.
وكشفت الانتفاضة الشبابية الفتية، أن التحرك الفلسطيني الرسمي السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والإعلامي لم يرق لمستوى التضحيات الجسام في الشارع الفلسطيني الذي، بلا شك، وضع السلطة الوطنية والأحزاب السياسية أمام تحديات كبيرة أهمها وفي مقدمتها وقف التنسيق الأمني وإسقاط رهانها على المسار التفاوضي العقيم والعودة إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وأظهرت استمرارية الانتفاضة الشبابية التخبط الذي تعاني منه السلطة والفصائل الفلسطينية والتي آثرت أن تبقى أسيرة المناكفات والتجاذبات السياسية، وحصر جهدها وانشغالها في مسميات هذه الانتفاضة إن كانت "هبة" أم "انتفاضة" أم "حراكاً شبابياً" ولكل مسمى توابعه وتداعياته على السلطة والحكومة وتلك القوى والأحزاب السياسية التي أمطرت الشارع ووسائل الإعلام وغمرتها بالبيانات.
التحرك والموقف السياسي لم يرق لمستوى تضحيات الانتفاضة
يعتقد الدكتور واصل أبو يوسف، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن الهبة تتطلب استمرار المسعى السياسي مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه وخاصة التصفيات الميدانية، واستمرار مطالبة مجلس الأمن وجمعية الأمم المتحدة بوضع نظام خاص لتوفير الحماية الدولية لشعبنا، إضافة إلى أهمية ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني بسرعة إنجاز المصالحة وقطع العلاقات السياسية والأمنية مع دولة الاحتلال.
ونجد د. أبو يوسف يناقض نفسه في وصف الانتفاضة بالهبة العارمة حينما قال: "أعتقد أنه للشهر الثاني من عمر هذه الهبة الشعبية العارمة التي تنطلق في كل المدن والمخيمات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والاستعماريين، جاءت نتاج انغلاق الأفق السياسي، وأيضاً دوام جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه ضد شعبنا".
ويعتقد أن جميع الفصائل والسلطة ومنظمة التحرير تؤكد على أهمية تضافر الجهود من أجل الدفع بهذه الهبة الشعبية لتتواصل وضمان استمراريتها وإزالة كل ما يمكن أن يعيق انطلاقتها وتوسيع رقعة انتشارها على مستوى مناطق التماس والحواجز العسكرية من أجل التاكيد على أهمية تغيير موازين القوى القائمة لتحقق إنجازات.
وينتقد د. أبو يوسف ما يقال عن دور الفصائل، مؤكداً أن كل الفصائل مشاركة في هذه الهبة الشعبية، مبيناً أن القسم الأكبر من هؤلاء الشباب يتبعون للفصائل، ويعتقد أن الحديث عن التقسيم والفصل ما بين الفصائل والشباب الفلسطيني في تحركهم في هذه الهبة غير دقيق.
بينما يرى النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أنه لا بد من تنفيذ القيادة والحكومة التوصيات التي تم تقديمها من المجلس المركزي واللجنة السياسية لمنظمة التحرير حتى يعرف العالم وإسرائيل أننا لن نسكت على استمرار هذا الواقع.
وقال: "كلما أدركت القوى أن جوهر الانتفاضة الجارية هو إدراك أننا لا نعيش في مرحلة حل مع إسرائيل بل مرحلة صراع ونضال من أجل تغيير ميزان القوى من أجل الحصول على حقوقنا كلما كان ذلك في صالحها، وأي تردد في هذا سيضعف أصحابه".
ويختلف البرغوثي مع أبو يوسف وفيما بعد مع اللواء سلطان أبو العنين، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حول التسمية فهو يرى أنها انتفاضة وستستمر حتى لو هدأت أو تصاعدت وتيرتها قليلاً أو كثيراً فهي ستستمر لأنها تعبر عن تناقضات موضوعية لم يعد أحد يستطيع احتمالها، مع أنه يؤكد أنه يجب احتضانها وضرورة أن تنضوي فئات اجتماعية أكثر فيها وليس فقط جيل الشباب، ويعتقد أيضاً أن على كافة القوى السياسية أن تلقي بكل ثقلها فيها وحتى الأن لم يحدث ذلك.
ولكن اللواء سلطان أبو العنين، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، يتفق مع د. أبو يسف في التسمية، وقال: "لا أسميها انتفاضة فهي حراك شبابي بامتياز "هبة" وقد تكون هذه ثغرة حاضراً ومستقبلاً، (إن بقي هذا الحراك دون توجهات وأهداف سياسية ودون تقسيم هذا الحراك إلى مراحل وتطويره بما يخدم الهدف الأساسي والرئيسي).
ويأسف أبو العينين، أنه حتى الآن أنها لم توضع لهذه الهبة استراتيجيات المراحل أو لم يتم مرحلتها مرحلة تلو الأخرى، (وإن كان البعض يقول إنها ولادة طبيعية للقوى السياسية الفلسطينية، وإن كان لديها الطابع الفصائلي، لكنها تمرد على البرمجة أو الروتين).
ويرى أبو العينين، أن البعض يدعي أنه الأب الشرعي لهذا الحراك، وقد يكون الكل هم آباء شرعيون ولكن الشارع ونبضه والحراك الشبابي قد يكون من جميع الفصائلية السياسية، لكنه متمرد على الواقع، فالشارع يغلي غضباً عما يجري في القدس والخليل ولا يمكن أن يتوقف ما لم تزل الأسباب التي أوجدت هذا الحراك.
وحذر أبو العينين، من أن يبقى هذا الحراك دون مرجعية سياسية وميدانية مع تحديد الأهداف بوضوح وبمراحلها تتطور مع تطور الأحداث اليومية، والأخطر هو عسكرة هذا الحراك، وهذا سيصيبنا في مقتل. كما حذر من البحث عن الذات والشخصنة في الخبر. وقال: "أي عسكرة لهذا الحراك هي إجهاض له وتآمر عليه، لذلك ما أحوجنا أن يكون هناك قيادة ميدانية".
وكان أبو العينين، يتمنى أن يرى القيادات الفلسطينية في مقدمة الصفوف، ولكنه يأسف لغياب هذه القيادة التي تدعو إلى هذا الحراك غالباً في البيانات والتصريحات الإعلامية. وقال: "لا يجوز بل من المخجل أن ندعو هذا الحراك لمواجهة ساخنة، دون تقديم مقومات الاستمرارية والرعاية والحماية لهذا الحراك، ويجب أن يكون له وظيفة سياسية تخدم القضية الوطنية، بعيداً عن الحزبية السياسية المريضة".
ويرى أبو العينين، أنه لم يكن يتوقع بالمديين المنظور والبعيد قليلاً أن تتحقق وحدة مع حركة "حماس" ولكنه أكد أنه بفضل هذا الحراك أنه، "وحّدنا ميدانياً وأنهى انقساماتنا اللعينة والبغيضة، ولعله يكون جسر عبور لإنهاء انقسامنا السياسي".
ويختلف بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، مع الجميع، ويعكس بوضوح حالة الانشغال الفصائلي والتخبط في التسمية حينما أطلق عليها حركة شعبية فلسطينية تعكس إصرار شعبي على إنهاء الاحتلال وعلى رفض استمرار الأمر الواقع، وتملي على الجميع واجب تطويرها إلى انتفاضة شعبية شاملة بأفق الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال وتعزيز صمود شعبنا.
ويرى الصالحي أن أي عودة للوضع السابق خصوصاً في إطار العملية السياسية هو إعدام سياسي لهذه الهبة الشعبية، ولذلك المطلوب هو مقاربة مختلفة تقوم على أساس عملية سياسية مختلفة مضمونها الأساسي إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين كما اعترفت بها الأمم المتحدة وبآلية مختلفة من خلال مؤتمر دولي، ولكن ليس بالعودة إلى مفاوضات برعاية أمريكية، ورفض استمرار الأمر الواقع الذي عبر عنه المجلس المركزي لمنظمة التحرير وخطاب أبو مازن في الأمم المتحدة.
أما خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، فيرى أن هناك واجبات على مختلف الفئات الفلسطينية والمسؤولين القيام به كل من موقع مسؤوليته في الصراع مع هذا العدو.
وأكد أن القوى الوطنية والإسلامية كانت حاضرة في المشهد منذ اليوم الأول للانتفاضة، لكنه أكد
أن الصاعق الذي فجر الأوضاع هو التعدي المستمر من قبل العدو على شعبنا في القدس، وبالتالي فهي حاضرة ضمن هذا التدفق والاندفاع الكبير لشعبنا، لذلك نجده يقول: "لا بد أن يبعث هذا التوجه موقف فلسطيني موحد، وبالتالي هنا ياتي دور السلطة الوطنية والفصائل وبالذات حماس وفتح في أهمية تجاوز الخلافات بالوحدة الوطنية يدعم هذه الانتفاضة".
ويأمل البطش أن تكون هذه الانتفاضة القوة والدافع الأهم التي يجب أن تضع النقاط على الحروف في الوحدة الوطنية ويتوقع أن تكون إحدى منتجاتها هو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.
وطالب البطش، الفصائل، دعم الانتفاضة وتبنيها وتطويرها ووضع برامج وطنية لها، كما طالب السلطة الفلسطينية تفعيل مؤسسات منظمة التحرير والتحرك على كل المستويات العالمية والدبلوماسية من أجل وقف إجرام هذا العدو وفضح ممارساته.
ويرى أنه إذا فشلت السلطة الفلسطينية حتى اللحظة في أن تأخذ موقفاً أو أن تحصل على دعم دولي بوضوح في الأمم المتحدة، فعلى الأقل مطلوب منها ومن منظمة التحرير العمل على استعادة الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة، والفرصة متاحة وتحظى بإجماع فلسطيني هائل على كل المستويات.
وقال البطش: "طالما بقي الانقسام سيد الموقف في الساحة الفلسطينية، فإن الموقف الفلسطيني بالتاكيد لا يرقى إلى مستوى دماء الشباب الذين يعدمهم الاحتلال في الشوارع، فالأداء السياسي سيء بامتياز، ولكن نحن نأمل بعد تطور الأحداث المصاحبة للانتفاضة الشعبية، فإنها ستخلق أدوات وبرامج وستضع لها أهدافاً، وعلى الجميع أن ينتهز الفرصة الراهنة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والخروج من هذا الانقسام".
برنامج عملي وفق استراتيجة مقاطعة شاملة للمنتجات الإسرائيلية بقرار حكومي
ولم يشعرخليل رزق، امين سر المجلس التنسيقي لمؤسسات القطاع الخاص، رئيس اتحاد الغرف التجارية، حتى الآن تعامل جدي وكامل مع حملات المقاطعة رسمياً وشعبياً، ويأمل أن تحظى ما يطرح من برامج وحملات مقاطعة بقبول كل أبناء شعبنا، والتوجه مباشرة للمنتج الوطني، (وليس من المعقول الأن بعد عمليات القتل العمد والاستهداف لأبناء شعبنا ولمقدساتنا أن يكون هناك من يتناول المنتجات الإسرائيلية والمستوطنات).
ويؤكد رزق: "إذا توجهنا وزدنا حصة السوق من المنتج الوطني بنسبة 20% ـ 25% سنفتح المجال على الأقل إلى 60 ألف فرصة عمل، وهذا قرار وطني بامتياز لأن البطالة الفلسطينية بدأت بتزايد وفي ارتفاع وباتت تشكل مشكلة لأصحاب القرار في السلطة الوطنية".
وقال: "لم نرتق بالمستوى المطلوب في موقفنا ونريد أنلا نتعامل مع المقاطعة هذه المرة كردة فعل، وإنما نريد برنامجاً عملياً وفق استراتيجة مقاطعة شاملة بقرار حكومي، حيث يجب أن يكون لها موقف واضح يمنع دخول المنتجات الإسرائيلية التي تصنع في دولة الاحتلال للمناطق الفلسطينية".
بينما يرى د. أبو يوسف: "أن الهبة الشعبية تمكنت في شهرها الأول من تكبيد دولة الاحتلال خسائر اقتصادية وتجارية تقدر باعترافهم أكثر من 5 مليار شيكل، ما يؤكد أنه في حال استمراريتها ستحقق إنجازات على صعيد تغيير واضح في موازين القوى مع الاحتلال، ويتفق مع رزق على تنفيذ الآليات بشكل فوري بالمقاطعة الشاملة للاحتلال".
في حين يعتقد د. البرغوثي أن هناك حاجة على المستوى الحكومي لتغيير جوهري لكل السياسة الاقتصادية والموازنات، بحيث تركز أساساً على دعم صمود الشعب وإسناد انتفاضتهم، مؤكداً على أهمية وجود جهد أكبر لإنهاء وجود البضائع الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية، وإيجاد سياسات بديلة لاستيراد البترول والطاقة لأنها تشكل اكثر من 40% من الواردات من إسرائيل.
ويقول أبو العينين إنه لمضاعفة خسائر الاحتلال، فإن الحراك لا يكفي وحده، وإنما ينبغي أن يكون لدينا جميعاً ثقافة تبدأ بالفرد وتنتهي بالأسرة والشارع وتجذر ثقافة المقاطعة، مبيناً أن خسائر العدو الإسرائيلي الاقتصادية تقدر بما يزيد عن 6 مليار شيكل في الشهر الأول من الحراك الذي وجه ضربة للإيرادات المالية والتجارية الإسرائيلية، مطالباً الحكومة والقطاع الخاص باتخاذ قرارات جريئة وشجاعة تحاكي نبض هذا الحراك.
وهو الأمر الذي أكده الصالحي الذي شدد على ضرورة أن يتطور الموقف الرسمي من المقاطعة ويتعزز باتجاه مقاطعة شاملة لإسرائيل ودعم الحراك الدولي الداعي لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات والعقوبات.
ولا يختلف شاهر سعد، الأمين العام لاتحاد نقابات العمال مع الآخرين بتأكيده تكبيد الاحتلال أضراراً اقتصادية، لكنه في المقابل أشار إلى خسائر العمال وقطاع الشباب غير المنظمين الذين يعملون داخل الخط الأخضر، وتقدر أعدادهم بحوالي35 ألف دون سن 24 سنة، منهم عدد كبير جداً لم يعودوا يعملون داخل الخط الأخضر خوفاً من اتهامهم بحيازة سكاكين من قبل أصحاب العمل الإسرائيليين، ولم يستطع الجانب الفلسطيني إيجاد فرص عمل بديلة لهم.
ودعا سعد، الحكومة لتنظيم طاولة مستديرة وبالسرعة الممكنة يشارك فيها العمال وأصحاب العمل والقطاع الخاص، ويعتقد أن الأخير قادر على استيعاب آلاف الوظائف للعمال.
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن أوروبا خلال أيام ستصدر قانوناً يمنع تسويق منتجات المستوطنات في كل أوروبا، في الوقت الذي على الجانب الفلسطيني توفير فرص عمل بديلة للعمال العاملين في المستوطنات، لذا شدد سعد على ضرورة البحث عن موارد، وأنه يجب أن يكون هناك انطلاقة جديدة بأفكار مختلفة تشترك فيها الأطراف الأساسية في الإنتاج، وعلى رأسها العمال من أجل مساعدة الشباب، ويعتقد أن بديل العمل في المستوطنات المطروح أمام الشباب هو الهجرة، وهذا خطر جداً.
أما البطش، فأكد أن الطريق الوحيد لاستمرار الانتفاضة لضمان خسائر العدو الصهيوني، هو استمرار الانتفاضة وتوسعها لتشمل كل أرجاء الضفة الغربية.
إعلام فلسطيني منقسم ما بين متجند بالكامل لصالح تغطية فعاليات الانتفاضة وآخر لا يتابع
وبينما يرى أبو يوسف أن الإعلاميين ومكاتب الإعلام والفضائيات هم الجنود الرئيسيين في هذه الهبة وفي عملية نقل الرسالة، وربما استهداف الصحفيين من قبل جنود الاحتلال هو محاولة لكتم الحقيقة وعدم إظهارها من خلال التصفيات الميدانية التي تجري والجرائم التي يرتكبها والتي لا بد أن يحاسب عليها.
فإن عمر نزال، نائب نقيب الصحفيينن يعتقد أن الإعلام الفلسطيني منقسم ما بين إعلام لا يتابع أخبار الانتفاضة تقريباً بشكل مطلق، وإعلام نجده متجند بالكامل لصالح تغطية فعاليات هذه الانتفاضة، وهو يتابع كل التفاصيل بأكبر قدر من المهنية التي تسمح بها الظروف بطبيعة الحال، ولكن بشكل عام الإعلام الفلسطيني حتى هذه اللحظة يغطي بشكل جيد ومهني إلى حد كبير.
ولا يختلف د. البرغوثي، مع الآخرين في تقييمه للدور الإعلامي المحلي بالجيد، وإن كان قد حذر مرات من تبني الرواية الإسرائيلية قبل التعامل معها، خاصة فيما يتعلق بعمليات الإعدام الميداني للشباب.
وعلى الصعيد الدولي، يأسف البرغوثي لأنه ما زال الإعلام الفلسطيني بحاجة إلى جهد كبير وفي حالة ضعف على المستوى الدولي، وقال: "لا بد من جهة إعلامية رسمية تقوم بدور هام لأنه في هذا المجال ما زالت الرواية الإسرائيلية هي التي تسيطر".
فيما وصف أبو العينين تعامل الإعلام الفلسطيني مع الحراك بالمخجل، وقال: "أستحي به إلا من رحم ربي، فهو إعلام خجول ومرعوب وخائف، وليس هو الإعلام الذي يحاكي نبض الشارع والمجتمع الفلسطيني، فنحن نريد إعلاماً واقعياً منطقياً حقيقياً لا نريد أن نموت مجاناً، نريد إعلاماً قادراً على تشخيص الألم الفلسطيني للعدوان المكثف".
ويأسف أبو العينين لقيام بعض وسائل الإعلام بالتباهى وتقديم نفسها وكأنها باتت على باب التحرير، وقال: "هذا كلام لا يخدم الأهداف السياسية لهذا الحراك، وهناك بعض وسائل الإعلام تخجل مما يحدث في الشارع وكأنها في إجازة أو في غيبوبة أو كأنها في موت سريري وتتعامل مع الحراك وكأنه في مكان آخر، فضلاً عن إعادة بث ونشر ما يروج له الإعلام الإسرائيلي إضافة إلى التكرار، يكفي البقاء والعيش على أمجاد الماضي".
ولكن الصالحي يرى أن الصحفيين الفلسطينيين والعاملين في الإعلام يبذلون جهداً كبيراً ومقدراً، ولكنه قال: "الخطاب الإعلامي الفلسطيني يحتاج إلى تطوير وإلى خطاب ورواية موحدة لما يجري في مواجهة الرواية الإسرائيلية أمام الرأي العام الدولي، لأنه واضح أن هناك ضعفاً في الرواية الفلسطينية، وهذه ليست مشكلة الإعلام فقط، ولكنها مشكلة إعلامية وسياسية".
أما البطش فيرى أن بعض الإعلام الفلسطيني حتى اللحظة ما زال متردداً في تبني رواية الشعب، وبعضه مرتجف ويد بعض الكتاب مرتجفة، فتارة يسمونها هبة وأخرى نفخة ومرة يقولون إنها حراك فيسبوك وآخرون يقولون إنه حراك شبابي، وما زال البعض متردد في أن يطلق عليها انتفاضة، فنتحدث عن 78 شهيد وعن 2400 جريح وعن 1500 أسير وعشرات البيوت المهددة بالهدم وما زال بعض الإعلاميين مترددون في إطلاق اسم الانتفاضة عليها.
وقال البطش: "على ما يبدو أن بعض الأطراف يرفضون وصفها بالانتفاضة حتى لا يتحملوا تبعات الموقف، فإن قالوا إنها انتفاضة فإنه يتوجب عليهم الدفاع عنها، وإن قالوا هبة فإنهم ينتظرون إخمادها، ولذلك الإعلام الفلسطيني معظمه جيد ولكن بعض الإعلاميين ما زالوا مترددين في الانخراط في تبني رواية الشباب والشهداء في القدس والضفة الغربية، وما زال هناك نقص في فرض الرواية الفلسطينية على الإعلام العربي والدولي".