الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": أسواق غزة الشعبية وجهة الفقراء الباحثين عن أرخص الأسعار

2015-11-16 11:50:42 AM
متابعة
صورة ارشيفية

الحدث- محمد مصطفى

منذ عقود طويلة، تقام في محافظات قطاع غزة أسواقاً شعبية كبيرة، يخصص يوم في الأسبوع لكل محافظة، فعلى سبيل المثال "السبت"، هو اليوم المخصص لإقامة سوق رفح، و"الأربعاء لخان يونس، وكهذا.

وتمتاز تلك الأسواق التي تقام في مراكز المدن، ووسط شوارع رئيسية، بتوافد عشرات الباعة والتجار إليها من كل حدب وصوب، يحملون معهم مختلف أنواع السلع والبضائع، بدءاً بالمواد الغذائية والملابس، ومروراً بالأحذية والمنظفات، وليس انتهاءاً بالفراش والأغطية وغيرها.

ويقصد هذه الأسواق غالبية المواطنين، خاصة الفقراء منهم، الباحثين عن أرخص الأسعار، فوجود منافسة قوية بين الباعة، وتحلل الأخيرين من أجرة المحلات، ورسوم تراخيص، وغيرها من التكاليف التي تضاف على ثمن البضاعة، يجعلهم يبيعون بأرخص الأسعار.

تنوع ورخص أسعار
ويقول المواطن أحمد جابر، إنه اعتاد منذ أكثر من عقدين من الزمن على شراء كل احتياجاته من سوق رفح الأسبوعية "السبت"، فهي بمثابة معرض تجاري كبير، به كل ما تحتاجه العائلة، ومن نفس السلعة تجد أصنافاً عديدة، ما يتيح للمواطنين اختيار الأفضل.

ونوه إلى أن السوق المذكورة وبالإضافة إلى رخص الأسعار فيها، فإن باعتها أكثر ليونة في التعامل، ومن الممكن المفاصلة لخفض ثمن البضاعة، وهذا يجعلها مفضلة بالنسبة له.

أما المواطن ياسر أبو جزر، وتوجه لإحدى الأسواق الشعبية جنوب قطاع غزة، برفقة زوجته، فأكد أنه جاء لشراء كسوة الشتاء لأبنائه، فالملابس في السوق المذكورة كثيرة ومتنوعة، وثمة منافسة ما بين التجار، فهو يتنقل بين البسطات منذ الصباح، ويبحث عن الملابس الأفضل ولأقل ثمناً.

ونوه أبو جزر، إلى أنه اشترى ملابس شتوية ثقيلة وأحذية، وينوي شراء أشياء أخرى، وهو واثق أنه ثمة فارق في الأسعار ما بين الأسواق الشعبية والمحلات التجارية، قد يصل إلى25% على الأقل.

سوق للبالة
وامتازت الأسواق الشعبية بوجود ركن مخصص للملابس القديمة والمستخدمة "بالة"، وهي تباع بثمن رخيص، وتقبل عليها العائلات الأشد فقراً.

ويقول المواطن علاء عبد الرحمن، وهو عاطل عن العمل، ويعيل أسرة مكونة من سبع أشخاص، إن ظروفه الصعبة تحول دون تمكنه من شراء ملابس جديدة لأبنائه، لذلك فهو يلجأ لسوق البالة، وهي بكثرة في الأسواق الشعبية.

وأوضح أنه يشتري قطعة الملابس من تلك السوق بملغ يتراوح ما بين 1-5 شيكل، وأحيانا يصدف ملابس جيدة، أفضل بكثير من الجديدة.

وأشار عبد الرحمن، إلى أن السوق المذكورة وبالإضافة إلى البالة، تحوي بضائع متنوعة، وهي دائما تكون وجهته وباقي الفقراء لشراء البضائع والسلع الرخيصة.

محج للباعة
ويقصد الباعة من كل محافظات قطاع غزة تلك الأسواق، وينقلون إليها كميات كبيرة من السلع.

ويقول بائع الملابس محمد الكرد، إنه لا يمتلك محلاً، ولا يبيع في الأسواق التقليدية، فكل ما يمتلكه مركبة نقل متوسطة، وبسطة متنقلة، فالأسواق الشعبية هي ساحات عمله، يتنقل بين المحافظات طوال الأسبوع لبيع بضاعته.

وأكد الكرد أن السر في انخفاض أسعار البضائع، أن التجار يبيعونها بسعر الجملة، ويكتفون بهامش ربح بسيط، وهم متحللون من كل القيود، لذلك فالأسواق الشعبية هي محج للتجار والمواطنين، وفيها يجد كل منهم ما يبحث عنه، فالتاجر يجد مشترين كثر، والمواطن يجد بضائع رخيصة.