الأربعاء  01 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث": الانتفاضة الأولى سلمية.. والثانية مسلحة.. والثالثة "إلها الله"

معايشة الانتفاضات .. مقاربات لا مقارنات

2016-01-05 01:30:01 PM
خاص
صورة تعبيرية

 

الحدث- آيات يغمور وفرح المصري

في شهرها الرابع، تسحق الهبة الشعبية بمسمياتها، أقاويلاً تطاولت على إنجازاتها مستخفة بقوة إرادتها وحجم التأييد الفلسطيني لها، لتكون امتداداً لانتفاضة تمردت على أوسلو حيناً وعلى سياسات السلام أحياناً أخرى.

بعيداً عن المقارنات السلبية المحبطة، وأملاً في إيجاد مقاربة تجعل بين الواقع والماضي رابطاً، يحمل جيل الانتفاضة الأولى والثانية إلى أحضان انتفاضة القدس التي بدأت تشرين الأول من العام 2015، والتي ما زالت مستمرة بسواعد فردية لا تحكمها قوانين دولية ولا يهمها اتفاقيات، اختارت "الحدث" شخوصاً عايشت انتفاضة الحجارة والأقصى، لتجعل من ذاكرتهم وحياً يقود الجيل الجديد نحو انتفاضة ثالثة أوسع تأثيراً.

 

 

هاني المصري | محلل سياسي

ما بين أوجه الشبه والاختلاف عكست الانتفاضة الأولى والثانية والحالية، تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه ورفضه للمخططات الإسرائيلية.

ويكمن الاختلاف ما بين انتفاضة الأقصى والحجارة وبين ما يحصل اليوم، في تواجد القيادة والفصائل التي تنظم العمليات وتمولها وتقودها حيث المصلحة الشعبية.

وتمتاز الانتفاضة الحالية بطابعها الفردي، وانعدام التوجيهات التنظيمية المباشرة منها، فها هي العمليات الفردية ينفذها أفراد على عاتقهم الشخصي، حاملين أدوات بسيطة كالسكاكين ومستخدمين السيارات، الأمر الذي يعكس حالة الاحتقان في الشارع الفلسطيني.

ويحسب لهذه الانتفاضة تمكنها من ضرب "إسرائيل" في مواقع نقاط ضعفها، وهو ما أربكها وجعلها عاجزة عن توفير الأمان لمواطنيها، خاصة وأن الاستطلاعات الأخيرة أشارت إلى أن غالبية الإسرائيلين لا يشعرون بالأمان.

وتكمن خطورة الوضع الحالي، والذي تمكنت الانتفاضة من تشكيله، في عجز إسرائيل التام عن ايجاد حلول للسيطرة على هذه العمليات، فهي لا تستطيع رصد اتصالاتهم او هياكلهم، وهو ما يعود إلى فجائية العملية والمنفذ والتوقيت.

وتعيش الفصائل الفلسطينية والقيادة على رأسهم، حالة من الحيرة التي تجعلها تدخل في دوامة الانضمام أو الانسحاب، وفي دوامة معارضة العمليات أم تأيدها، وفي دوامة تشجيع المقاومة أو تشجيع العملية السلمية.

 

 

عصمت منصور| أسير محرر - خبير في الشأن الإسرائيلي

الانتفاضة الثانية يغلب عليها طابعها العسكري المسلح، فكانت عملياتها منظمة تحوي مهاماً وشخوصاً لكل تفصيل فيها.

 وتطلبت العمليات الاستشهادية أيام الألفية الثانية، بيئة تحتية تنظيمية وقرارت وتوجهات سياسية معينة، عواملٌ جعلت من آلية العمل في انتفاضة الأقصى تأخذ طابعاً قيادياً برعاية فصائلية.

اما الانتفاضة الأولى فكان طابعها شعبويا جماهيريا سلميا لا عسكريا، شهدت ظهور السكاكين ولكن لفترة قصيرة، مع اقتصارها على مشاركة الجماهير في رمي الحجارة واحراق الشوارع والإضرابات.

وفي نهايتها، قاربت الانتفاضة الأولى على اتخاذ الطابع الفرداني، عندما "قمت" بقتل مستوطن مستخدماً سكيناً،

كان قراري شخصياً بمعزلٍ عن الفصائل.

لا يوجد للحكم والمقارنة السلبية مكانٌ بين الانتفاضات الثلاث، هي مرحلة لها متطلباتها تمتاز بأدواتها تتجمل بأبطالها بعيداً عن اختلافات وخلفيات عملياتها.

 

 

رولا أبو دحو| أسيرة محررة – محاضرة في جامعة بيرزيت (دراسات المرأة)

الأصعب، ها نحن نعيشها بعد أن كنا قد عايشنا اثنتبن من قبلها، هي انتفاضة القدس التي تمتاز ببشاعة أوسلو والسلام المزعوم، رداً رفضاً وتصعيداً لعشرين عاماً من التضييق في سبل الحياة وتكبيل للحركة.

تشديداتٌ امنيةٌ وقمعٌ للحريات، اعتقالاتٌ وتوسعٌ للاستيطان، معاناة لم يقابلها سوى سلطةٍ منهارةٍ غيرَ قادرةٍ على تلبية احتياجات شعبها وهو ما دفع الأفراد إلى التوجه نحو العمليات متخذين مقولة "ليس هناك ما أخسره" شعاراً.

ورغم جماليتها واندفاعها، تعكس هذه العمليات ضعف التنظيمات من جهة ورغبة الأفراد بالتخلص من الظلم من جهة أخرى.

ورغم هامشية مشاركة السلطة أو احتضان الفصائل لانتفاضة القدس، إلا أن السلطة أرادت أن تلعب دوراً حتى لو كان عقبة في طريق المواطنين الذين تستمر في منعهم من الوصول لمناطق التماس خوفا من التعرض لجنود الاحتلال.

ليس صحيحاً بأن العمليات الفردية البعيدة عن التنظيم، بعيدة عن الشعب أيضاً

الاحتضان الشعبي متواجد ومرافقٌ للقرار الفردي المقاوم، متمثلاً في جنازات الشهداء، ولكن الإشكالية في هذا الاحتضان، فقدانه للأدوات الرسمية التي تجعل من الشعور العام قراراً يحمل حيز التنفيذ، فنحن بحاجة لقيادات وأحزاب ودعم لوجستي حتى يستطيع هذا الاحتضان الشعبي التحول لقوة جماهيرية .

 

تجربتي

قتلنا جندياً في الاحتياط في القدس القديمة، واخترنا القدس تحديدا تأكيداً على سياستنا المتطلعة للقدس كعاصمة، واخترنا القدس القديمة لتوحش الاستيطان فيها فترة الثمينات.. نجحت العملية! وتم اعتقالنا بعد أشهر من تنفيذها

حكمتُ 25 عاماً قضيت 9 أعوام وخرجت بعد صفقة إخراج الأسيرات التي رافقت أوسلو

سلاحي مسدسٌ وخليتي جبهة شعبية

 

 

كيف يمكن دعم الهبة الجماهيرية وتوسعتها؟

وفي سياقٍ ليس ببعيد، تناول ملتقى "نبض الشبابي" هو الآخر مجموعة فردية، الهبة في بداياتها، مستضيفين أساتذة وكتابا، في مدينة رام الله بتاريخ ١٣-١٠-٢٠١٥، كان لهم فيما يجري رؤية ناضجة، محاولين الإجابة على تساؤلات جيل الانتفاضة الحالية، لتخفف من ترددهم، وتمحي مخاوفهم، فحملت الندوة عنوان: كيف يمكن دعم الهبة الجماهيرية وتوسعتها؟

 

تطرقت الندوة إلى الأحداث التي تجري منذ تشرين الأول، وكان الجدل الدائر يتمحور حول تسميتها فيما لو كانت هبة أم انتفاضة، تثير التساؤلات حول ضرورة التفاف الفصائل حولها لتستحق لقب الانتفاضة، الأمر الذي لم يعد مطروحاً على الساحة السياسية والإعلامية، خلافٌ حلّته عمليات وخسائر بينة، فاستحقت اللقب,

وأتت هذه الندوة بميزة هي الأخرى جعلت للانتفاضة الثالثة أهمية عن سابقاتها، فذكر أحد المتحدثين في الندوة، الدكتور المحاضر في جامعة بيرززيت، علاء العزة، أهمية التنسيق مع فلسطينيي الداخل المحتل، الذين كان لهم مشاركة واسعة غير مسبوقة في الحراك الشعبي والفعل المقاوم، معلنين رفضهم للسياسة الإسرائيلية، متمردين على قرارات حكومة الاحتلال التي يخضعون لها اضطراراً.

 

وكان موقع "اتجاه" الإلكتروني قد لخّص مجموعة الخطوات التي من شأنها أن تعزز استدامة الانتفاضة حسب ما أوضح العزة خلال الندوة:

- التنسيق مع فلسطينيي ٤٨ بشكل مباشر.

– الذي يحدث في القدس هو ليس محاولات قتل وطعن للفلسطينيين بل هو عملية تخويف للمجتمع المقدسي وبالتالي تفريغ الشارع من المقدسيين فيجب ان ندفع الحياة اليومية في مدينة القدس وعدم ترك المجتمع المقدس مرعوب وفي هذا الامر خطورة جدية خاصة في البلدة القديمة.

– نظرا لغياب البيئة التنظيمية هناك اقتراح الحيز المكاني وهو خلق حيز مكاني يستبدل غياب الاحزاب السياسية كنموذج ميدان التحرير في مصر. التفكير في مجموعة مواقع لخلق حوار بديل للسياسة واعادة التفكير في اشكال المواجهة ولكن لا يجب ان تكون هذه المواقع خارج نطاق مناطق الاشتباك

– يجب مواجهة ومجابهة السلطة الأبوية التي ستوجه من قبل مؤسسات السلطة او من التيارات المحافظة.

– التواصل مع الناس: توعية و تثقيف بالاضافة الى زيارة اسر المتضررين مثل الجرحى و الاسرى و الشهداء. (مع مبادرات ايجابية لهم و ضغوطات على المستشفيات لتحمل مسؤولياتها و اجبار التنظيمات من تحمل مسؤولياتها ايضا)

– التسميات مهمة جدا وسيتم المواجهة من قبل التيارات المحافظة ولا سبيل لمكافحة هذا النوع من الخطابات الى بربط القضايا الاجتماعية والجندرية مع القضية الوطنية بشكل مباشر.