الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" : غزة تطفو على بحر من الغاز وسكانها يعانون شح هذه السلعة

2015-11-25 11:37:08 AM
 متابعة
صورة ارشيفية

الحدث - محمد مصطفى

على بعد أميال معدودة من شاطئ بحر قطاع غزة، ترقد كميات هائلة من الغاز الطبيعي المكتشف منذ سنوات طويلة، دون أن يسمح لساكن القطاع، أو حتى للفلسطينيين بالاستفادة من موردهم الطبيعي.

واللافت أن الغاز يتواجد ضمن مساحة من شاطئ قطاع غزة وفي ذات الوقت معظم سكانه لم يعد باستطاعتهم تعبئة ولو اسطوانة واحدة، وإن فعلوا فإن ذلك يحدث بعد عناء وجهد كبيرين فالأزمة السنوية لتلك السلعة بدأت فعلياً مع دخول الفصل الماطر، وثمة شح واضح وبوادر أزمة، من المرجح أنها ستتفاقم في الأيام والأسابيع القادمة.

أزمة جديدة

ويقول المواطن محمود أبو طه، إنه وضع اسطوانة الغاز الفارغة لدى أحد المتاجر، بانتظار أن يمر الموزع لأخذها وتعبئتها، لكنه بعد عشرة أيام راجع صاحب المتجر، ففوجئ بوجود الاسطوانة كما هي في مكانها، دون أن يأتي الموزع لأخذها، حينها أدرك بدء الأزمة التي تتجدد في شتاء كل عام.

ونوه أبو طه إلى أنه أخذ اسطوانته، وضمها إلى اسطوانة أخرى نفذت من منزله، وتوجه برفقة نجله إلى إحدى المحطات، بعد أن علم بوصول الغاز إليها، ووقف في طابور طويل، حتى تمكن من تعبئة كلا الاسطوانتين.

ولفت أبو طه، إلى أنه بدأ يستعد جيداً لازمة الشتاء، وسيقوم بشراء اسطوانة جديدة ممتلئة عند صرف الرواتب، ويطلب من زوجته استغلال الطاقة الكهربائية المنتظمة نوعا ما في الوقت الحالي، لأغراض الطهي وصنع الشاي وغيرها، في محاولة لتقنين استهلاك الغاز.

وطالب أبو طه بوضع حل جذري لتلك المشكلة المتجددة في كل فصل شتاء، متسائلا كيف لسكان قطاع غزة أن يعانوا أزمة غاز متجددة، ولديهم مخزون هائل من تلك السلعة، وهم غير قادرين على استغلاله؟.

استعدادات مبكرة

أما المواطن ياسر صبحي، ويقطن منطقة ريفية شرق المدينة، فأكد أنه عانى حتى تمكن من تعبئة اسطوانة غاز فرغت من منزله مؤخراً، وهو كان يتوقع مسبقاً حدوث تلك الأزمة، لذلك خزن كمية من جفت الزيتون والحطب، بهدف استخدامها في عمليات التدفئة والطهي، في حال اشتدت الأزمة كما العام الماضي.

وأشار صبحي إلى أنه حريص كل الحرص على أن لا تبقى اسطوانة غاز واحدة فارغة في منزله، ويسارع ببذل كل جهد ممكن لتعبئتها فور نفاذها، كما أنه بصدد شراء كمية من السولار، لاستخدامها في عمليات الطهي عند الضرورة.

وأكد أن الاستعداد لأزمة غاز في كل بيت، أصبح من بديهيات استقبال الفصل الماطر، متمنيا إيجاد حل جذري لتلك الأزمة.

أزمة موسمية

من جانبه أكد مصدر مطلع على حركة السلع والبضائع من خلال معبر كرم أبو سالم، الذي يعتبر مصدر دخول البضائع الوحيد للقطاع المحاصر، أنه فعلياً لم يحدث تناقص في كميات الغاز الواردة للقطاع من خلال المعبر المذكور، والكميات اليومية في أيام عمل المعبر تتراوح ما بين "180-230 طن"، وهي كافية في فصل الصيف.

وأكد المصدر لـ"الحدث"، أن فصل الشتاء يشهد تزايد في الاستهلاك بمعدل يصل إلى 50% على الأقل، وهذا يتطلب زيادة في الكميات المدخلة، لتتراوح ما بين 320-350 طن يومياً، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.

وتوقع المصدر أن يحدث مزيد من التفاقم على الأزمة التي بدأت مبكراً هذا العام، في حال لم يتم زيادة الكميات المدخلة للقطاع من تلك السلعة.

مورد غير مستثمر

وكان تم اكتشاف ما يزيد عن 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في حقلين قبل أكثر من عقد ونصف من الزمن؛ وهما حقل غزة البحري والحقل الحدودي، ويعتبر حقل غزة البحري الحقل الأكبر بينهما، ويقع بالكامل ضمن المياه الإقليمية الفلسطينية، ويقدر حجم الغاز الطبيعي الموجود فيه ب 28 مليار متر مكعب.

 أما الحقل الحدودي، فهو الحقل الأصغر ويحوي ما يقارب 3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ويقع في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، حيث يعتبر امتداداً لحقل Noa South الواقع في المياه الإقليمية الإسرائيلية.

وفي حين تعتمد قيمة هذين الحقلين على أسعار الغاز العالمية، فإنه من المتوقع أن تصل قيمتهما إلى مليارات الدولارات، ولهذا تم استثمار ما يقارب 100 مليون دولار أميركي في المشروع، بينما يتوقع أن تصل القيمة الكلية لمصاريف التنقيب والتطوير إلى 800 مليون دولار أميركيي.

وكانت اتفاقية وقعت ما بين السلطة الفلسطينية وشركة "برتش غاز" البريطانية في العام 2000، من أجل استخراج الغاز من قبالة سواحل قطاع غزة، ورغم مرور سنوات عديدة على توقيعها لازالت معطلة لأسباب عدة، من بينها منع إسرائيل ذلك، والانقسام الفلسطيني الفلسطيني.