الحدث- فرح المصري ومحاسن أصرف
.
أبو سعدي ناشط سياسي ثمانيني
رغم تجاوزه الثمانين عاما، إلا أنه ما زال حاضرا في معظم المناسبات الوطنية والاعتصامات التضامنية والمظاهرات الغاضبة.
الناظر إلى وجه أبو السعدي، يرى في عينيه بريقا يعيده إلى مظاهرات الزمن القديم، لتأخذك منحنيات وجهه إلى ماضٍ كان حافلاً بالمقاومة، يحاول إعادة إحيائه بتواجده الدائم وحضوره المميز، فهو يرى أن مشاركة أهالي شعبه أحزانهم وأفراحهم واجبا وطنيا يقع على عاتقه.
محمد الخطيب .. رياضي نحو محطة الأولومبياد
خمسة وعشرون عاماً جعلت من الشاب محمد الخطيب أيقونة في عالم الرياضة في فلسطين، ثلاثة أعوام فقط أمضاها محمد في تحقيق هدفه بالمشاركة في الركض السريع في أولومبيات العام 2016.
تحديات مادية وتقنية، جعلت من محمد أستاذ نفسه، يتدرب على الركض السريع خالقاً بيئة رياضية علها تقوده إلى أول ميدالية في الركض السريع على مسافة 200-300 متر.
فرصة جديدة يواجهها محمد ليصبح مؤهلا للمشاركة في الأولمبيات العالمية، ثلاثة أشهر في معسكر خاص بالرياضيين في الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون المحطة الأخيره قبل تحقيق الحلم.
حسن ابن الحرية
"حسن الزعانين" كان حُلمًا لوالدته التي حرمها الاحتلال منذ كانت عروسًا في الشهر الثاني من زوجها تامر الزعانين أسيرًا خلف القضبان، لكنه غدا حقيقًة بعد أن نجح والده المحكوم 12عامًا في تهريب عينة "نُطف" حُقنت في رحم زوجته عبر تقنية أطفال الأنابيب وأثمرته حُرًا جميلًا.
سيُطفئ حسن شمعة عمره الثانية في منتصف يناير 2016 القادم، بحضور والدته وجدّيه وسيغيب عنه والده جسدًا لكن صورته كما أخبرتنا تهاني ستكون حاضرة إلى أن يخرج حرًا طليقًا بعد انقضاء محكوميته في نوفمبر 2018 القادم إن شاء الله.
محمد عليان والد شهيد
أب لشهيد، وقائد لحملة شعبية تنادي باستعادة جثامين الشهداء، أملاً في أن يكون للشهيد راحة أبدية بعد مغادرته المكان.
ينتظر عليان والد بهاء منفذ عملية الباص في القدس المحتلة، جرافات الاحتلال وبنادقه، لتحاصر منزله، لتقضي على ما تبقى لديه من ذكريات تجمعه مع بهاء .. يومان فقط تفصله عن الكابوس المحتم، ولا يأبه خيمة في العراء، هي بحسب ما يقول كل ما يحتاج في هذا العالم بعد أن فقد ابنه.
زينات السموني شهادة الموت والحياة
بالأمس نكأت الذكرى السابعة لعدوان الرصاص المصبوب 2008، جراح زينات السموني (41 عامًا)، زوجة الشهيد عطية السموني ووالدة الشهيد أحمد السموني اللذان قُنصا برصاص الموت أمام ناظريها دون أن تستطيع حمايتهما، زينات على مدار السنوات السبع قاست الأمرين، التشرد من جهة بعد أن هُدم منزلها، والفقد من جهة أخرى إذ باتت تُعاني وأطفالها الستة فقدان المعيل والسند.
ما يُقلق زينات حال ابنتها الجريحة أمل (16عامًا) فهي لم تتعافَّ من آلام إصابتها بعد استقرار شظايا عدة في رأسها، تُحاول زينات جاهدة في الحصول على سبيل لتحويلها للعلاج بالخارج ولكن إغلاق المعابر والحصار الضارب أطنابه على غزة يُحول دون تنفيذ أمنياتها.
دينا عصفور معلمة وزوجة أسير
بعيداً عن أحزانها على زوج يقبع في زنزانة، كانت دينا تجمع أحزانها وتجعل منها هدفاً سامياً يوصل أفكارها التعليمية بطريقة لا تقليدية، بضع دمى جعلتها تصنع من مهنة التدريس هواية، لتستحق جائزة أفضل معلم لعام 2015 تقدمة من وزارة التربية والتعليم "جائزة عبد الرحيم محمود".
هي زوجة الاسير محمد عصفور المحكوم 15 عاما داخل سجون الاحتلال، وأم لأربعة أطفال.
حسن عريقات.. نموذج التمسك بالأرض وتربية أبناء فلسطين
في أرضه يجد الحياة، من هناك بدأ طريقه ليجعل من حصادها بيتا آمنا، أب لخمسة أفراد جامعيين، بضع حبات قليلة من الفاكهة والخضار كفيلة من وجهة نظر حسن كي تكون رزقا كافيا يفيض على عائلته ويغمرها بالسعادة.
إلا أن القدرة الإلهية أرادات قبل خمسة أعوام أن تمتحن أفراد عائلته لتجعل في جسده القوي عجزا ، يسحبه بعيداً عن أرضه وخيراتها.. لكن احتضان أسرته وحبها له، جعلته قادراً على مواجهة المرض والصعوبات الزراعية التي يواجهها ليتابع عمله ويمضي.
أكرم جمعة.. طبيب غزي يرسم البسمة على وجوه المحرومين من الإنجاب
في عام 2006 كان قطاع غزة على موعد مع عودة الطبيب أكرم جمعة، بعد مشوار علم وعمل ناجح في تركيا، إذ تخرج من كلية الطب في جامعة أنقرة وحصل على درجة الدكتوراة في اختصاص النساء والتوليد، وجراحة المناظير وطفل الأنابيب، لكن الظروف التي واتت عودته كانت قاسية مع ضرب الحصار أطنابه على القطاع.
استطاع جمعة خلال فترة وجيزة إحداث نقلة نوعية بتحقيق مستوى نجاح أعلى في عمليات الإخصاب المجهري، من حيث تقييم الحالة بشكل دقيق وتقديم نوعية من العلاجات والأدوية للحصول على أفضل نوعيات من البويضات.
وعن أجمل المواقف، حين استطاع بمساعدة فريقه الطبي أن يكون سببًا في إنجاب شخص معاق حركيًا ويُعاني عقم لتوأمين كانوا مصدر قوته في الحياة.
نهاد بكرون كفيف بأنامله يُبصر الموسيقى
نهاد بكرون (54 عامًا)، كفيف غزي رسم حدود مستقبله بآلات العزف وكلمات الشعر، منذ صغره كان لديه أُذن موسيقية جيدة فتستهويه كثيرًا ألحان سيد مكاوى وعمار الشريعي، فيما يطرب لصوت السيدة أم كلثوم وعبد الوهاب وسيد درويش، لكن موهبته في الغناء والعزف تكشفت بقوة حين أصبح في السابعة من عمره، فعمد والده إلى إرساله لمدرسة تُعنى بتعليم الموسيقى في الضفة الغربية، وهناك كانت أولى خطوات الإنطلاق.
لم يكتف بكرون بتطوير عزفه بل طور قدراته الغنائية واستطاع أن يُؤسس فرقة "زهرة المدائن" وكانت تضم حسب قوله ستة مكفوفين يُحيون حفلات الزفاف على الصعيد المحلي استمرت لمدة ست سنوات، ومن ثم بدأ العديد من الأطفال يتهافتون على بيته لتعلم المزيد من فنون العزف.
صدقي شاهين مزارع من غزة يواجه الموت يوميًا
على وقع الرصاص وأزيز الطائرات يصل المزارع صدقي شاهين (37 عامًا) أرضه التي لا تبعد سوى 300 متر عن الحدود الشرقية لمدينة خان يونس مع الاحتلال، يؤكد أن المخاطر بالقتل لن تٌرهبه ولن تمنعه من العناية بمحصول البازيلاء الذي احتضن أرضه لأول مرة هذا الموسم بعد سنوات طويلة من المنع.